في قول النبي (صلى الله عليه وآله) : ((ما أوذي نبي مثل ما أوذيت ))، هل هذه المماثلة في الأذية هي على وجه الدقة والاستيعاب والشمول، فإن كانت كذلك فقد ينقض عليها بأذية بعض الأنبياء بما لم يجر على نبينا (صلى الله عليه وآله).
12 ربيع الثاني 1438هـ
السؤال: في قول النبي (صلى الله عليه وآله) : ((ما أوذي نبي مثل ما أوذيت )) [1]، هل هذه المماثلة في الأذية هي على وجه الدقة والاستيعاب والشمول، فإن كانت كذلك فقد ينقض عليها بأذية بعض الأنبياء بما لم يجر على نبينا (صلى الله عليه وآله).
الجواب: أن الأذى الذي يصيب الإنسان تارة يلاحظ فيه الجانب الكمي ، و أخرى يلاحظ فيه الجانب الكيفي ، وإيذاء هذا النبي (صلى الله عليه وآله) كان من الجانب الكيفي- الذي هو أشد من الجانب الكمي- أعظم مما لاقته الأنبياء في الجانب الكمي والكيفي معاً ، كما في أذيته في نفسه الشريفة وفي ابنته الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وأذيته في بقية أهل بيته (عليهم السلام) [2]، فلا يشترط في هذه المماثلة أن تكون من الجانب الكمي فقط بل لعل ظاهر (مثل) هو الجانب الكيفي.
والجانب الكيفي يلاحظ فيه من جهة: شدة الايلام الجسدي أو الروحي أو النفسي أو الفكري والعقلي ومن جهة عظمة الشخص ومكانته.
-----------------------------------
يا رســـول الله لو عاينتهــم * وهــم ما بين قتل وسبـــا
من رميض يمنع الظل ومـن * عاطش يسقى أنابيب القنا
ومسوق عاثـر يسعى بـــــه * خلف محمول على غير وطا
لرأت عيناك منهم منظــــرا * للحشى شجوا وللعين قذا
جزروا جزر الأضاحي نسله * ثـم ساقوا أهله سوق الإما
قتلوه بعـــد علـــم منهــم * أنه خامس أصحاب الكسا
ميّت تبكي لـــــه فاطمــة * وأبوها وعلــــيّ ذو العلى
ووجوها كالمصابيــح فمـن * قمر غاب ونجم قد هــوى
ليـــس هذا لرســول الله يا * أمة الطغيان والكفــر جزا .
12 ربيع الثاني 1438هـ
الموضوع السابق
