||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 418- فائدة فقهية: بعض أدلة شورى الفقهاء

 248- الرفق واللين كظاهرة عامة في الحياة وفي التقنين

 185- ( وأمضى لكل يوم عمله... ) حقيقة ( الزمن ) وتحديد الاولويات حسب العوائد

 281- فائدة أصولية: منجزية العلم الإجمالي

 1- الإنصات إلى القرآن الكريم

 103- بحث أصولي: مناشئ حكم العقل بالحرمة أو الوجوب

 146- مواصفات (الزائر المثالي) ـ فقه المصطلحات المزدوجة الاستعمال

 243- مباحث الأصول: (الحجج والأمارات) (1)

 316- الفوائد الأصولية: الحكم التكليفي والحكم والوضعي (3)

 213- تجليات الرحمة الالـهية في اسماء الله الحسنى وفي الشفاعة والبداء وفي وجود الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23968975

  • التاريخ : 19/04/2024 - 23:42

 
 
  • القسم : البيع (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 550-الاستدلال بحديث رفع القلم على بطلان معاملات الصبي-بحث سند الحديث .

550-الاستدلال بحديث رفع القلم على بطلان معاملات الصبي-بحث سند الحديث
الأحد 13 شوال 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(550)

الإستدلال بحديث رفع القلم على بطلان معاملات الصبي

وقد استدل على بطلان معاملات الصبي مطلقاً، مميزاً كان أم لا، بإذن الولي كان أم لا، في الشأن الخطير كان أم لا، بحديث رفع القلم، قال الشيخ (قدس سره): (واحتجّ على الحكم في الغنية([1]) بقوله (صلى الله عليه وآله): ((رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبيّ حتّى يحتلم ، وعن المجنون حتّى يفيق ، وعن النائم حتّى يستيقظ))([2])، وقد سبقه في ذلك الشيخ في المبسوط في مسألة الإقرار وقال: إنّ مقتضى رفع القلم أن لا يكون لكلامه حكم([3]). ونحوه الحلّي في السرائر في مسألة عدم جواز وصيّة البالغ عشراً([4])، وتبعهم في الاستدلال به جماعة، كالعلاّمة([5]) وغيره([6])).

أقول: لابد من البحث عن الأحاديث الدالة على رفع القلم عن الصبي، سنداً ودلالة، وهي مجموعة أحاديث:

رواية الخِصال: إنّ القلم يرفع عن ثلاثة...

الحديث الأول: وهو الذي أشار إليه الشيخ قدس سره: وهو ما رواه في الوسائل عن الخصال عن الحسن بن محمد السكوني عن الحضرمي عن إبراهيم بن أبي معاوية عن أبيه عن الأعمش، عن إبن ظبيان، قال: (أتي عمر بإمرأة مجنونة قد زنت، فأمر برجمها، فقال علي عليه السلام أما علمت أن القلم يرفع عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ)([7]).

بحث موجز عن سند الحديث

وقد أشكل السيد المروج على السند بقوله: (وهذا الطريق لا يخلو من ضعف بالأعمش وغيره)([8]).

أقول: الظاهر أن المراد بالأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي الأعمش وهو ثقة، فقد عدّه ابن شهر آشوب من خواص الإمام الصادق (عليه السلام) كما روى عنه تفسير القمي، وقد ذكره العلامة وابن داود في القسم الأول، وقال في الرواشح السماوية: (معروف بالفضل والثقة والجلالة والتشيع والاستقامة)([9])، وقال في معجم رجال الحديث: (يكفي في الاعتماد على روايته، جلالته وعظمته عند الصادق عليه السلام)([10]).

كما أشكل على السند في (العقد النضيد)([11]) بقوله: (وفي سندها تأمل، ويكفينا السكوني وعدم وثاقته من البحث عن حال بقية الرواة).

أقول: الحسن بن محمد السكوني، هو من مشايخ الإجازة فقد روى عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة 344 وله منه إجازة، كما أنه من مشايخ الصدوق، فمن يرى كفاية ذلك في التوثيق كفاه وإلا فلا.

الخلاف في يونس بن ظبيان وأدلة الطرفين

كما أُشكل على السند بابن ظبيان وهو يونس بن ظبيان، وإجمال القول فيه أن العديد من العلماء ذهبوا إلى تضعيفه استناداً للشواهد التالية:

أدلة تضعيف ابن ظبيان:

فقد حكى القهپائي عن النجاشي قوله (ضعيف جداً، لا يلتفت إلى ما رواه، كل كتبه تخليط)([12]).

وقال الكشي: قال العياشي: متهم غال[13] كما قال الكشي عن الفضل([14]): إنه من الكذابين المشهورين([15]).

وقال ابن الغضايري: (غال، وضاع للحديث، لا يلتفت إلى حديثه)([16]).

وذكره ابن داود والعلامة في القسم الثاني من الرجال، أي الضعاف.

كما روى الكشي، بسند صحيح عند البعض، رواية الإمام الرضا (عليه السلام) بلعنه وهي: (حدثني محمد بن عيسى عن يونس، قال: سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان أنه قال: كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس، إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فإذاج، فغضب أبو الحسن عليه السلام غضباً لم يملك نفسه ثم قال للرجل: اخرج عني لعنك الله، ولعن من حدّثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة، يتبعها ألف لعنة، كل لعنة منها تبلغك إلى قعر جهنم، أشهد ما ناداه إلا الشيطان، أما إن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب سمعت ذلك من أبي، قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ إلى الباب إلا عشر خطى حتى صرع مغشياً عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتاً، فقال أبو الحسن عليه السلام أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته [متانته] حتى قاء رجيعه وعجّل الله بروحه إلى الهاوية وألحقه بصاحبه الذي حدّثه بيونس بن ظبيان ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له)([17]).

أدلة توثيقه

ولكن من جهة أخرى يمكن أن تذكر شواهد لتوثيقه ومنها الآتي:  

أنه وثقه ابن شهر آشوب، وأنه روى عنه تفسير القمي، كما روى عنه كامل الزيارات والأمر فيهما على المبنى، وروى عنه الكليني في الكافي عدة روايات.

كما روى عنه مجموعة كبيرة من أصحاب الإجماع ومشاهير الثقات ومنهم: جميل بن دراج وابن أبي عمير، وصفوان، وابن محبوب، وابن المغيرة، والبزنطي وأحمد بن محمد بن عيسى، وأيوب بن نوح، وعبد ا لرحمن بن أبي نجران وغيرهم.

كما روى الكشي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) تدل على توثيقه: (حدثني محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي عن الحسن بن علي الزيتوني عن أبي محمد القاسم بن الهروي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن يونس بن ظبيان؟ فقال رحمه الله وبنى له بيتاً في الجنة كان والله مأموناً على الحديث)([18]).

وقد ضعّف الكشي ابن الهروي بقوله إنه مجهول، فيما جرت، في المقابل، محاولات لتوثيقه([19]).

إضافة إلى ذلك فإنه يستظهر من الصدوق توثيق ابن ظبيان: حيث وقع في سند ما اعتبره (قدس سره)أصح الزيارات عنه.

قال الصدوق في (الفقيه): (وقد أخرجت في كتاب الزيارات وكتاب مقتل الحسين عليه السلام أنواعاً من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب لأنها أصح الزيارات عندي من طريق الرواية وفيها بلاغ وكفاية) انتهى)([20]).

وقال الميرزا النوري في خاتمة المستدرك (إن أخبار المدح له مؤيدة بعمل الشيوخ المعاصرين له الأعرف بحاله من الكشي الساكن في أقصى بلاد خراسان والغضائري المتأخر عنه بقرون)([21]).

كما أجيب عن رواية اللعن بأن محمد بن عيسى (العبيدي) الراوي عن يونس وإن كان ثقة إلا أنه يضعفه ما ذكره النجاشي في ترجمة (محمد بن عيسى)([22]) من أن القميين لم يقبلوا رواياته عن يونس بن عبد الرحمن فيما تفرد به عن يونس.

كما يضعفه أنه أكثر من الطعن في (زرارة) حتى قال السيد جمال الدين بن طاوس فيما نقله المامقاني عنه: (ولقد أكثر محمد بن عيسى من القول في زراراة حتى لو كان بمقام عدالة كانت الظنون تسرع إليه بالتهمة فكيف وهو مقدوح فيه)([23]).

وعن الشهيد الثاني في الحاشية: (حاصل ما ذكره الكشي في حق زرارة أحاديث تزيد على العشرين تقتضي ذمّه وكلها ضعيفة السند جداً وفي أكثرها محمد بن عيسى العبيدي إلا حديثاً واحداً)([24]).

إضافة إلى ذلك فإن من المحتمل في رواية اللعن أن تكون صادرة تقية كما في روايات ذم زرارة، ولكن قد يضعِّف احتمالَها شدّةُ لحنها، فتأمل، إضافة إلى ذلك فقد شكك بعض المحققين فيما نقل عن النجاشين كما سيأتي بإذن الله تعالى.

الموجز

ولعل الذي يظهر من حيث المجموع أن يونس ثقة في الحديث ولكن في غير دائرة ما يتهم فيه بالغلو، على المبنى فيه ودرجاته، وليس حديث رفع القلم هذا من محتملات الوضع من حيث الغلو، ولعلنا نكمل بعض الحديث عن ابن ظبيان غداً بإذن الله تعالى.

وعوداً إلى سند الرواية فإن سندها مشكل؛ نظراً لمجهولية الحضرمي ومجهولية ابراهيم ابن أبي معاوية وقد صرح المحقق النمازي بأنه ممن لم يذكروه، ولكن مع ذلك فهناك طريقان أو أكثر لتوثيق رواية رفع القلم، كما سيأتي غداً بإذن الله تعالى.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (( إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْ أَحْيَا عَقْلَهُ وَأَمَاتَ شَهْوَتَهُ وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ لِصَلَاحِ آخِرَتِهِ‏‏‏))

(غرر الحكم: ص50).


----------------------
([1]) الغنية: 210.

([2]) وسائل الشيعة: ج1 ص32 ب4 من أبواب مقدمات العبادات، ح10.

([3]) المبسوط: ج3 ص3.

([4]) السرائر: ج3 ص207.

([5]) التذكرة: ج2 ص145.

([6]) منهم فخر المحققين في إيضاح الفوائد، ج2 ص50 والمحقق الكركي في جامع المقاصد ج7 ص83، والمحقق التستري في مقابس الأنوار: ص3 كتاب البيع.

([7]) وسائل الشيعة: ج1 ص32 ب4 من أبواب مقدمات العبادات، ح10.

([8]) هدى الطالب إلى شرح المكاسب: ج4 ص14.

([9]) الرواشح السماوية: ج1 ص132 ط دار الحديث.

([10]) معجم رجال الحديث: ج9 ص295 الطبعة الخامسة 1413هـ.

([11]) العقد النضيد في فقه العقود والمعاملات، التقريرات المنسوبة للشيخ الوحيد: ج2 ص419.

([12]) مجمع الرجال: عنايت الله القهپائي ج6 ص284 الناشر اسماعيليان.

([13]) رجال الكشي: ج2 ص657 ح672 مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

([14]) الفضل بن شاذان.

([15]) رجال الكشي: ج2 ص823 ح1033 مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

([16]) رجال ابن الغضائري: ص101 حرف الياء، رقم 152 قم دار الحديث 1422ه.

([17]) رجال الكشي: ج2 ص657 ح673 مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

([18]) رجال الكشي: ج2 ص658 ح675 مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

([19]) راجع بحوث في مباني الاجتهاد والتقليد في علم الرجال وأثره في التراث العقائدي الجزء الثاني ص452.

([20]) من لا يحضره الفقيه: ج2 ص358-361 الحديث 1614، 1615.

([21]) خاتمة المستدرك: ج9 ص238 و239.

([22]) رجال النجاشي: ص333 رقم 892 (ترجمة محمد بن عيسى).

([23]) تنقيح المقال: ج1 ص441 ترجمة زرارة.

([24]) أعيان الشيعة: ج7 ص46 في ترجمة زرارة.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 13 شوال 1443هـ  ||  القرّاء : 2117



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net