||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 سوء الظن في المجتمعات القرآنية

 203- مباحث الاصول - (الوضع) (10)

 236- فائدة لغوية: الفرق بين الإمساك والملك

 كتاب قولوا للناس حسناً ولا تسبّوا

 186- تحديد الاولويات حسب العوائد والفوائد وقانون القلة الفاعلة والكثرة العادية

 121- آفاق و ابعاد الرسالة الالهية في البراءة من اعداء الله

 368- فوائد فقهية: المقصود بالرشد

 287- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (3) (نظرة نحو تعدد القراءات) و زيارة الأربعين بين شاكلة الجماهير وشاكلة المنتقدين

 169- فائدة فقهية: الفرق بين تقليد العامي للمجتهد واعتماد المجتهد على مثله

 433- فائدة صحية: تقوية حافظة الإنسان



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23698217

  • التاريخ : 28/03/2024 - 12:38

 
 
  • القسم : البيع (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 396- هل المراد بـ(الباطل) الباطل الشخصي أو (الباطل) المتجدد مفهوماً أو المتعدد قراءةً؟ .

396- هل المراد بـ(الباطل) الباطل الشخصي أو (الباطل) المتجدد مفهوماً أو المتعدد قراءةً؟
السبت 11 شوال 1440هـ



 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(396)

 

المرجع لهجة الرسول والأمير بالحجاز، لا لهجة البلد الذي هاجر إليه

لا يقال: ان أمير المؤمنين عليه السلام أقام في الكوفة فترة حكومته أواخر عمره الشريف، فلا بدّ ان يكون قد نطق بلهجتهم أي لهجة أهل العراق في مثل (الْمَغْضُوبِ) و(الضَّالِّينَ)؟

إذ يقال: نطقه عليه السلام والرسول صلى الله عليه واله وسلم بلهجة أهل الحجاز، ثابت؛ لبداهة نطق كل من وُلِد في بيئة بحسبها، ولأنه لو نطق بغيرها لنقل إلينا؛ لتوفر الدواعي لنقل ما يخالف العرف والسيرة خاصة في ما يترتب عليه الحكم الشرعي، واما نطقه عليه السلام حين تواجده بالعراق بلهجتهم فعهدتها على مدعيها، فإن أقام الدليل على ذلك أفاد التخيير بين النطقين واللهجتين وإلا لم يكن هناك معذر في اللهجة الجديدة.

بل نقول: ان الظاهر العدم لوجهين:

الأول: ان سيرة العقلاء بل عامة الناس من عقلاء وسفهاء وعلماء وجهلاء وكبار وصغار على ان يحملوا لهجتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها معهم إلى البلاد التي يهاجرون إليها، بل ان ذلك فطري بمعنى أنّه جِبّليّ لكل إنسان، والتغيير نادر إلا في الصغار جداً، اما الشباب فعادة تبقى لهجتهم معهم واما الكهول والشيوخ فالأمر فيهم اقوى وأوضح.

الثاني: انه لو غيّر عليه السلام لهجته لنقل ذلك لتوفر الدواعي على نقله لأنه مخالف للسيرة والجِبِلّة ولأنه مدعاة فخر لهم ان الإمام عليه السلام غيّر لهجتهم إلى لهجتهم.

وبعبارة أخرى: إنّ مخالفة الإمام لسيرة العقلاء في هذا الأمر وغيره هو مما لو كان لبان، لا موافقته لهم؛ إذ لا داعي حينئذٍ عادةً لنقله لجريانه على القاعدة؛ ألا ترى انهم إذا رأوه يعمل بخبر الثقة، مثلهم تماماً، لم تتوفر الدواعي لسؤاله عن السبب في ذلك وغيره، عكس ما لو رأوه يُعرِض عن خبر الثقة والظواهر فحينئذٍ يكثر السؤال عن السبب وعن البديل والقيود وما إلى ذلك.

وقد سبق: (الباطل الشخصي

11- ان المراد الباطل الشخصي وان المراد الباطل في حق كل شخص شخص لا النوع أو غيره، نظير ما قيل من انّ العسر والحرج شخصيان، وسيأتي ما فيه من الخلط بين المصداق والمفهوم)([1]).

 

الفرق بين الباطل في حقه والباطل في نظره

بيانه: ان هناك فرقاً بين (الباطل في حقه) وبين (الباطل في نظره) فالأول شخصي والثاني نوعي؛ إذ الأول من المصداق والثاني من المفهوم، والمرجع في المفهوم النوع والفهم العرفي، وفي المصداق المدار حال الشخص نفسه، وذلك جارٍ حتى في العسر والحرج اللذين قالوا فيهما بكونهما شخصين؛ إذ المراد أنّهما شخصيّان مصداقاً لا مفهوماً أي ان المقياس في عدم وجوب الغسل أو الصوم، مثلاً، على كل شخص هو حاله شخصياً وكون الصوم أو الغسل بالنسبة له عسراً أو حرجاً أو ضرراً أو لا، ففي مصداق العسر (ان هذا الصوم عسر على هذا الشخص) المدار كل شخص شخص ولذا لو كان الصوم عسريّاً أو ضرريّاً على أكثر أهل المدينة في هذا الحر الشديد ولم يكن عَسِراً عليه ولا مضرّاً به وجب عليه دونهم.

واما ما هو مفهوم العسر والحرج والضرر، وكذا العدل والظلم والباطل والحق وغيرها، فالمرجع فيه العرف العام لا فهمه الشخصي، اللهم إلا ان يكون فهمه مرآة لفهم العرف، فعاد إذاً للعرف فيشترط فيه أن يكون مجتهداً في اللغة أو يكون من أهلها، ولا حجية ولا مداريّة لفهمه الشخصي من حيث هو هو، ويوضّحه ان الأخ الأكبر لو رأى من العدل في حقه ولايته على زواج أخته لم يكن له ذلك إذ المدار في مفهوم (العدل) العرف وفي مصداقه العقل والشرع وقد تصرف الشارع في المصداق أو كشف عنه فلم يجعل له ولاية عليها لأنه لا يراه عدلاً وبالعكس فان العدل، مصداقاً، شخصيٌّ ولذا يجب ان يطعم ولده السمين ضعف ولده الضعيف مثلاً مادام بدنه بحاجة إلى ضعف ما يأكله الأنحف.

 

الباطل المتجدد أو المتعدد([2])

13- ويمكن ان نسميه بالباطل الحداثوي، بان يقال بان عناوين موضوعات الأحكام، ومنها الباطل، يراد بها أحد أمرين أو هما معاً:

أولاً: تجدد القراءات. ثانياً: تعدد القراءات.

 

تعدد القراءات

فالتعدد: مثل ان تكون هناك قراءات متعددة لمفهوم الباطل([3]) (أو انتزاعات مختلفة عنه أو شروح وتفسيرات مختلفة) فقد يفسّره أحدهم بانه الـمُضِرّ والآخر بانه غير النافع (أي ان مطلق غير النافع باطل وإن لم يكن مضراً) نظير بحث اشتراط المصلحة في تزويج المولّى عليها أو كفاية عدم المفسدة أو في إنفاق مال المولى عليه، وقد يفسّره بعضهم بانه ما لم يرضَ به الله تعالى فهو باطل وبعضهم بانه ما لم يرض به الناس (وعلى الأول عامة المتدينين وعلى الثاني عامة من يسمّون بالليبراليين والحداثويين) وقد يفسّره بعضهم بانه غير المطابق للواقع وبعضهم بانه غير المطابق للمعتقَد، نظير المقياس في الكذب وانه عدم مطابقة الواقع أو عدم مطابقة المعتقَد أو كليهما، وقد بنيت على الأخير قوانين عديدة في العديد من الدول؛ فانهم مثلاً إذا أرادوا ان يقبلوا لجوء لاجئٍ ما سألوه مجموعة أسئلة ثم يحكمون بقبوله أو رفضه من توافق وتجانس مجموعة أجوبته بعضها مع بعض، ولا يبحثون([4]) عن صدقه من كذبه أي مطابقته للواقع من عدمه بل يهمهم ان لا ينقض آخرُه أوّلَه ولا يشهد أوّلُه ببطلان آخره([5]).

 

تجدد المفاهيم والقراءات

والتجدد: مثل ان القضاء والحكم حدث في مفهومهما تطور إذ كان الحاكم والرئيس والوالي مطلق السراح عام السلطنة لا يقيده شيء، اما الآن فانه مقيّد بمجلس الأمة وبالقضاء المستقل وبرقابة الصحافة.. فقد حدث تجدد في مفهوم الحاكم والرئيس والوالي، فهل أدلة عدم تولي المرأة للحكومة تشمل هذا المفهوم المتجدد أو هي خاصة بالمفهوم السابق؟ فعلى الأخير لها ان تتولى الحكومة (في البلاد الديمقراطية لأنها كذلك دون الدكتاتورية لأنها ليست كذلك) وعلى الأول ليس لها ان تتولّى الحكم أصلاً وكذلك حال القضاء إذ قيّد الآن بالاستئناف والتمييز. فتأمل([6]).

 

الزوجة الصناعية (الآلية)!

ولنضرب لذلك مثلاً آخر نتوقعه وهو ان الظاهر ان الناس سيطلقون (الزوجة) بالتدريج على الزوجة الصناعية (أي الروبوتية أي الإنسان الآلي الذي يصنعونه على شكل مرأة تتكلم وتتحرك بل وتنجب أيضاً و...) خلال عقد أو عقدين وسيكون ذلك دارجاً عندهم، كما بدأ الآن في اليابان والصين شيئاً فشيئاً، فقد يتوهم متوهّم انه إذا صدق عرفاً على الإنسان الآلي انه زوج أو زوجة فتشمله الآية الشريفة (وَالَّذينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاَّ عَلى‏ أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومينَ)([7])!

وفيه ما سيأتي من ان الأحكام صُبّت على الموضوعات بما لها من المفاهيم العرفية زمن النص، بل ليس من العقلائي أبداً ان يقصد الإنسان من كلامه مع الناس والعرف، المعاني غير الموجودة أصلاً والتي ستوجد بعد ألف عام مثلاً (!)

مثال آخر: (الباطل) فان المفهوم المتجدد له هو كل ما ناقض حرية الإنسان فهو باطل لديهم!

ثم انه لا ينبغي ان لا يخلط تجدد المفهوم بتجدد المصداق، وسيأتي مزيد بيان فأنتظر.

 

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

 

عن عمار بن مروان قال: أوصاني أبو عبد الله عليه السلام فقال: ((أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَحُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)) (الكافي: ج2 ص669).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الدرس (394)

([2]) المتجدد مفهوماً، المتعدد قراءةً.

([3]) وغيره.

([4]) أي في الحالات العادية.

([5]) والحاصل: انه يهمهم اما ان يكون كلامه صدقاً أو ان يكون حسب المصطلح المعروف (كذب مصفط)!

([6]) لا يخفى وجهه.

([7]) سورة المؤمنون: آية 5-6.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 11 شوال 1440هـ  ||  القرّاء : 3446



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net