||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 (الامام الحسين عليه السلام ) وفروع الدين

 392- فائدة فقهية: جواز تصرف الصبي الراشد بإذن وليه

 235- بناء القادة وتربية الكفاءات النموذجية وأبطال حول امير المؤمنين (عليه السلام) ( صعصعة بن صوحان)

 159- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (6): علم التاريخ

 170- مباحث الأصول : (مبحث المفاهيم)

 222- (الشهادة على المجتمع) درع في مقابل المخاطر والمفاسد و حاجة الدعوة الى الله الى الاذن الالهي

 6- الهدف من الخلقة 2

 196- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ7 الابتلاء في الموقف الشرعي من الاديان والابدان ومع السلطان

 189- من حقوق الائمة ( عليهم السلام ) : المعرفة والطاعة وان تؤثر هواهم على هواك

 433- فائدة صحية: تقوية حافظة الإنسان



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23696874

  • التاريخ : 28/03/2024 - 08:44

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 202- حكم العقل مسبوق بالامضاء وليس ملحوق به - اثبات ان بعض احكام العقل ظنية .

202- حكم العقل مسبوق بالامضاء وليس ملحوق به - اثبات ان بعض احكام العقل ظنية
الثلاثاء 3 شعبان 1440هـ



 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(202)

 

حكم العقل([1]) مسبوق بإمضاء الشارع لا ملحوق

وبذلك ظهر ان حكم العقل مسبوق بإمضاء الشارع المكشوف عنه ولو بالسكوت وليس ملحوقاً به، كما يظهر من تدبر الخطوات الثلاث الآنفة في حكم العقل بحجية الطرق العقلائية، فيكون حكم العقل، على هذا، نظير ما قاله بعض الأعلام عن سيرة المتشرعة إذ فرّقوا بينها وبين سيرة العقلاء بان سيرة العقلاء تحتاج إلى إمضاء عكس سيرة المتشرعة مستدلين بان سيرة المتشرعة لا تنشأ إلا عن الشارع فهو العلة لها فكيف تحتاج للإمضاء؟ عكس سيرة العقلاء فانها سابقة عليه فتحتاج لإمضائه، وذلك لأن المتشرعة بما هم متشرعة لا يعقل ان تنعقد سيرتهم كافة على أمر بدون ان يكونوا قد تلقوها من الشارع، ويوضحه دراسة حالة المقلد المتدين في هذا الزمن فانه لا يعمل إلا بالفتوى عادة، ولو نوقش في ذلك فانه لا شك في ان جمهور المقلدين المتدينين لو أطبقوا على القيام بأمر فيما يحتاج إلى فتوى فانهم لو كانوا ملتزمين فان عملهم يكشِف قطعاً عن تلقيهم ذلك من مرجع تقليدهم أو تأييده لهم بسكوته فيما لو عملوا برأي مرجع سابق ثم قلدوه ولم يذكر خلافه، ولو شك في ذلك فانه لا شك في كشف عمل المتشرعة في زمن الأئمة عليهم السلام عن نشوئه من حكمهم عليهم السلام إذ كيف يطبق كافة العلماء والأصحاب والشيعة على اعتبار أمر حجة أو واجباً أو محرماً دون ان يكون قد وصلهم – تأسيساً أو تأييداً – من الإمام أو من سبقه من الأئمة عليهم السلام، وعليه: فسيرة المتشرعة كاشف عن حكم الإمام في مرتبة سابقة فلا يحتاج إلى إمضاء فانه تحصيل حاصل.

اما سيرة العقلاء فانها حيث كانت سابقة على الشارع الأقدس (أي الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته) فانها لا تكون ناشئة عنه ولا تكشف عن سبق إمضاءٍ، لذا تحتاج إلى إمضاء لاحق.

والذي نراه أمران:

أولاً: ان حكم العقل في دائرة الشرع هو كسيرة المتشرعة مما لا يحتاج إلى إمضاء لكشفه عن سبق الإمضاء كما أوضحناه في الخطوات العقلية الثلاثة.

 

سيرة العقلاء كاشفة عن سبق إمضاء الأنبياء السابقين

ثانياً: ان سيرة العقلاء أيضاً كاشفة عن سبق الإمضاء وليست محتاجة له اللهم إلا تأكيداً (وليطمئن القلب) وإلا كان من تحصيل الحاصل؛ وذلك لأن الوهم نشأ من ملاحظة ان السيرة العقلائية وجدت قبل الشارع مع حصر الشارع بالنبي صلى الله عليه واله وسلم مع ان السيرة العقلائية في باب الحجج مهما تقادمت في الزمن فانها بعد الشرع إذ (كانت الخليفة قبل الخليقة) لبداهة ان آدم النبي هو أبو البشرية وان كل السير العقلائية نشأت بعده، وعليه: فلو رأينا سيرة كافة العقلاء بما هم عقلاء على إتباع الظواهر وخبر الثقة مثلاً وبناءهم على حجيتها منذ القدم فان ذلك يكشف عن سبق إمضاء الأنبياء السابقين لها فلا حاجة إلى إمضاء لاحق، اللهم إلا بناء على نسخ شريعتنا لكل أحكام الشرائع السابقة وممضَياتها وهو مما لا دليل عليه أصلاً بل الدليل ظاهراً على عكسه قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهيمَ وَمُوسى‏ وَعيسى‏ أَنْ أَقيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبي‏ إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدي إِلَيْهِ مَنْ يُنيبُ)([2]) ولذلك وغيره ارتأينا – تبعاً للسيد الوالد وغيره – ان إطلاقات وعمومات الشرائع السابقة شاملة لأزمتنا إلاما ثبت نسخه فلا نحتاج في إثباتها إلى الاستصحاب؛ نظراً لوجود الدليل اللفظي، على انه لو شككنا في الأحكام وعمومها فلا نكاد نشك في الحجج العقلائية وعمومها، فتدبر وتأمل فانه به حقيق، وقد فصلناه في مبحث سابق فراجع.

 

للعقل إدراكات وأحكام ظنية

ثم ان المشهور ذهبوا إلى ان العقل لا يحكم إلا إذا قطع (وعليه بنينا البحث السابق وانه قطعي في صورتين) ولكن الأصح هو انه يحكم بأحكام ظنية أيضاً، دليلنا، بعد ان الطرف الآخر لم يأتِ بدليل على مدعاه بل انهما صاغ المدعى بشكل الدليل واعتبر تكراره كأنه الدليل! كما ان عدداً من الفلاسفة كملا صدرا في أسفاره كثيراً ما يستعيض عن البرهان بالدليل الخطابي ويكرر طرح المدعى وكأنه دليل وقد فصلنا ذلك في بعض الأبحاث، هو الوجدان والبرهان:

 

الاستدلال بالوجدان: الاستصحاب مثالاً

اما الوجدان، فلما نرى من حكم العقل في موارد عديدة ظناً، ومنها حكمه بكون الاستصحاب لدى الشك في الرافع – على الأقل – مفيداً للظن؛ ألا ترى ان كل العقلاء يرجعون إلى بيوتهم أو بيوت أصدقائهم الذين غابوا عن بلدهم ولو لعشرات السنين رغم احتمال خرابها أو انتقالهم، لا للاطمئنان الشخصي وإن تحقق في كثير من الصور، بل لمجرد انه كان هناك فيبقي ما كان على ما كان بحكم عقله الظني.

لا يقال: لعله لكونه مطابقاً للاحتياط أو لكون صرف الاحتمال كافياً؟

إذ يقال: كلا؛ والدليل اننا لو فرضنا تحييد عامل الاحتياط عن مورد الكلام لوجدنا العقلاء مع ذلك يبنون على الاستصحاب ظناً، وذلك يُتصوّر في صور: منها ما لو تعارض الاحتياطان كما لو غاب الزوج واحتمل موته لزلزال عرض في ذلك البلد أو طاعون أو غيرهما، فان كلاً من الإنفاق على زوجته وعدمه، خلاف الاحتياط إذ الإنفاق من ماله عليها إن كان حياً واجب ولو كان ميتاً فحرام (لأنه انتقل للورثة)([3]) فلا شيء منهما موافق للاحتياط، ومع ذلك يحكم العقل باستصحاب حياته ووجوب الإنفاق من ماله مع ان حكمه ببقائه حياً ظني إذ كونه متيقناً سابقاً إنما يورث الظن النوعي بالبقاء لا غير، فهذا من حيث الكاشفية واما من حيث المعذّرية فحكمه بها ظني أيضاً ولعل مرجعه للأهم والمهم، واما لزوم الإتباع فحكمه به قطعي. وفيما ذكر تأمل فتأمل جداً.

واما كفاية صِرف الاحتمال فيرده بناء العقلاء على ترجيح احتمال البقاء على سائر المحتملات؛ لمجرد سبق الحالة السابقة. فتدبر.

 

الاستدلال بالبرهان: لتشكيكية المدرَكات

واما البرهان: فلأن الظن والعلم والإدراك حقائق تشكيكية ذات مراتب: فإن كان المدرَك منكشفاً تمام الانكشاف للعقل كان إدراكه له قطعياً وكان حكمه به – على فرض كونه حاكماً – قطعياً أيضاً، وان انكشف له ثمانين بالمائة مثلاً كان إدراكه له وحكمه به – على فرضه – بذلك القدر لا أقل ولا أكثر.

بعبارة أدق: الإدراك والمدرَك أمران متضايفان والمتضايفان متكافئان قوةً وفعلاً، فلا يعقل ان يكون المدرَك منكشفاً 80% والإدراك له أكثر (ليكون قطعاً) أو أقل أو منعدماً (ليكون ظناً ضعيفاً أو شكاً أو وهماً) فتدبر جيداً إذ يصح القول به على مختلف الأقوال في حقيقة العلم من كونه إضافة اشراقية أو انفعالاً أو غيرها.

 

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

 

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ وَمُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ وَتَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ‏)) (تحف العقول: ص28).

 

 

------------------------------------------------------------------------

([1]) أي في دائرة الشرع.

([2]) سورة الشورى: آية 13.

([3]) والفرض في غير مقدار حصتها أو غير ما ترث منه كالإرث من الأرض، ويمكن فرض المسألة في صورة احتمال طلاقه لها.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 3 شعبان 1440هـ  ||  القرّاء : 4013



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net