||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 152- فائدة فقهية: صور دوران عنوان اللهوية مدار القصد

 21- (وذكرهم بأيام الله) و وجوب إحياء الوفيات والمواليد

 83- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)-8 مناشئ تولد حق السلطة والحاكمية موقع (الجيش) في خارطة الدولة (3)

 معنى ارتد الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

 107-فائدة فقهية: الاقسام الاربعة للتورية

 439- فائدة فقهية: اعتبار الرضا في دخول البيوت والصلاة فيها

 110- وجوه الحكمة في استعمال كلمة (عسى) في الآية الكريمة ومعادلة (حبط الاعمال )

 قراءة في كتاب (لماذا لم يصرح باسم الإمام علي عليه السلام في القرآن الكريم؟)

 225- مباحث الأصول: (القطع) (6)

 312- الفوائد الأصولية: القصد (3)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23962271

  • التاريخ : 19/04/2024 - 11:05

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 115- تحقيق عن الروايات الغلو ، وحكم العقل والنقل والعلم فيها .

115- تحقيق عن الروايات الغلو ، وحكم العقل والنقل والعلم فيها
الاربعاء 30 محرم الحرام 1440 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(115)

 

روايات تَكلُّم الصلاة والقرآن، مطابقةٌ للعقل والنقل والعلم

والتحقيق: ان مثل رواية تكلم القرآن والصلاة وان لها صورة وانها تأمر وتنهى، ليس من الغلو في شيء ولا هي مخالفة للقواعد، بل انها مطابقة للنقل الصحيح ولما توصل إليه العلم الحديث، بعد وضوح عدم كونها مخالفة للعقل.

 

العقل

اما العقل؛ فلبداهة قاعدة (كل ما قرع سمعك من الغرائب فذره في بقعة الإمكان مالم يذدك عنه قائم البرهان) ولا وجه لتوهم استحالة أمثال المذكورات في الرواية إذ ليس من اجتماع النقيضين ولا ارتفاعهما ولا هو دور أو تسلسل ولا هو مستلزم أو ملازم لشيء منها.

بل ان كثرة الغرائب التي ربما توهَّمَها كثير من الناس من المحالات، والتي وقعت لاحقاً، كما مثّلنا له في بحث سابق بأمثلة عديدة، دليل على انه لا ينبغي للعاقل ان ينفي أمراً لمجرد انه بدا غريباً عليه بدعوى انه مخالف للعقل.

 

النقل: آيات كثيرة

واما النقل؛ فان هذا المضمون مطابق للآيات والروايات اما في خصوصه واما في جوهره وجامعه الذي أنكر البعض مضمونه لأجل إنكاره:

فمنها: قوله تعالى (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)([1]) فان ظاهر الآية، إن لم يكن نصها، ان السماوات تسبِّح والأرض تسبِّح وكل شيء يسبِّح، ولا يصح الحمل على المجاز إلا مع تعذر الحقيقة، وليست بمتعذرة، ودعوى كونها جماداً محضاً وعادمة لأية مرتبة من مراتب الشعور، جمود على ظاهر الأشياء، وحيث تفرع عن الجهل بحقيقة الجمادات فلا يصح نفيه أصلاً، وتبقى ظواهر القرآن والحديث حجةً.

لا يقال: يراد التسبيح التكويني بمعنى ان كل شيء بكماله ينزّه الله تعالى عن النقص؟

إذ يقال: ذلك مما لا ريب فيه إلا ان حصر التسبيح به خلاف الظاهر، فان ظاهر (يسبِّح) ما كان عن إدراك وشعور، ويؤكده: تقريعه تعالى للخلق بقوله (وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) فان التسبيح التكويني بديهي لا ينكره إلا جاهل محض فلا وجه للتقريع بـ(لاَّ تَفْقَهُونَ) اما التسبيح عن وعي وشعور فهو الذي قد ينكره كثير من العلماء لذا استحقوا التقريع بانكم أنتم القاصرون الناقصون وأنتم الذين لا تفقهون تسبيحهم لا انهم لا يسبحون.

كما يؤيده تعلق (تُسَبِّحُ لَهُ )بـ(وَمَن فِيهِنَّ) وبـ(السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ) بوِزان واحد، وإرادة معنيين فيه([2]) خلاف الظاهر.

ومنها: قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)([3]) ووجوه الاستدلال بالآية كثيرة؛ إذ لا تعرض الأمانة إلا على العاقل وإطلاق العرض على غير العاقل الشاعر والمدرك ليحملها مجاز بعيد بل قبيح بل لا يؤدي الغرض من الآية وهو المقارنة بين الإنسان من جهة وبين السماوات والأرض والجبال من جهة أخرى وتقريع الإنسان بعدها، وقوله (فَأَبَيْنَ) نص في الرفض وشبه نص في كونه عن شعور، وكذلك قوله (وَأَشْفَقْنَ) والظاهر ان (فَأَبَيْنَ) يعود للتفكر والعقل أو ما يشبهه و(أَشْفَقْنَ) يعود للعاطفة والقلب أو ما يشبههما، ويؤكده (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ) فان العرض على الكل في ظاهر الآية بوِزان واحد.

ومنها: قوله تعالى (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)([4]) وتوجيه الخطاب لغير العاقل قبيح، والمجاز بعيد، ويؤكد الحقيقة قوله تعالى (قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ويؤيدها انه تعالى جاء بضمير المذكر العاقل للجلود (قَالُوا أَنطَقَنَا) بدل الضمير المؤنث (قالت) المناسب لغير العاقل في مثل المقام. فهذا كله من جهة.

 

إن كانت الآيات حقيقةً أو مجازاً فلتكن روايتنا كذلك

ومن جهة أخرى فانه إن التزم بالمجاز في مثل ذلك فلِمَ لا يلتزم بمثله في رواية تكلم القرآن والصلاة بدل إسقاط الرواية وراويها عن الاعتبار؟

وبعبارة أخرى: اما ان يلتزم بان الآيات حقائق أو يلتزم بكونها مجازات: فان التزم بانها حقائق فتكون رواية تكلم القرآن والصلاة على القاعدة بل هي أولى منها، وإن التزم بانها مجازات فلتكن الرواية مجازاً أيضاً لأنها نسجت كما تنسج الآيات فلِمَ تطرح الرواية ويُرمى راويها بالغلو والضعف؟ مع انه روى رواية تطابق لغة القرآن الكريم ومصطلحاته إن حقيقةً فحقيقة أو مجازاً فمجاز؟

وقد اعترض أحد الأعلام على الكافي بان فيه بعض الروايات التي ظاهرها تجسيم الرب؟ فقلت له: انها نسجت على ما نسجت عليه الآيات كقوله تعالى (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)([5]) و(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)([6]) و(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)([7]) فإن كانت مجازات – وهي كذلك – فالرواية هي في نفس الجو والمسار وهي تتكلم بنفس اللغة القرآنية والمصطلحات والأدبيات.

 

متواتر الروايات على تجسم الأعمال أو القرآن أو الصلاة

هذه كله إضافة إلى مطابقة مضمون الرواية السابقة (الصلاة تتكلم والقرآن يتكلم) أو جوهرها لمتواتر الروايات الواردة من طرق الشيعة والسنة الدالة على تجسم الأعمال الصالحة أو تجسم الصلاة أو تجسم القرآن أو غير ذلك.

فمن طرق الخاصة ما ورد في الكافي الشريف بإسناده (عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((يَجِي‏ءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ صُورَةً فَيَمُرُّ بِالْمُسْلِمِينَ فَيَقُولُونَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنَّا فَيُجَاوِزُهُمْ إِلَى النَّبِيِّينَ فَيَقُولُونَ: هُوَ مِنَّا فَيُجَاوِزُهُمْ إِلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ فَيَقُولُونَ: هُوَ مِنَّا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ أَظْمَأْتُ هَوَاجِرَهُ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ لَمْ أُظْمِئْ هَوَاجِرَهُ وَلَمْ أُسْهِرْ لَيْلَهُ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ فَيَقُومُ فَيَتَّبِعُونَهُ فَيَقُولُ لِلْمُؤْمِنِ اقْرَأْ وَارْقَهْ قَالَ: فَيَقْرَأُ وَيَرْقَى حَتَّى يَبْلُغَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَنْزِلَتَهُ الَّتِي هِيَ لَهُ فَيَنْزِلُهَا))([8])

وبإسناده عن يونس ابن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((إِنَّ الدَّوَاوِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ فِيهِ النِّعَمُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَدِيوَانٌ فِيهِ السَّيِّئَاتُ فَيُقَابَلُ بَيْنَ دِيوَانِ النِّعَمِ وَ دِيوَانِ الْحَسَنَاتِ فَتَسْتَغْرِقُ النِّعَمُ عَامَّةَ الْحَسَنَاتِ وَ يَبْقَى دِيوَانُ السَّيِّئَاتِ فَيُدْعَى بِابْنِ آدَمَ الْمُؤْمِنِ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وَ هَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلَاوَتِي وَ يُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَ تَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي. قَالَ: فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ: عَبْدِيَ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ وَ يَمْلَأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَ اصْعَدْ فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً))([9])

وقال الفيض الكاشاني: (أقول: وفي هذا المعنى أخبار كثيرة ومنها ما هو أبسط من هذا وقد أوردنا نبذاً منها في كتابنا الوافي وشرحناها هناك)([10]).

ومن طرق العامة (وقد رواه الإمام أحمد بطوله فقال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو، عن زاذان عن البراء بن عازب قال: ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلمفِي جِنَازَةِ رَجُلٍ من الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلَحَّدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلموجلسنا حوله كأنّ على رؤوسنا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عذاب القبر- مرتين أو ثلاثة ثُمَّ قَالَ- إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ إِلَى الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ.

قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجَ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذِهِ الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجَهُمْ تَارَةً أُخْرَى.

قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِي الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ:

هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيقولان له: وما عملك؟ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسِحُ لَهُ فِي قبره مد البصر.

قال: ويأتيه رجل حسن الوجه وحسن الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي)([11]).

رواه أحمد (4/362) وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (156)

وعن بريدة قال: سمعت النبي- صلى الله عليه واله وسلم- يقول :

(إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ،  وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ،  وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ،  فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا. فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا) رواه أحمد في "المسند" (394) وابن ماجه في "السنن" (3781) وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2829)

يقول السيوطي في شرح الحديث (2/1242): " ( كالرجل الشاحب ) قال السيوطي: هو المتغير اللون، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا،  أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة ." انتهى.

 

والعلم يشهد بتحول الطاقة إلى مادة

واما العلم فقد أثبت إمكان، بل وقوع، تحول الطاقة إلى المادة، كالعكس:

ومن المسلمات ما يجري في الأشجار من عملية التمثيل الضوئي حيث تحوِّل الأشجارُ الطاقةَ الضوئيةَ الشمسيةَ من طاقة كهرومغناطسية على شكل فوتونات أشعة الشمس إلى طاقة كيميائية تخزن في روابط سكر الجلوكوز وفق المعادلة التالية...)([12])

كما ان العلم الحديث وصل إلى مرحلة تحويل النور إلى مادة، فراجع الملحق، والقرآن نور فلِمَ لا يمكن للباري جل اسمه ان يحوّله إلى جسم ورجل يتكلم؟ وكذلك الصلاة والأعمال الصالحة! قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)([13]) وقال (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا)([14]).

 

الملحق:

(بعد 80 عاماً علماء يكتشفون الطريقة لتحويل الضوء إلى مادة:

اكتشف فيزيائيون في الكلية الملكية في لندن طريقة لإنتاج المادة من الضوء -وهو عمل اعتقد أنه مستحيل عند طرح النظرية قبل 80 سنة. في يوم واحد وبعد عددٍ من أكواب القهوة وفي مكتب صغير في مختبر بلاكت Blackett في الكلية الملكية، توصل ثلاثة فيزيائيين إلى طريقة بسيطة نسبياً لإثبات فيزيائي لنظرية تمّ طرحها لأول مرة من قبل العالمين بريت Breit وويلر Wheeler في عام 1934.

اقترح بريت وويلر أنه من الممكن تحويل الضوء إلى مادة عن طريق سحق فوتونين مع بعضهما لإنتاج إلكترون وبوزترون - وهذه أبسط طريقة تم التنبؤ بها مطلقاً لتحويل الضوء إلى مادة. تمّ إثبات العملية الحسابية نظرياً، لكن قال بريت و ويلر أنهما لم يتوقعا من أي شخص أن يثبت تنبؤهما فيزيائياً: فلم يتم رصده سابقاً في المختبر وتطلبت التجارب السابقة لاختباره أجساماً إضافية فائقة الكتلة وعالية الطاقة.

البحث الجديد والذي نشر في مجلة ناتشر فوتونك Nature Photonics يظهر ولأول مرة كيف أن نظرية بريت وويلر يمكن إثباتها تجريبياً. إن مصادم الفوتونات (photon-photon collider) سيقوم بتحويل الضوء بشكل مباشر إلى مادة باستخدام تكنولوجيا متاحة حالياً، وسيُعد نوعاً جديداً من التجارب الفيزيائية عالية الطاقة. هذه التجربة ستقوم بإعادة خلق عمليات مهمة حصلت في أول 100 ثانية من عمر الكون والتي يمكن مشاهدتها أيضاً في انفجارات أشعة جاما التي تعتبر أكبر الانفجارات في الكون وأحد أعظم ألغاز الفيزياء غير المحلولة.

كان العلماء يدرسون مشاكل غير مرتبطة بهذا البحث وإنما تخص مواضيع تتعلق بطاقة الاندماج عندما أدركوا بأن ما يعملون عليه يمكن أن يطبق على نظرية بريت وويلر. وتم إنجاز هذا البحث بالتعاون مع زميل في الفيزياء النظرية من معهد ماكس بلانك Max Planck للفيزياء النووية، والذي صادف أن يكون في زيارة للكلية الملكية آنذاك.

برهنة نظرية بريت وويلر من شأنها أن تثبت آخر جزءٍ دراميٍ من لغز الفيزياء الذي يبين أبسط الطرق الممكنة للتفاعل بين الضوء والمادة  الأجزاء الستة الأخرى من ذلك اللغز، والتي تشمل نظرية ديراك Dirac عام 1930: وهي نظرية حول إفناء الإلكترونات والبوزترونات، ونظرية آينشتاين عام 1905 عن التأثير الكهروضوئي، كلها مرتبطة بأبحاث حازت على جائزة نوبل.

يقول البروفيسور ستيف روز Steve Rose من قسم الفيزياء في الكلية الملكية: "بالرغم من أن كل الفيزيائيين قبلوا النظرية، فقد قال بريت و ويلر عندما قدما النظرية بأنها لا يتوقعان أن يتم إثباتها في المختبر. اليوم وبعد 80 سنة تقريبًا أثبتنا أنهم كانوا مخطئين. وما كان مفاجئاً جداً لنا هو اكتشاف كيفية خلق مادة بشكل مباشر من الضوء باستعمال تكنولوجيا نملكها في المملكة المتحدة اليوم. ونحن كفيزيائيين نظريين نتكلم الآن مع من يستطيع استعمال أفكارنا لإجراء هذه التجربة التاريخية".

تجربة المصادم التي قدمها العلماء تتضمن خطوتين مفتاحيتين. أولاً، سيقوم العلماء باستخدام ليزر فائق القوة عالي الكثافة لتسريع الإلكترونات لسرعة أقل بقليل من سرعة الضوء. ثم سيطلقون هذه الإلكترونات باتجاه لوح مصنوع من الذهب لخلق شعاع من الفوتونات طاقتها أكبر من طاقة الضوء المرئي بمليار ضعف.

الخطوة التالية من التجربة تتضمن علبة صغيرة مصنوعة من الذهب اسمها هولراوم hohlraum-وهي كلمة ألمانية تعني الغرفة الفارغة. العلماء سيطلقون ليزراً عالي الطاقة على السطح الداخلي للعلبة الذهبية لخلق حقل شعاع حراري، مولداً ضوءاً مماثلاً للضوء المنبعث من النجوم.

ثم سيقومون بتوجيه شعاع الفوتونات من المرحلة الأولى للتجربة عبر مركز العلبة، جاعلين الفوتونات الآتية من المصدرين تصطدم مع بعضها لتشكل إلكترونات وبوزترونات. وبعد ذلك سيكون من الممكن تحديد تكون البروتونات والبوزترونات عندما تخرج من العلبة.

يقول أوليفر بايك Oliver Pike الباحث الرئيسي والذي يكمل حالياً بحث الدكتوراه خاصته في فيزياء البلازما: "بالرغم من أن النظرية بسيطة من الناحية النظرية، كان من الصعب تأكيدها تجريبياً. كان بمقدورنا أن نطور فكرة لمصادم سريع جداً، لكن التصميم التجريبي الذي قدمناه يمكن أن ينفذ بسهولة نسبية وبالتكنولوجيا الموجودة. خلال عدة ساعات من البحث عن تطبيقات للهولراوم (hohlraum ) خارج دورها التقليدي في مجال الأبحاث المتعلقة بطاقة الاندماج، ذهلنا باكتشاف أن هذه الأبحاث قد وفرت الشروط المثالية لصناعة مصادم فوتونات.. لقد بدأ السباق لتنفيذ وإكمال هذه التجربة".)([15]) وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

قال الإمام الحسين عليه السلام لهرثمة: ((فَامْضِ حَيْثُ لَا تَرَى لَنَا مَقْتَلًا وَ لَا تَسْمَعُ لَنَا صَوْتاً فَوَ الَّذِي نَفْسُ حُسَيْنٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ الْيَوْمَ وَاعِيَتَنَا أَحَدٌ فَلَا يُعِينُنَا إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ))

الأمالي للصدوق: ص136.

 

-------------------------------------------------

([1]) سورة الإسراء: آية 44.

([2]) بان يراد تسبح له السماوات تكويناً لا عن شعور ويسبح له من فيهن قولاً وفعلاً وعن شعور.

([3]) سورة الأحزاب: آية 62.

([4]) سورة فصلت: آية 21.

([5]) سورة الفجر: آية 22.

([6]) سورة الفتح: آية 10.

([7]) سورة طه: آية 5.

([8]) ثقة الإسلام الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية – طهران، ج2 ص601.

([9]) المصدر نفسه: ج2 ص602.

([10]) الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت، ج1 ص52.

([11]) ابن كثير، تفسير ابن كثير، طبعة العلمية، ج3 ص370-371.

([12]) (التركيب الضوئي) وكيبيديا.

([13]) سورة النساء: آية 174.

([14]) سورة الشورى: آية 52.

([15]) المصدر: https://nasainarabic.net/main/articles/view/scientists-year-quest

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاربعاء 30 محرم الحرام 1440 هـ  ||  القرّاء : 4230



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net