||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 92- بحث اصولي: المعاني العشرة للحجة

 أهمية وأدلة شورى الفقهاء والقيادات الإسلامية

 469-فائدة فقهية: بعض وجوه حل التعارض في روايات جواز أمر الصبي

 لقاء مع اساتذة و طلبة جامعة اهل البيت عليهم السلام

 9- فائدة حَكَمية عقائدية: مناشئ حكم العقل بالقبح

 60- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)3 الأنبياء والأئمة عليهم سلام الله في معادلة (المعدن الأسمى)

 359- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (2)

 31- فائدة فقهية: ملاكات ووجوه لحكم الشارع بالرجوع للمفتي والقاضي والراوي

 127- من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب

 178- مباحث الأصول: (مبحث الأمر والنهي) (7)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4535

  • التصفحات : 28472763

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : البيع (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 309- التحقيق في كيفية حصول الكلي في العقل والأقوال الست .

309- التحقيق في كيفية حصول الكلي في العقل والأقوال الست
الثلاثاء 22 محرم الحرام 1440هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(309)

 

مناقشة الشيخ في دعوى استحالة الجنس بلا فصل

سبق ان الشيخ ذهب إلى استحالة إيجاد الجامع بين النقل والإباحة (وهو جنس) بل استحالة النقل (وهو الجنس) من دون قصد البيع (وهو النوع) وعُلِّل بانه لاستحالة وجود الجنس دون نوعه واستحالة إنشاء الجنس دون نوعه إذ الإيجاد الإنشائي كالإيجاد الخارجي... إلى آخر ما مضى، وقد سبق الجواب بوجوه، ونضيف ان مزيد التحقيق موقوف على تحقيق كيفية وجود الكليات في الذهن بل وكيفية ورود المفاهيم والصور الذهنية إليه، وسيظهر انه على كل المباني فان إنشاء الجنس وإيجاده في عالم الذهن والاعتبار مجرداً عن احدى فصوله، ممكنٌ:

 

نظرية التقشير الذهني

القول الأول: ما ذهب إليه ابن سينا من ان الذهن يمارس عملية التقشير وقصّ الخصوصيات، بمعنى ان أول ما يأتي إلى الذهن هو صورة زيد وعمرو وبكر وهكذا ثم ان الذهن يحذف الخصوصيات الفردية كاللون والحجم وسائر الخصوصيات، فيبقى الجامع وهو الكلي القابل للانطباق على كثيرين حيث تعرّى من الخصوصيات الفردية.

والحاصل: ان الصورة تكون في البداية حسية ثم بحذف بعض خصوصياتها تكون خيالية ثم بحذف سائر الخصوصيات تكون عقلية.

فإذا كان مبنى الشيخ هو هذا الرأي فانه لا فرق بين الجنس والنوع إذ ان الفرد إذا قُشّر من الخصوصيات الفردية كان نوعاً وإذا قُشّر من الفصول كان جنساً، فإذا أمكن إيجاد النوع كبيع الكلي في الذمة والنسيئة والسلم فان الثمن في النسيئة كلي والمثمن في السلم كلي، أمكن إيجاد كلي النقل بدون تفصّله بفصل البيع أو الصلح أو الهبة المعوّضة، كما أمكن إيجاد الجامع بين النقل والإباحة وهو مطلق التسليط.

 

نظرية الإبهام

القول الثاني: ما ذهب إليه البعض من ان الجزئي إذا أُبهم صار كلياً صالحاً للانطباق على كثيرين، وذلك كالشبح المرئى عن بُعدٍ فانه يصلح للانطباق على زيد وعمرو وبكر وإذا كان بعيداً جداً صلح للانطباق على شخص وشجرة وأسد وهكذا، وكلما قَرُب أكثر واتضحت تفاصيله امتنع انطباقه على كثيرين، فالكلية – عند هؤلاء – وليد الإبهام.

 

نظرية ان الذهن كآلة التصوير

القول الثالث: ما ذهب إليه بعض فلاسفة الغرب([1]) من ان جميع ما في ذهن الإنسان أتى من الخارج مباشرة وان ذهن الإنسان كآلة تصوير متطورة فان آلة التصوير تصور المرئيات اما الذهن فيصور المسموعات والمرئيات والمشمومات والمذوقات والمبصرات جميعاً، بل هو كتصوير فيديوي متحرك متطور، نعم الذهن يتصرف فيها بقص ولصق وتركيب وإضافة وحذف وتجريد وتعميم كما يقوم به المونتير في عملية المونتاج.

وعلى هذا فالكلي ناتج من تجريد العقل لبعض خصوصيات الصور، فهي قريبة من نظرية ابن سينا لو لم تكن عينها.

 

نظرية وحدة الذهن والخارج

القول الرابع: ذهب إليه بعض فلاسفة الغرب([2]) أيضاً حيث ارتأت نفي الاثنينية بين الذهن والخارج كاملاً وانه لا يوجد ذهن منفصل عن الخارج كي نبحث عن كيفية وصول الأشياء من الخارج إلى الذهن وانه صورة جاءت من الخارج للذهن والذهن كجهاز تصوير أو ان الذهن توجد فيه مفاهيم فطرية يركّبها مع ما يرد من الخارج، أو غير ذلك، بل الخارج والذهن أمر واحد ممتدّ فهما مرتبتان لحقيقة واحدة: فالموجود فيما يسمى بالخارج هو المادة والموجود فيما يسمى الذهن هو الطاقة فالمادة تتحول إلى طاقة فتسمى فكراً وصوراً ذهنية والفكر إذا تجسد كان مادة.

وليس الكلام عن تقييم هذا الرأي وسوابقه ولواحقه بل سنشير آخر الأمر إلى الرأي المختار بما يظهر به بطلانها أو نقصانها بأجمعها.

 

نظرية إبداع العقل والخيال والحواس للصور

القول الخامس: ما ذهب إليه الملا صدرا من نظرية الخلق والإبداع من ان الحواس عندما تواجه الخارج وتقابله فانها تخلق وتبدع صوراً حسية في عالم الحس مطابقة لعالم العين والخارج فلم يأتِ ما في الخارج إلى الذهن بل ان الذهن خلق صورة مناسبة لعالم حسّه مطابقة لعالم الخارج، وقال: ثم ان القوة المتخيلة عندما تواجه الصور الحسية تخلق وتبدع صوراً خيالية مناسبة لعالم الخيال من دون ان تتصرف في صور عالم الحس ومن دون انتقال لها إلى مرتبة عالم الخيال، وقال: ان العقل عندما يواجه الصور الخيالية يبدع ويخلق صوراً عقلية مناسبة لعالم العقل.

والحاصل: ان المقابلة هي عدة معدّة لكي تخلق الحواس، والخيال، والعقل، صوراً مناسبة لعالمها، مناظرة لما تقابله. والغريب انه في هذه النظرية، كالعديد من أشباهها، اعتبر المدعى نفسه دليلاً! فأين الدليل على المدعى؟ وهل مجرد إعجاب المرء بنظرية أو جمالها الذوقي دليل على وقوعها وتحققها؟

 

نظرية وجود العلوم في الذهن بالفطرة

القول السادس: هو ان الكليات بل المفاهيم والمعلومات كلها، أو كميات هائلة منها، مودعة في ذهن الإنسان فِطرةً وخِلقةً، وليس المقصود ان بعض الفطريات والأوليات موجودة فيها كما ذهب إليه بعض الفلاسفة من المسلمين وغيرهم من القدماء والمعاصرين([3]) بل وكما دلت عليه آيات وروايات كقوله تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)([4]) و(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)([5]) وكما دلت عليه روايات تعليم الله تعالى للبشرية نبوة النبي صلى الله عليه واله وسلم بل وإمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام بل دلّ بعضها على تعليمهم إمامة الأوصياء حتى خاتمهم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

بل الذي نقوله هنا: ان المليارات من المعلومات، مما قد يملأ ما يعادل ملايين الكتب موجودة لا في خلايا مخ الإنسان فحسب بل في كل خلية خلية منها وقد اثبت العلم الحديث ان كل خلية فانها تحمل الجينات الوراثية (المورِّثات) وان نواة الخلية يحتوي على الدّنا([6]) الذي يحتضن ثلاثة مليارات زوج قاعدي من الشفرات العلمية([7])؛ ولذلك أمكن استنساخ الإنسان من احدى خلايا جسمه لكونها تحمل كافة المعلومات عنه مع المعلومات الشاملة عن عين الإنسان فقط تملأ الألوف من الكتب لو اكتملت، ولم يصل العلم الحديث رغم تطوره إلا إلى بعضها فقط، فكيف بالمعلومات عن كل بدن الإنسان والتي بأجمعها موجودة مشفرةً في برنامج في كل خلية حية!

وكذلك الخلايا الجذعية المنطوية على كافة المعلومات التي يحتويها كل عضو مشابه والمبرمجة لكي تنتج مثله عند تمزق اللحم أو النسيج أو نزيف الدم أو غير ذلك، بل ان الخلايا الجذعية الجنينية تنطوي على كافة المعلومات عن كل أعضاء بدن الإنسان ونسائجه لذلك فانها توجِد مثل كل عضو بدءاً من أصبع الرجل وانتهاء بأعصاب المخ!.

والحاصل: ان الظاهر ان كثرة هائلة من العلوم مودعة في كل خلية، وان نفس الإنسان محجوبة عن الإطلاع عما تتضمنه خلايا المخ من المعلومات إلا الفطريات والأوليات منها، وان السماع أو الرؤية وأشباهها مذّكرات وانه لو أمكن رفع الحجاب لشاهد الإنسان مليارات المعلومات مخزونة في خلايا مخه وغيرها!.

وما ذكرناه عن الخلايا الجذعية وعن المورثات ثابت علمياً ومما لا يقبل الشك، وهناك أمر آخر مدّعى، ويحتاج إلى تتبع أكثر وتحقيق، وهو ان كل أرشيف الكون مودَع في كل خلية حية كانت أو جامدة مما يعني ان كل ذرةً في الصحراء أو في البحر والماء أو في الشجر أو الحجر والمدر أو في البدن تحتوي على كل تفاصيل ما في السماوات والأرضين والبحار بأسماكها.. الخ وهذا غير بعيد عن عظمة الله تعالى وكونه تجلياً من تجليات قدرته، وتحقيق ذلك موكول إلى مظانه.

وموطن الشاهد ان معرفة كيفية علم الإنسان بالأشياء وكيفية حصول المعرفة في الذهن، مرجعه العلم لا العقل، وان مثل نظرية الإبداع السابقة هي مجرد تحليل استحساني عقلي لا دليل عليه أصلاً بل الظاهر هو ما توصل إليه العلم الحديث.

والنتيجة: انه على هذا المباني كلها، فان الكليات موجودة في الذهن، أنواعاً وأجناساً سواء بأصل الخلقة والفطرة أم بالإبداع أم بالتقشير أم بتحول المادة إلى طاقة مجردة أم غير ذلك، فلا يصح كلام الشيخ من امتناع إيجاد الجامع بين الإباحة والنقل بدون تفصله بفصل البيع لامتناع الجنس دون فصوله، فتدبر تعرف.

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

عن الإمام الحسين عليه السلام قال: ((اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلُ إِلَى غَيْرِكُمْ)) أعلام الدين: 298.

------------------------------------------------

([1]) جون لوك وشبهه.

([2]) وهو جورج فيلهلم فريدريش هيغل.

([3]) ذهب عمانويل كانط إلى ذلك على تفصيل في كلامه.

([4]) سورة الروم: آية 30.

([5]) سورة الأعراف: آية 172.

([6]) DNA.

([7]) والكروموسومات في الإنسان هي 46 وهي تقع في نواة الخلية.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 22 محرم الحرام 1440هـ  ||  القرّاء : 4939



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net