السؤال: إذا كان الميت حسب أعماله يستحق دخول النار ، ولكن أولاده يعملون له الخير و يدعون له في اليل والنهار ، فهل ينفعه ذلك وقد جاء في قوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [1] ؟
الجواب : إن سعي أبنائه هو من سعيه ، لأنه ولي نعمتهم بعد الله تعالى ؛ لأنه وسيط وجودهم ولأنه هو من قام بتغذيتهم وكسوتهم ولأنه من قام بإدارة شؤونهم من المهد حتى كبروا و أصبحوا رجالا ً ؛ لذا يكون سعي أبنائه من سعيه ، فلا يوجد ما يمنع من أن يجرّ له عملهم ودعائهم نفعاً ويدفع عنه ضراً في آخرته [2] ، ولا إشكال في ذلك أبداً [3] .
وأما الحصر الذي جاء في الآية الشريفة فهو حصر إضافي [4] وليس حصراً حقيقياً ، أي لا يكون للإنسان إلا ما سعى إليه لا ما سرقه وغصبه من جهود الآخرين وما أشبه ذلك ، وليس المعنى :أنه إذا أراد أحد من أبناء الميت – أو غيرهم – أن يُوصل إليه خيراً لا يحصل ذلك له . كما ليس معناها انه لا يحق لأحد ان يهديه هدية أو يدعوه إلى ضيافة إذ كيف يأكل الطعام ويأخذ الهدية وهي ليست سعيه؟ على ان عدّه حصراً حقيقياً ممكن بوجهين: أولهما: ما سبق من إدراج سعي أولاده وشبهه في سعيه لكن هذا الحل في الجملة. وثانيهما: ان المراد (ليس للإنسان) من حيث الاستحقاق إلا ما سعى فلا ينفي إمكان التفضل عليه بغيره كالهدية والضيافة وإهداء الثوب للميت.
------------------------------------------------------