كيف يشتري الله تعالى نفس المؤمن؟

26 ذي الحجة 1437هـ

السؤال: كيف يشتري الله تعالى نفس المؤمن [1] منه وهو مالكها؟

 

الجواب: إن الملك له مراتب طولية [2] ، والمالك الحقيقي للأشياء هو الله تعالى ، ثم في طول ملكيته تعالى تأتي هذه الملكيات الاعتبارية على اختلافها [3]، لذا فإن الله تعالى قد اعتبر أن  هذا الإنسان مالكاً لنفسه - بعد أن وهبه الحياة ومقوماتها  -  ثم اشتراها منه [4] فهي ملكية اعتبارية، إضافة إلى ان البيع والشراء أيضاً سببان اعتباريان لنقل الملكية الاعتبارية فكلها بيد المعتبر.

 

 

 

 

-----------------------------------------------

[1] إشارة إلى قوله تعالى في سورة التوبة : آية 111 : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

[2] واجتماع  المراتب الملكية الطولية  بينه تعالى وبين عباده  لا يوجد فيه محذور , ولكن هناك فرق جوهري بين ملكيته تعالى وملكية العبد ، وهو أن الأولى حقيقية والثانية  اعتبارية كما جاء في المتن.

[3] هنا توجد إشارة فقهية وعقائدية ، فلاحظ .

[4] تكرماً ورحمة منه تعالى .