بقلم: السيد نبأ الحمامي
في قوله تعالى: ((قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)) ([1]).
أي: لو زدتم البحر أضعافاً مضاعفةً، وجعلت حِبرًا لكتابة كلمات الله تعالى، فإنه لا يسع كلمات الله تعالى.
أما تفسير هذه الكلمات، فإن الأعيان الخارجية يمكن أن يطلق عليها كلها كلمات الله تعالى، كما ورد في شأن النبي عيسى (عليه السلام): ((إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)) ([2]).
وبتعبير آخر: عالم الإثبات الذي بأيدينا لا يمكن أن يحيط بعالم الثبوت، فكلمات الله تعالى هي عالم الثبوت والأعيان الخارجية، وعالم الثبوت هي كتابتها وإثباتها؛ لأن مخلوقات الله تعالى غير متناهية.