||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 473-فائدة تفسيرية: من معاني كلمات الله

 398- فائدة كلامية: حال أجساد المعصومين (عليهم السلام) بعد موتهم

 115- بحث قرآني: تعدد القراءات وأثرها الفقهي، وحجيتها

 402- فائدة فقهية: الحرج وتجويز معاملات الصبي

 306- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (2)

 5- فائدة اصولية: المادة قد تكون موضوع الحكم لا الصيغة

 248- الرفق واللين كظاهرة عامة في الحياة وفي التقنين

 132- فلسفة التفاضل التكويني: 1-2 النجاح في العوالم السابقة والاحقة 3-الدنيا حلقة في سلسلة الجزاء الالهي

 قراءة في كتاب (استراتيجيات إنتاج الثروة ومكافحة الفقر في منهج الإمام علي(ع) )

 (الامام الحسين عليه السلام ) وفروع الدين



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23710114

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:29

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 019-اصناف الآيات: الظن الموضوي، الطريقي والمجمل .

019-اصناف الآيات: الظن الموضوي، الطريقي والمجمل
الاربعاء 4 ربيع الثاني 1443 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(19)

سبق: (الثالثة: ويشهد للكل ان ((مِنَ)) تأتي لمعنى البدلية، كقوله تعالى: ((أَ رَضيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَليلٌ))([1]) أي بدل الآخرة و((لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً))([2]) أي بدلاً عن الله تعالى، وعلامتها ان يصح وضع بدلاً أو بديلاً، مكانها، والأصل في من وإن كان ابتداء الغاية إلا انها غير ممكنة في الآية، فالبدلية هي الظاهرة من بين المعاني الباقية (وهي أربعة عشر معنى ذكرت لـ مِن) بل الظاهر عدم صحة المعاني الأخرى، ويصح وضع كلمة بدل في الآية عوضاً عن مِن بان يقال: (ان الظن لا يغني بدلاً عن الحق / بديلاً عن الحق أبداً / شيئاً) والله العالم)([3]).

عدم صحة معاني مِن الخمسة عشرة إلا البدلية

وتوضيحه: ان المعنى المعروف لـ(مِن) هو ابتداء الغاية كقوله تعالى ((سُبْحانَ الَّذي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ))([4]) وهو غير محتمل في قوله تعالى ((إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً))([5]) وفي آية أخرى ((وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً))([6]) فانه غلط أو بتكلف شديد بل لا وجه له؛ إذ لا يمكن وضع (ابتداء) موضعها أبداً.

ومن معانيها: التبعيض كقوله تعالى: ((مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ))([7]) و((حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ))([8]) وهو غير محتمل في الآية أيضاً إذ لا يمكن ن تسد (بعض) مسدها في آية الظن.

ومن معانيها: بيان الجنس كقوله تعالى: ((ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها))([9]) و((ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ))([10]) و((يُحَلَّوْنَ فيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ))([11]) وهذا المعنى أيضاً غير محتمل في آية الظن السابقة بل لا يوجد ما يمكن ان يكون بيان له.

ومن معانيها: التعليل كقوله تعالى: ((مِمَّا خَطيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً))([12])

و(يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ *** فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ).

وهذا المعنى أيضاً غير محتمل إذ لا يمكن ان يسدّ (بعِلّة) (بسبب) مسده.

كما لا يحتمل فيها سائر المعاني ككونها مرادفة الباء وعن وفي ورَبّما وعلى، وكونها للفصل أو للغاية أو توكيد العموم أو التنصيص عليه([13]) فلم يبق إلا البدلية التي علامها صحة وضع بدل / بديلاً مكانها كما سبق.

كما سبق: ان الظن في الآيات الكريمة تارة يكون موضوعياً وأخرى طريقياً وثالثة مجملاً مردداً بينهما، وقد سبق التمثيل للموضوعي بـ((إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)) منه وللمجمل.

نماذج للظن الطريقي

وبقي ان نمثل للطريقي تتميماً للفائدة:

فمن ذلك: قوله تعالى ((وَما نَرى‏ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبينَ))([14]) ومن الواضح انهم لاحظوا الظن طريقياً ومرآة وكاشفاً عن الواقع بزعمهم.

ومنه: قوله تعالى ((وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ))([15]) والظاهر ان كثيراً منهم كان متيقناً بذلك كما كان كثير منهم ظاناً بذلك، والظن يشملهما كما سبق، وعلى أيٍّ فانه طريقي، ويدل عليه أيضاً انهم كانوا إذا ارادوا فعل القبيح ألقوا على أصنامهم ما يغطيها كي لا تنظر إليهم في حالة المعصية! فكان يظنون في الله تعالى أيضاً انه لا يعلم كثيراً مما يعملون، وفي تفسير الصافي (((وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ)) *: فلذلك اجترأتم على ما فعلتم.

وقيل: معنى الآية كنتم تستترون الناس([16]) عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة، وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم، فما استترتم عليها([17]). وقيل: بل معناه وما كنتم تتركون المعاصي حذرا أن تشهد عليكم جوارحكم بها لأنكم ما تظنون ذلك، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون، لجهلكم بالله فهان عليكم ارتكاب المعاصي لذلك([18]))([19]) وفي تبيين القرآن (((وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ)) في السرّ فلذلك اجترأتم على ما فعلتم)([20]).

ومنه: قوله تعالى ((وَقالَ لِلَّذي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا))([21]) فانه طريقي([22])، فإن أريد بظنه عليه السلام المستند إلى الظواهر الطبيعية كان من الظن بالمعنى الأخص أي الراجح أو كان مردداً بينه وبين اليقين غير العياني، وإن أريد الظن المستند إلى الوحي أو إلقاء الملك كان من اليقين.

وقد يمثل للظن الطريقي أيضاً، بقوله تعالى: ((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها))([23]) فقد يقال انهم ظنوا بذلك أي بالمعنى الأخص، مع احتمالهم الخلاف؛ لأملهم برحمة الله الواسعة وانه قد يغفر لهم، ولكن ذلك وإن صح في حدّ ذاته إلا ان ظاهر آخر الآية الكريمة على خلافه ((وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً)) إلا ان يؤول بـ(مصرفاً ظاهرياً غير رحمة الله) لكنه خلاف الظاهر بل تكفي رواية التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام (يَعْنِي أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا)([24]) وفي الاحتجاج عنه عليه السلام (وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ ظَنِّ الْكَافِرِ يَقِيناً وَذَلِكَ قَوْلُهُ ((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها)) أَيْ أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا)([25]).

ونظير هذه الآية الكريمة قول الله تعالى ((وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً))([26]) في احتمال الوجهين إلا ان الأظهر إرادة اليقين في الآيتين كما عليه المفسرون وبعض الروايات الكريمة، من قبل.


نموذج للظن المجمل

ولا بأس بان نمثل للمجمل، وهو القسم الثالث، أيضاً بمثال آخر وهو قوله تعالى: ((سَيَقُولُ الَّذينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْ‏ءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ))([27]).

فان الظن هنا يحتمل ان يكون الموضوعي وذلك بناء على تفسير ((تَخْرُصُونَ)) بتكذبون، كما عليه المفسرون ممن وجدت كلماتهم، إذ مع كونهم كاذبين لا يعقل ان يكونوا ظانين نعم يعقل كونهم معتقدين إذ ((وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً))([28]) ولكن لا مناص حينئذٍ من حمل الظن على المعتقَد فيكون موضوعياً، أو على سبب الظن وهو قول الآباء لهم: (انهم بمشيئة الله تعالى وقهره أشركوا وحرّموا).

كما يحتمل في الظن ان يكون الطريقي وذلك بناء على تفسير ((تَخْرُصُونَ)) بتحدسون فان الحدس هو الحدس بالواقع فيكون الظن هو الظن بالواقع ويكون تحدسون تفسيراً للظن أي ان ظنهم حدسي أي ناشئ من الحدس.

الظن حقيقة ذات جنبتين

مزيد إيضاح: سبق ان الظن طريقي وموضوعي، وذلك لأن الظن من الحقائق ذات الجنبتين إذ انه صفة حقيقية قائمة بالنفس (أو هو إضافة، أو هو انفعال قائم بها([29])) من جهة، كما ان له جهة الكاشفية عن المتعلَّق والمؤدّى، فقد يلاحظ بما هو هو ومن جهة كون صفة أو انفعالاً فيحمل عليه أمر أو يترتب عليه حكم فيكون ظناً موضوعياً، وقد يلاحظ من جهة كونه كاشفاً عن المؤدّى فيكون طريقياً، وقد يلاحظ من مجموع الجهتين فيكون موضوعياً – طريقياً، أو صفتياً – طريقياً.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


قال الإمام الصادق عليه السلام: (إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا أَنْ يَعْصُوا اللَّهَ أَبَداً، وَإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ أَبَداً، فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى ((قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ)) قَالَ: عَلَى نِيَّتِهِ‏‏). (الكافي: ج2 ص85)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) سورة التوبة: الآية 38.

([2]) سورة آل عمران: الآية 10 و116 والمجادلة: الآية 17.

([3]) الدرس السابق.

([4]) سورة الإسراء: الآية 1.

([5]) سورة يونس: الآية 36.

([6]) سورة النجم: الآية 28.

([7]) سورة البقرة: الآية 253.

([8]) سورة آل عمران: الآية 92.

([9]) سورة فاطر: الآية 2.

([10]) سورة البقرة: الآية 102.

([11]) سورة الكهف: الآية 31.

([12]) سورة نوح: الآية 25.

([13]) راجع مغني اللبيب ج1 ص334 حرف (مِن).

([14]) سورة هود: الآية 27.

([15]) سورة فصلت: الآية 22.

([16]) هكذا في الأصل، والصحيح: " كنتم تسترون من الناس ".

([17]) قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 347، س 8.

([18]) قاله الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 10، س 14.

([19]) الفيض الكاشاني، التفسير الصافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران، ج6 ص333.

([20]) السيد محمد الحسيني الشيرازي، تبيين القرآن، دار العلوم للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، ص492.

([21]) سورة يوسف: الآية 42.

([22]) سواء أريد اليقين أم الظن الراجح.

([23]) سورة الكهف: الآية 53.

([24]) الشيخ الصدوق، التوحيد، مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم، ص267.

([25]) أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، الاحتجاج، نشر المرتضى ـ مشهد المقدسة، ج1 ص250.

([26]) سورة الجن: الآية 5.

([27]) سورة الأنبياء: الآية 148.

([28]) سورة النمل: الآية 14.

([29]) من تلك أن في جنسه أقوال‌                 كيفٌ، إضافةٌ، أو انفعال‌ُ

 

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاربعاء 4 ربيع الثاني 1443 هـ  ||  القرّاء : 2221



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net