||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 83- من فقه الحياة: استبدال عناوين المحرمات بعناوين أخرى جذابة وبراقة

 78- بحث ادبي صرفي: الفرق بين المصدر واسم المصدر، وطرق جديدة للتمييز بينهما

 295- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (11) أصالة السلم والرفق في الإسلام

 188- مباحث الاصول : (مبحث العام) (1)

 256- إطلاقات (الفقر) وأنواعه، وهل هو قمة الكمال أو مجمع الرذائل؟

 330- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (5) العدل والاحسان في توزيع الموارد المالية والمرجعية في تحديدهما.

 141- شهر محرم واعادة بناء الشخصية الانسانية

 10- المودة في القربى 2

 242- التحليل العلمي لروايات مقامات المعصومين (عليهم السلام)

 103- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-16 مؤسسات المجتمع المدني والروح العامة للأمة



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23711398

  • التاريخ : 29/03/2024 - 13:29

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 016-تتمة البحث في فقه آية (إلا إتباع الظن) ومحتملاتها .

016-تتمة البحث في فقه آية (إلا إتباع الظن) ومحتملاتها
الاحد 1 ربيع الثاني 1443 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(16)

سبْق الشك سببُ الإجمال

تتمة: سبق: (وقد يقال: المراد بهما معناهما اللغوي بان يكون المراد من الشك خلاف اليقين ومن الظن الشك (حيث سبق انه أحد معانيه وان معناه الآخر اليقين، والثالث التهمة والرابع الكذب، وحيث ان الثلاثة الأخيرة غير مرادة فيبقى الأول) فينتج ذلك ان المذموم فيها هو الظن الذي هو بمعنى الشك الذي هو أعم من الاطمئنان فعلى مخالفنا تقع أيضاً عهده التخلص والجواب وسيأتي، سلمنا([1]) لكن الكلام في إجمال المراد من الآية بين هذا الاحتمال والاحتمال السابق، فتأمل)([2]).

إطلاق العام على الخاص، نوعان: حقيقةٌ ومجازٌ

ووجه الإجمال يتضح بتمهيد مقدمة: وهي ان استعمال العام في الخاص وكذا المطلق في المقيد أو المصداق أو إطلاقه عليه وحمله عليه، على وجهين: حقيقة ومجاز: فانه إن استعمل فيه أو أطلق عليه، بحدّه أي بشرط لا، كان مجازاً لأنه ليس موضوعاً له بل هو استعمال في غير الموضوع له إذ وضع اللفظ للماهية بما هي هي والماهية بما هي هي محفوظة في الصورتين إذ الإطلاق والتقييد كلاهما خارجان عن حريم الموضوع له (والصحيح ان اللابشرط القسمي يعني ذلك ولا يعني ما كان الإطلاق والسريان ماخوذاً في المعنى الموضوع له([3])).

واما ان لم يكن بحدّه بان كان لا بشرط كان حقيقة لأنه استعمال في الموضوع له؛ ألا ترى ان انك لو قلت رأيت إنساناً، وقد رأيت زيداً، لم يكن مجازاً رغم انك أطلقت الكلي على الجزئي، وذلك لأنه مصداقه، ولم يوضع لفظ الإنسان للإنسان بقيد الكلية، بل لو وضع كذلك لما أمكن حمله على أحد إلا غلطاً أو مجازاً بعيداً عن الفهم العرفي ولكن لو قصدت الحصر فيه وانه الإنسان لا غير كان مجازاً، وكذلك لو قلت عن قوم انهم مظلومون، فانه ليس مجازاً مع ان الظلم الوارد عليهم هو صنف من أصناف الظلم وليس كافة أنواعه فقولك هم مظلومون حقيقةٌ وليس مجازاً مع انهم مظلومون بصنف من أصنافه دون جميعها.

وكذا إرادة المعنى الخاص من الشك والظن

وكذلك المقام؛ فانه لو أريد من الشك والظن في الآية الكريمة الشك والظن بالمعنى الأخص، كان لا بد من التجوز في احدهما بقرينة الآخر، كما سبق، ولكنه لو أريد المعنى الأعم فإن أريد بما هو معنى أعم، بمعنى ان الذين اتبعوا الظن على أقسام فبعضهم واهم وبعضهم شاك، بعضهم ظان (والأخيران استعملناهما هنا بالمعنى الأخص)، كان حقيقة دون شك، وكذا لو أريد منهما الشك والظن بأحد المعاني الثلاثة لهما (بان يراد من الشك المعنى الأخص، ومن الظن الشك بالمعنى الأخص بقرينة المراد من الشك السابق) فانه لا يكون مجازاً لأنه من استعمال العام في الخاص لا بحدّه، وعليه: لا يتعين المعنى السابق([4]) بدعوى انه الحقيقة وان الأخير مجاز. فتأمل.

إشكال: (الظن) في الآية مطلق؟ والجواب

لا يقال: الظن مطلق في ((إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ)) فيعم الذم كافة أنواعه؟

إذ يقال: كلا لأنه خبر، والخبر عن محلى باللام لا إطلاق له فيما إذا كان إشارة لحادث وقع([5])، فلا يمكن ان يكون للجنس أو يكون مطلقاً، إذ الوجود الخارجي دائماً جزئي ولا يعقل كونه كلياً، والله تعالى في قوله: ((ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ)) مخبرٌ عن إتباع أولئك اليهود للظن في قضية عيسى عليه السلام فليس المراد به جنس الظن بما هو كلي قابل للانطباق على أصناف كثيرة، فقد كان إتباعهم لبعض مصاديقه، فلا إطلاق للآية الشريفة، فتكون مجملة أو أعم أريد به الأخص غير المعلوم ما هو([6])، كما سبق.

تتمة: سبق (ب- يراد بالظن اليقين عن تدبر

ب- ويحتمل ان يراد من الظن اليقين عن تدبر، وهو ظاهر من قال بان إلقاء الشبه كان على أحد المصاحبين لعيسى (وهو اما أحد حوارييه على رأيٍ والذي يدل عليه ما ورد في تفسير القمي كما سيأتي، أو اليهودي المندسّ على رأيٍ آخر) وكذلك ظاهر من قال بان إلقاء الشبه كان على جميع المصاحبين لعيسى)([7]).

ظاهر تفسير الطوسي: إرادة اليقين من الظن

وهذا الوجه هو أيضاً ظاهر جواب التبيان([8]) عن شبهة وردت في المقام قال: (فان قيل: كيف يجوز من الخلق العظيم ان يخبروا بالشيء على خلاف ما هو به، وقد علمنا كثرة اليهود والنصارى، ومع كثرتهم اخبروا ان عيسى صلب وقتل، فكيف يجوزان يكونوا مع كثرتهم كذابين؟ ولئن جاز هذا لم نثق بشيء من الاخبار اصلا ويؤدي ذلك إلى قول السنمية!

قلنا: هؤلاء القوم دخلت عليهم الشبهة، لان اليهود لم يكونوا يعرفون عيسى، وانما أُخبروا انهم قتلوا واحدا، وقيل لهم انه عيسى، فهم في ذلك صادقون، وان لم يكن المقتول عيسى. وأما النصارى فاشتبه عليهم، لأنه كان ألقي شبهه على غيره، فلما رأوا من هو في صورته مقتولاً، ظنوا انه عيسى، فلم يخبر احد من الفريقين بما ظن([9]) ان الامر على ما اخبر به([10])، فلا يؤدي ذلك إلى بطلان الاخبار بحال)([11]).

والحاصل: ان صريح قوله: (لان اليهود لم يكونوا يعرفون عيسى، وانما اخبروا انهم قتلوا واحدا، وقيل لهم انه عيسى، فهم في ذلك صادقون) ان اليهود المخبَرين بقتل عيسى كانوا قاطعين بذلك، فالظن في الآية، على هذا، بمعنى اليقين المستند إلى أخبار القائلين. فتأمل([12]).

وقوله: (وأما النصارى فاشتبه عليهم، لأنه كان ألقي شبهه على غيره، فلما رأوا من هو في صورته مقتولاً، ظنوا انه عيسى) وهو ظاهر في انهم قطعوا أيضاً إذ (فلما رأوا من هو في صورته مقتولاً) فـ(ظنوا) بمعنى ايقنوا عن رؤية.

ويؤكد ذلك الوجه الآخر الذي ذكره قدس سره وهو (وقال الجبائي: وجه التشبيه ان رؤساء اليهود اخذوا إنسانا فقتلوه وصلبوه على موضع عال، ولم يمكّنوا أحدا من الدنو منه فتغيرت حليته وتنكرت صورته. وقالوا: قتلنا عيسى، ليوهموا بذلك على عوامهم، لأنهم كانوا أحاطوا بالبيت الذي فيه عيسى فلما دخلوه كان رفع عيسى من بينهم، فخافوا أن يكون ذلك سبب إيمان اليهود به، ففعلوا ذلك. والذين اختلفوا غير الذين صلبوا من صلبوه، وهم باقي اليهود)([13]).

ومن الواضح ان الزعماء عندما يخبرون العوام بأمر مع وجود شواهد صدقه، كصلب المتهم([14])، يوقنون بقولهم.

والحاصل: ان النصارى ظنوا (أي ايقنوا) لأن الله ألقى الشبه على المصلوب، وكيف لا يقطع الإنسان بذلك؟ خاصة مع لحاظ ان صنع الله تعالى متقن وان الشبه كان لا بد ان يكون متقناً.

وأما اليهود المخبَرون فقد ظنوا (أي ايقنوا) لعدم مجال للشك في أقوال الزعماء مع وجود شاهد الصدق الظاهر، فالآية الذامة لإتباعهم الظن لا ترتبط بالظن بالمعنى العرفي (الراجح) بوجه. فتأمل وتدبر وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

بحث تمريني: في قوله تعالى ((وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)) المشهور استظهروا ان معناه لا يغني كطريق إلى الحق (أو باعتباره طريقاً إلى الحق) ولكن يحتمل ان يكون المراد (لا يغني بديلاً عن الحق) فيكون أجنبياً عن محل النزاع، بيّنوا معنى ذلك والشواهد على هذا أو ذاك؟.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


قال أمير المؤمنين عليه السلام: (مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ: إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ‏‏). (نهج البلاغة: الحكمة 24).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) انه لا يعم الاطمئنان.

([2]) الدرس السابق.

([3]) كما ذهب إليه في محاضرات في أصول الفقه ج4 ص541.

([4]) الأعم.

([5]) دون ما إذا أعيد إلى الإنشاء، بوجه، لكنه حينئذٍ مجاز.

([6]) وانه أي صنف من الأصناف الثلاثة (الوهم، الشك، الظن).

([7]) الدرس السابق.

([8]) أو مآل جوابه.

([9]) الظاهر ان هنا سِقطاً والصحيح (إلا بما ظن...).

([10]) أي فليسوا كاذبين، لكن هذا بناء على تعريف الصدق بمطابقة المعتقَد والكذب بخلافه، لا مطابقة الواقع وعدمه.

([11]) الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، احياء التراث العربي ـ بيروت ج3 ص384.

([12]) إذ هو خلاف ظاهر الآية ((لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ)) لتضمن الشك معنى الارتياب وإن قلنا انه خلاف اليقين. فتأمل.

([13]) الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، إحياء التراث العربي ـ بيروت ج3 ص383.

([14]) أي من هو على شكله وشبهه تماماً.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 1 ربيع الثاني 1443 هـ  ||  القرّاء : 2165



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net