||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 234- مقام التسليم والانقياد لولاة الأمر وأَبطال حول أمير المؤمنين (عليه السلام) (قيس بن سعد بن عبادة)

 88- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-1

 110- فائدة ادبية بلاغية: وجود قسيم اخر للصدق والكذب

 79- بحث عقائدي: شبهة نسبية القرآن والاجابات عنها

 322- فائدة بلاغية لغوية: المدار في الصدق، وتطبيقه على خلف الوعد

 41- (وكونوا مع الصادقين)6 لماذا لم يذكر إسم الإمام علي وسائر الأئمة الطاهرين عليهم السلام في القرآن الكريم؟ -الجواب الرابع عشر إلى السادس عشر-

 195- مباحث الاصول - (الوضع) (2)

 62- أنواع تعدية الفعل

 134- فلسفة التفاضل التكويني: 5- علم الله تعالى بالاصلح بحال عباده

 74- إشكالات على إدخال نظر الفقيه في الأصول وجوابه



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4535

  • التصفحات : 28472152

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 017-المراد بالظن اليقين الخبري أو عن لِبس .

017-المراد بالظن اليقين الخبري أو عن لِبس
الأثنين 2 ربيع الثاني 1443 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(17)

الاستدلال برواية القمي على إرادة اليقين من الظن

ويدل على إرادة اليقين من الظن، رواية القمي في تفسيره عن الإمام الباقر عليه السلام: (قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء، وهم اثنا عشر رجلاً فأدخلهم بيتاً ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: إن الله أوحى إليّ أنه رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي، فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، قال: فأنت هو ذا، فقال لهم عيسى عليه السلام: أما أن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، فقال له رجل منهم: أنا هو يا نبي الله([1])، فقال عيسى: إن تحسّ بذلك في نفسك فلتكن هو، ثم قال لهم عيسى: أما أنكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق، فرقتين مفتريتين على الله في النار وفرقة تتّبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم رفع الله عيسى عليه السلام إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه، ثم قال: إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى عليه السلام من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل و صلب، وكفر الذي قال له عيسى عليه السلام يكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة)([2])

والاستدلال كما سبق من ان الظاهر انهم قطعوا لأن ذلك الحواري كان قد ألقى الله عليه شَبَه عيسى وهو من ((صُنْعَ اللَّهِ الَّذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ))([3]).

الجواب عن شبهة كذب عامة الناس

تتمة: سبق كلام الشيخ الطوسي (فان قيل: كيف يجوز من الخلق العظيم ان يخبروا بالشيء على خلاف ما هوبه، وقد علمنا كثرة اليهود والنصارى، ومع كثرتهم اخبروا ان عيسى صلب وقتل، فكيف يجوزان يكونوا مع كثرتهم كذابين؟ ولئن جاز هذا لم نثق بشيء من الاخبار اصلا ويؤدي ذلك إلى قول السنمية! قلنا...)([4])

وقد أجاب الشيخ قدس سره على الشبهة الأولى وهي: (فكيف يجوز ان يكونوا مع كثرتهم كذابين) بما حاصله مع إضافة منا: بانهم صادقون حسب معتقدهم، فقد اخطأوا لكنهم حيث كانوا معتقدين فهم صادقون بمعنى مطابقة خبرهم لاعتقادهم وإن كانوا كاذبين بمعنى عدم مطابقة خبرهم للواقع، ومرجح اختيار المعنى الأول للكذب والصدق هو ان ظاهر الأفعال القصدية فليسوا كاذبين حيث كانوا يعتقدون بما قالوا فلا يصدق عليهم انهم كذبوا بهذا اللحاظ، لأن الكذب أُخذ فيه، حسب القاعدة في كل فعل أسند إلى فاعله، القصد والالتفات إليه وإلا كان خطأ لا كذباً، فقد مشى الطوسي على المقياس الأول للصدق والكذب، وأما ثالث المقاييس فهو ان الصدق هو المطابقة للمعتقَد والواقع معاً.

الجواب عن شبهة عدم حجية خبر الثقة والتواتر

لكن الشيخ لم يجب عن الشبهة الثانية وهي: (ولئن جاز هذا لم نثق بشيء من الاخبار أصلاً).

أقول: يمكن الجواب عنها من وجهين:

أولاً: انه وإن جاز الكذب أو الخطأ، في بعض الأخبار، كهذا الخبر، لكن ما من عام إلا وقد خص، وخروج البعض لدليلٍ غير مضر بحجية الخبر كأصلٍ عام، كما ان كثيراً من الظواهر، ومنها العمومات، لم يُرَد ظاهرها وخُصِّصت أو تُجوِّز فيها لكنها تبقى على كونها الأصل المحمول عليه اللفظ عند عدم القرينة.

ثانياً: نحن إنما رفضنا إخبارهم بصلب المسيح لعلمنا بخطأهم،، إذ اذعنا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن بالقطع وهما أخبرا بـ((وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ))([5]) ولولا ذلك لكان إخبار (الخلق العظيم) حسب تعبيره، مع كونه عن حس، حجة، وإنما لم يكن هنا حجة لأنه ابتلي بالمعارض القطعي، والحاصل: ان خبر الثقة حجة وكذا اخبار الخلق العظيم عن حس حجة إلا مع العلم بخلافه بدليل قطعي السند والدلالة كالآية الشريفة ((وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)) أو مع العلم بمنشأ الخطأ أو مع التهمة النوعية العقلائية.

ج- وربما أريد من الظن، الاطمئنان

وقد يجاب عن الاستدلال بالآية، بوجه آخر قسيم مع الوجه الثاني الماضي فانه معه على سبيل البدل، وهو ان المراد من الظن في الآية الشريفة ((ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ)) هو الاطمئنان والذي هو قسيم للعلم وللظن بالمعنى العرفي، إذ هو مثلاً الظن بدرجة 98% مثلاً، إذ يبقى في الاطمئنان احتمال الخلاف عكس العلم، لكنه ضعيف جداً، عكس الظن إذ احتمال الخلاف فيه ضعيف([6])، وهذا قسيم للوجه السابق (وهو ان يراد بالظن اليقين عن تدبر كما في لسان العرب، ونضيف: اليقين عن لَبْس أو عن خبرٍ) والذي يؤيد هذا الوجه ان عوام اليهود الذي اعتقدوا بصلب عيسى عبر إخبار رؤسائهم لهم ثم رؤيتهم لمصلوب ما مقترنةً بدعوى رؤسائهم انه المسيح، قد يقال انهم لم يكونوا قاطعين، بل مطمئنين مع ريبٍ ما أو احتمال خلاف ما؛ والوجه فيه الاعتبار والآية الكريمة: اما الاعتبار فلأن الناس وإن اعتقدت من كلام رؤسائها الظالمين شيئاً إلا انه كثيراً ما يكون مشوباً بالريب، وأما الآية، وهي العمدة، فلقوله تعالى: ((لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ)) مع قوله ((إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ)) فان الشك لا يجتمع مع اليقين ولو كان خبرياً أو عن لَبس لأن الشك خلاف اليقين، بل يجتمع مع الريب وقد سبق تفسير اللغويين للشك بانه خلاف اليقين، فالظن في الآية لا يراد به اليقين (وهو أحد معاني الظن) بل الاطمئنان أو الأعم منه ومن الظن بالمعنى العرفي (الأخص).

فعلى الأول([7]): يرد الإشكال على المشهور أيضاً، إذ يقولون بحجية الاطمئنان فعليهم تقع عهدة الجواب، عكس ما لو كان المراد من الظن في الآية الظن العرفي المغاير للاطمئنان فان علينا تقع عهدة الجواب؛ إذ رأيناه حجة.

وعلى الثاني([8]): فالآية عامة للأربعة (الوهم والشك والظن والاطمئنان) فعلى المشهور تقع عهدة الجواب عن خصوص شموله للاطمئنان إلا ان يستثنوه بنحو المتصل على رأي وبنحو المنفصل على رأي آخر، وقد فعلوا، كما علينا ان نجيب في خصوص الظن، وقد فعلنا([9]) لكن العمدة ان المراد من الظن في الآية مجمل: هل هو الظن بالمعنى الأخص؟ أو الاطمئنان؟ أو اليقين غير العياني؟ أو مجموعها؟ أو الثلاثة مع الشك بالمعنى الأخص، لأنها مشيرة إلى حدث خارجي لا نعلم المشار إليه فيه لأننا لا نعلم ان ظنهم من أي نوع كان فلا يصح الاستدلال بها([10]) على عدم حجية الظن إلا مع إحراز الأول أو الرابع والخامس إذ على الثاني والثالث لا يعم الظن المبحوث عنه هنا وهو المعنى الأخص. فتأمل.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حُبِّي وَحُبُّ أَهْلِ بَيْتِي نَافِعٌ فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ أَهْوَالُهُنَّ عَظِيمَةٌ: عِنْدَ الْوَفَاةِ وَفِي الْقَبْرِ وَعِنْدَ النُّشُورِ وَعِنْدَ الْكِتَابِ وَعِنْدَ الْحِسَابِ وَعِنْدَ الْمِيزَانِ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ‏‏). (الخصال: ج2 ص360).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) وكان كالمستفهم.

([2]) علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، تفسير القمي، مؤسسة دار الكتاب ـ قم، ج1 ص103.

([3]) سورة النمل: الآية 88.

([4]) الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، احياء التراث العربي ـ بيروت ج3 ص384.

([5]) سورة النساء: الآية 157.

([6]) أي من دون قيد جداً.

([7]) ان يراد باليقين الاطمئنان.

([8]) ان يراد باليقين الأعم من الأربعة.

([9]) إذ أجبنا بما مضى وستأتي أجوبة أخرى.

([10]) أي لو لم تفدنا القرائن السابقة (كإلقاء الشَّبَه وانه متقن.. الخ) العلم بأحد الأطراف.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأثنين 2 ربيع الثاني 1443 هـ  ||  القرّاء : 3208



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net