||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 254- إستراتيجية العفو المطلق وربط كافة مناحي الحياة بالله تعالى وحجية الظن الخاص والمطلق على الانفتاح والانسداد

 170- (العزة) في معادلة ازدهار الحضارات وانحطاطها ( سامراء والبقيع مثالاً )

 16- (ليظهره على الدين كله)2 فلسفة اللعن والتبري

 372- فائدة أصولية: حجية خبر الثقة للعامي من حيث الدلالة

 165- ضرورة التزام منهج التحقيق الموسع والتدقيق

 58- فائدة علمية: انقسام العلوم الى حقيقية واعتبارية وخارجية

 165- (الكذب) سر سقوط الحضارات وفساد البلاد وخراب الايمان والنفاق

 181- مباحث الاصول: (المستقلات العقلية) (3)

 تلخيص كتاب فقه المعاريض والتورية

 327- فائدة حكمية فقهية: حُسن الصدق ضروري ونظري



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23698740

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:01

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 200- الاشكال بان القطع حجة وليس العقل والجواب بوجوه .

200- الاشكال بان القطع حجة وليس العقل والجواب بوجوه
الاحد 1 شعبان 1440هـ



 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(200)

 

القطع هو الحجة لا العقل

سبق أن العقل حجةٌ في مستقلاته وانه مُورِثٌ للقطع في أحكامه أو مدركاته، وأن بناء العقلاء وسيرتهم بما هم عقلاء كاشف قطعي عن حكم العقل، ولكن قد يعترض على ذلك بما سبق([1]) ونعيد بيانه بعبارة أخرى مع إضافات، وهو:

إن القطع هو الحجة ذاتاً لا العقل ولذا تدور الحجية مدار إفادته القطع إذ لو أفاد الظن (في الشرعيات) لما كان حجة، فهو كالأحلام والرمل والاسطرلاب، إذ انها ليست بحجة([2]) وإن أفادت القطع فانه يقال ان القطع الحاصل منها حجة وليست هي الحجة، وفي الحقيقة فان القطع واسطة في العروض بالنسبة إليها لا الثبوت، أي انه المتصف بالحجية حقيقةً فهو معروضها وليس واسطة في ثبوت الحجية للعقل أو للمنامات وشبهما.

 

الجواب: بل هو الحجة ذاتاً، وليس القطع واسطة في عروضٍ ولا ثبوتٍ

والجواب: ان العقل حجة بذاته وليس القطع واسطة في ثبوت الحجية له فكيف بان يكون واسطة في العروض؟، عكس الأحلام إذ ليست بنفسها حجة كما ليس القطع واسطة في ثبوت الحجية لها بل هو المعروض لها([3]).

دليلنا: العقل والبرهان والشرع والوجدان فانها متطابقة على ان العقل حجة في مستقلاته([4]) وان وصف الحجية هو له حقيقة وبالحمل الشائع لا لأمر آخر، فهو كالوحي الذي لا يمكن ان يقال فيه بانه إذا أفاد القطع فهو حجة وان الحجية هي للقطع الحاصل منه لا له.

 

تفصيل الجواب حسب معاني الحجية

وببيان أكثر تفصيلاً: ان تحقيق المعنى المراد من (الحجية) يعطي البرهان على ما ذكر فان الحجية تارة تفسر بالكاشفية وأخرى بلزوم الإتباع وثالثة بالمعذرية والمنجزية (وقس عليها سائر معانيها التي انهيناها إلى عشرة في كتاب الحجة معانيها ومصاديقها):

 

1- العقل كاشف دون القطع ودون الأحلام

فإن أريد بالحجية الكاشفية فان من الواضح ان العقل كاشف عن الحقيقة مائة بالمائة في دائرة مستقلاته([5])، كما ان خبر الثقة كاشف مثلاً بنسبة ثمانين بالمائة، والاستصحاب كاشف بنسبة ستين بالمائة مثلاً([6])، واما الأحلام فغاية الأمر انها كاشفة بنسبة عشرة بالمأة مثلاً ومخطئة بنسبة تسعين بالمائة، ولذلك يتصف العقل بالحجية دون الأحلام فانه الكاشف حقيقة دونها، ثم انه هو المتصف بالحجية دون القطع إذ القطع مقسم العلم والجهل المركب فكيف يتصف بالكاشفية مائة بالمائة؟ غاية الأمر كاشفيته، بنحو القضية الحقيقية([7])، خمسين بالمائة عن الواقع بل النسبة أقل من ذلك لوضوح ان أكثر قطع الناس في أصول الدين([8]) جهل مركب والقطع المطابق للواقع في أصول الدين خاص بأقلية البشر، نعم ستنقلب المعادلة في زمن ظهور الإمام عليه من الله الصلاة والسلام.

والحاصل: ان العقل هو الكاشف والمدرك، والقطع ليس بكاشف إلا في الجملة أي في بعض أفراده وهو العلم على انه([9]) الانكشاف وليس الكاشف أي ان انكشاف المعلوم لدى العالم هو العلم لا أمر آخر ثبتت له صفة الكاشفية ولو أطلق عليه الكاشف فتوسع ومجاز إلا على تفسير العلم بالصورة الحاصلة، وهو غير دقيق ولا صحيح. فتدبر، وتحقيقه بناء على مختلف الأقوال في حقيقة العلم من انه إضافة اشراقية أو انفعال أو كيفية نفسية أو غير ذلك، ومن انه حصولي وحضوري، في محله.

 

2- العقل يلزم إتباعه دون الأحلام

وإن أريد بالحجية لزوم الإتباع، فان العقل هو الذي يلزم إتباعه، كالوحي تماماً، دون القطع لما سبق من ان القطع مقسم الجهل المركب، وإلا لزم ان لا يكون الوحي ثم كلام الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو الواجب إتباعه بل القطع أو الاطمئنان الحاصل منه.

 

العقل منجز معذر دون القطع بل الجهل([10]) المنجز لا الجزم

وإن أريد بالحجية المعذرية والمنجزية فان العقل هو المنجز والمعذر (لو فرض خطأه، ولا نفترض فيه ذلك) كما ان الوحي هو المنجز والمعذر، كما ان خبر الثقة كذلك دون الأحلام وشبهها، اما القطع فليس مدار التنجيز والإعذار، ولذلك لو قطع على خلاف الواقع وكان مقصراً في المقدمات كان غير معذور وإن توهمه.

بعبارة أخرى: ان مدار التنجيز والإعذار ليس هو القطع أبداً بل هو اما الحجج المعهودة من عقلٍ وعلم ووحي وخبر ثقة وقول خبير وشبه ذلك، واما الجهل عن قصور. توضيحه: ان القطع غير المطابق للواقع في حقيقته مركب من جهل وجزم أي من جهل بالواقع وجزم بخلافه، ومدار الإعذار هو الجهل والقصور لا الجزم([11])؛ والدليل انه يدور مداره دونه ولذا لو جهل عن قصور كان معذوراً ولو قطع بخلاف الواقع عن تقصير كان غير معذور، فظهر ان الفارق هو القصور والتقصير وان المدار ليس كونه قطعاً أو جهلاً فتدبر وتأمل إذ ناقشنا في ذلك في بعض الكتب([12]) وأجبنا عنه فراجع.

لا يقال: القطع منجز أو معذر لدى القاطع، ولا يمكن تكليفه بضده؟

إذ يقال: أجبنا عن ذلك في كتاب (الحجة معانيها ومصاديقها) بعدة أجوبة، ومنها: ان ما بالاختيار لا ينافي الاختيار وان المقدور بالواسطة مقدور فاذا كان قطعه مخالفاً للواقع وكان عن تقصير كان مؤاخَذاً غير معذور فلا يشفع له قطعه، وذلك نظير من رمى نفسه من شاهق فانه حين سقوطه وإن كان غير قادر على إمساك نفسه فلا يصح خطابه حينئذٍ لكنه يصح عقابه لتقصيره في المقدمات وان ما بالاختيار لا ينافي الاختيار.

واما ان العقل ليس بحجة في ظنياته، فسيأتي الجواب عنه بإذن الله تعالى.

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

 

قال الإمام الكاظم عليه السلام: ((وَكُنْ فِي الدُّنْيَا كَسَاكِنِ الدَّارِ لَيْسَتْ لَهُ، إِنَّمَا يَنْتَظِرُ الرَّحِيلَ‏)) (تحف العقول: ص398).

 

 

--------------------------------------------

([1]) في الدرس (198).

([2]) إلا توسعاً وتسامحاً.

([3]) أي للحجية.

([4]) ومطلق ما حكم به على حسب ما حكم به إن قطعاً فقطعاً أو ظناً فظناً، كما سيأتي.

([5]) وثمانين بالمائة مثلاً في ظنياته – على القول بثبوتها – وسيأتي.

([6]) ولذا ذكرنا في بعض الكتب ان درج الاستصحاب في الأصول العملية مسامحة وان سوقه بعصا واحدة مع البراءة غلط أو تسامح إذ أصل البراءة مبني على الشك والجهل قيداً لا ظرفاً والاستصحاب مبني على كاشف نوعي أضعف من الامارات، ولذا عبروا عنه بانه أصل تنزيلي على اننا نراه امارة ضعيفة، فراجع ما ذكرنا.

والحاصل: ان هناك وهماً، وشكاً، ثم ظناً ضعيفاً نوعياً ثم ظناً قوياً نوعياً ثم الاطمئنان فالعلم ولكل منها أحكام.

([7]) أي لا لدى القاطع نفسه فانه يتوهم انه مصيب مائة بالمائة.

([8]) بل وفي كثير من الأمور الأخرى.

([9]) أي العلم.

([10]) الذي في ضمنه.

([11]) وإن كان عن تقصير.

([12]) في كتاب (الحجة معانيها ومصاديقها) وغيره أيضاً.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 1 شعبان 1440هـ  ||  القرّاء : 3709



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net