[فائدة لغوية، تفسيرية، فقهية - المكاسب الدرس 313]
معاني كلمة الفتنة في آية" وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ "
ان الكلمات القرآنية وما تكتنزه من معان بحر زخار لا يفنى ولا يبلى , وفهم هذه العاني واستظهارها يؤدي الى التفقه في الكتاب العظيم والذي هو رسالة الحق الى الخلق من اجل كمالهم و هدايتهم ونجاتهم دنيا وآخرة , ومن هذه الكلمات (الفتنة ) في قوله تعالى :(وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ)([1]) , وقد حاول البعض الاستدلال بها على حرمة النميمة كما حكاه الشيخ في المكاسب([2]), ولكن الاستدلال بالآية الكريمة يتوقف على تحقيق معنى (الفتنة) في الآية الشريفة والروايات المباركة، والأقوال أو المحتملات فيها خمسة:
الأقوال والمحتملات في معنى الفتنة
أ- الشرك
الأول: ان المراد بها الشرك أو الكفر، وقد دلت على ذلك بعض الروايات كما فيما رواه في نهج البيان عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) (الفتنة هنا الشرك)([3]) فعليه فالآية أجنبية عن النميمة.
ب- التعذيب
الثاني: إن المراد به التعذيب (أو العذاب)، وهو وإن كان أحد المعاني التي ذكرها البعض للفتنة إلا انه لا دليل على إرادته من الآية حتى مع قطع النظر عن الرواية؛ فانه محتمل لا غير ولا قرينة تدل
عليه.
ج – إيجاد الاختلاف في صفوف المسلمين
الثالث: ما استظهره الميرزا التبريزي من (فإن ظاهرها – بملاحظة صدرها – إيقاع الفتنة بين المؤمنين وتفريق صفوفهم في مقابل الكفار فإن هذا أكبر من قتل المؤمن.
د- النميمة التي تستدعي سفك الدماء و...
الرابع: إن المراد من (الفتنة) خصوص النميمة التي تؤدي إلى سفك الدماء وهتك الأعراض وسحق الحقوق وهدر الأموال، وفي المقام: التي تؤدي إلى انكسار الجيش الذي يؤدي إلى ذلك.
و- مطلق النميمة
الخامس: إن المراد من (الفتنة) مطلق النميمة
هذه معان خمسة لابد من الموازنة بينها ثم استظهار المناسب منها[4]
============================================
([1]) البقرة: 217.
([2]) قال (قيل: وهي المرادة بقوله تعالى: (والفتنة أكبر من القتل)) أقول: وعدم رده دليل الارتضاء وإن كان قوله قيل دليل التمريض ولعله متوقف. فتأمل
([3]) على ما نقله عنه في تفسير البرهان.
[4] ولمن أراد المزيد وتحقيق المعنى المراد مراجعة درس313/المكاسب المحرمة/ بحث النميمة
الموضوع السابق
