||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 كتاب المعاريض والتورية

 357-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (6) مرجعية العقل والنقل في التأويل

 346- فائدة أصولية فقهية النسبة بين الاحتياط الأصولي والفقهي

  302- وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه (7) هل روايات (السباب) متعارضة او متزاحمة

 89- فائدة حِكَمية: أقسام المعقولات

 134- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام):((إنّا لا نعد الفقيه منهم فقيهاً حتى يكون محدثاً))

 227- منهجية المشاهد التصويرية والادب التصويري في الدعوة الى الله تعالى

 453- فائدة أصولية: دلالة سيرة المسلمين على صحة معاملة الصبي الراشد بإذن وليه

 407- فائدة أصولية: تأثير أحد المتضايفين على الآخر في التضييق والتوسيع

 144- الامام السجاد (عليه السلام) رائد النهضة الحقوقية (حقوق الانسان) بين الاهمال النظري والانتهاك العملي



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 94

  • المواضيع : 4605

  • التصفحات : 32547565

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : محاضرات في التفسير .

        • الموضوع : 027 - {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (6) كيف تتغلب على ثورة الغضب والجبن والخوف؟ (من المقابر والفشل ...) .

027 - {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (6) كيف تتغلب على ثورة الغضب والجبن والخوف؟ (من المقابر والفشل ...)
الإثنين 20 ربيع الآخر 1447هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.

كيف تتغلب على ثورة الغضب

وعلى الجبن والخوف؟

(6)

قال الله العظيم في كتابه الكريم: Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO[1].

المقدمة: البحث سيتمحور، بإذن الله تعالى، حول بعض أهم طرق وآليات التغلب على الملكات الرذيلة، والصفات السلبية، أو الطباع السيئة التي يُبتلى بها الكثير من الناس، كالجبن، والخوف، وقاهرية القوة الغضبية، والإدمان على المسكرات، والمخدرات، ومطلق المعاصي، كالإدمان على غيبة الناس وتهمتهم، أو على النميمة، أو على الرياء والسمعة، أو على حب الشهرة والرياسة، أو على ظلم الزوجة والأولاد، أو الموظفين، أو على الرشوة، والاختلاس، والغش، والربا، وشبه ذلك.

وأنّ أهم آليات ذلك: الإيحاء الذاتي، والاستعانة بالقوة المتخيلة، لكبح جماح القوة المتخيلة تارة، ولتقوية موقع القوة المتعقلة أخرى، وذلك كله على ضوء بصائر منوعة وهامة في الآية القرآنية الكريمة Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO، وعلى حسب بعض قواعد علم الكلام كـ (تجسّم الأعمال) وقواعد علم النفس كالاستجابة الشرطية.

بصائر قرآنية في آية التغيير

ولنبدأ أولاً ببعض البصائر القرآنية، على ضوء الآية الكريمة:

1- إنَّ المستفاد من الآية الشريفة أنَّ التغيير ممكن وليس ممتنعاً كما قد يتوهّمه الكثيرون في الكثير من الأحوال؛ حيث يلمس الناس بل ويعيشون سوء أحوال بلادنا، وتحكُّم الاستبداد والفساد فيها، والتخلّف، والتحزب والتناحر، وغير ذلك، فيبدو الأفق لديهم قاتماً، ويُخيّم اليأس على نفوسهم تماماً.. كلا.. ذلك أن الآية الشريفة تعطي الأمل الصادق بالتغيير الكبير أو الشامل.

2- ولكن هذا التغيير الممكن، يخضع لآليّات، فمن اتّبعها وصل، وإلّا فلا، إذ:

وَما نَيلُ المـَطالِبِ بِالتَمَنّي
 

 

وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
 

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
 

 

إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
 

3- وهذا التغيير لا يكون عادةً بعاملٍ غيبيّ خارجيّ، وهو التدخّل الإعجازيّ الإلهيّ المباشر، بل يكون عادةً بعامل داخليّ يخضع لإرادة الإنسان نفسه Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO.

4- ويُستفاد من الآية الكريمة أنَّه لا جبر ولا تفويض، بل أمرٌ بين أمرين، فإنَّه إذا كانت حركة المجتمع (والتاريخ) جبريّة، وإذا كانت صفات الإنسان لا اختياريّة، فكيف يقول تعالى: Pحَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO؟ كما أنه لا تفويض، لأنَّه تعالى هو القاهر فوق عباده، فإنَّ الأمرَ كلَّه لله وهو الذي يُغيّر ما بقومٍ، ولكن جرَت مشيئته على أن يُغيّر إذا غيّروا ولا يغير إذا لم يغيروا، لا أن يُغيّر إذا لم يُغيّروا، ولا أن لا يُغيّر إذا غيّروا، فكلّه تحت إرادته Pوَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُO[2]، وقد منحنا القدرة على الاختيار وهو القادر على الإعطاء والمنع.

5- وهذه هي سنّة الله تعالى في الحياة: أن تبدأ التغيير من نفسك، كي تتعلّق إرادة الله التكوينيّة بتغيير ما بك، Pوَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْديلاًO[3].

6- والحقائق الآنفة مؤكّدة بشكلٍ لا يرقى إليه الشكّ، ولذا أكّدها تعالى بـ PإنَّO الثقيلة.

7- ولكن هل التغيير تدريجيّ أو دفعيّ؟

إذ الصور أربعة:

- أن نُغيّر تدريجيّاً، فيُغيّر الله تعالى ما بنا تدريجيّاً.

- أن نُغيّر دفعةً، فيُغيّر دفعةً.

- أن نُغيّر تدريجاً، فيُغيّر دفعةً.

- العكس، أي أن نُغيّر دفعةً، فيُغيّر تدريجاً.

هذا ما سنبحثه إن شاء الله تعالى في بحثٍ قادم، مع بصائر أخرى.

ومن هنا ننطلق إلى سبعة عناوين أو أكثر:

العنوان الأول: كيف نتغلّب على الخوف؟

فإنّ كثيراً من الناس، من رجالٍ ونساءٍ أو أطفال، مُبتلى بالخوف من المقابر، أو من الجنّ، أو من بعض الحيوانات حتّى الصغيرة، أو حتّى الحشرات، وهناك المبتلى بالخوف من الامتحانات أو من الفشل.. وهكذا.

ومن الطريف أن نتدبر في القضية التالية وهي: أنّ جماعةً من الناس في إحدى القرى التي تقع المقابر الموحشة خارجها، تداولوا بينهم: هل يوجد شخص شجاع إلى درجة أن يذهب إلى المقبرة المظلمة الموحشة في منتصف الليل، بمفرده، ودون سلاحٍ ولا مصباح؟

فتقبّل أحدهم التحدّي، وقال: ذلك سهل، لكنهم قالوا: نحتاج شاهد صدق.

فقال: وما هو؟ قالوا: نعطيك في منتصف الليل مسماراً طويلاً وشاكوشاً، ثم تنطلق وحدك من طرف القرية، ثم تدخل المقبرة، إلى أن تتوسّطها، وتدقّ هذا المسمار في وسطها، وتخرج، وسنذهب أول تباشير الصباح كي نكتشف الوضع والصدق من الكذب..

فوافق على ذلك وأخذ المسمار وأنطلق، ودخل المقبرة، لكنه لم يخرج، وكلّما انتظروه، لم يجدوا له أثراً.. وحيث كان الخوف قد تملّكهم بشدّة، لم يجرؤوا على دخول المقبرة لاستطلاع الحال، إذ خشوا أن يصيبهم ما أصابه (من الجنّ أو الأرواح!!) – وفي الصباح، عندما دخلوا المقبرة، وجدوه ميّتاً!

ولكن الغريب في الأمر أنّه لم يمت من جنٍّ ولا غيره (فإنّه مجرّد توهُّم عادةً)، بل مات من الخوف الشديد، والصدمة الفُجائية العنيفة.. وذلك لأنّه، عندما وصل منتصف المقبرة، جلس ليدقّ المسمار في الأرض، إلّا أنّه دقّ المسمار على ثوبه (طرف ثوبه – الطويل)، فتسمّر ثوبه في الأرض عبر المسمار (وهو لا يرى طبعاً لشدّة الظلمة)، وعندما أراد أن يقوم، أحسّ فجأةً بأنّ شيئاً أمسكه بقوّةٍ شديدة، فتصوّره جنّيّاً مارداً!!، فاعتراه أشدّ الخوف، حتّى أُصيب بالجلطة، ومات، إذ لم يخطر بباله أنّ السبب طبيعيّ تماماً، وهو أنّه إنّما دقّ ثوبه في الأرض؟

أقول: أنّ غالب تصوّرات الناس ومخاوفهم من الجنّ وغيره، هي من هذا القبيل، أي أنّهم يجهلون السبب الواقعيّ، فيتصوّرون الجنّ، أو الأرواح، هي التي تقف وراء ما حدث لهم أو لجارهم!!، فإذا عرف الإنسان ذلك، فإنّه كثيراً ما لا يكفيه لاقتلاع جذور الخوف، بل عليه بتكرار الإيحاء الذاتي، والتلقين، والاستعانة بالقوّة المتخيَّلة على القوّة المتخيَّلة، بمعنى أنّ قوّته المتخيّلة كثيراً ما ترفض التفسيرات المنطقيّة كالتفسير السابق، فعليه أن يُطوّعها لكي تذعن وتتصوّر عكس ذلك، بأن يتجسّد في ذهنه أمثال هذه القضيّة بوضوح، ويُلقِّن نفسه دوماً: بأنّ ما أصابني من مرضٍ، أو فشل أو إفلاسٍ، أو... ليس من الجنّ ولا من الأرواح الخبيثة.. ويُكرّر ذلك، ويُكرّر.. ويلقن نفسه بأن ما أصابه كان إمّا بسوء إدارته للملفّ الماليّ أو للصحّة، أو بسبب ظروف عالميّة أو محليّة قاهرة، أو غير ذلك.

وللإيحاء النفسيّ والتلقين المستمرّ، خاصّةً مع الاستعانة بالقوّة المتخيَّلة، وتجسيد المشاهد الإيجابيّة والسلبيّة، قوّةُ تأثيرٍ وتغييرٍ كبيرة.

وقد نُقِل أنَّ غاندي كان في طفولته جباناً جدّاً، إلى درجة أنَّه كان يخاف من ظِلّه ويهرب منه، إذ كان يتصوّر، بعقله الطفولي، أنَّه جنٌّ يُلاحقه، فكان يهرب منه، ثمّ ينظر خلفه، فيراه مصرّاً على اللّحاق به! فيزداد خوفاً، ويُسرع أكثر، حتّى يصل إلى منزله، فيدخل الغرفة مسرعاً، حتّى إذا رأى الظلَّ اختفى، اطمأنّ..

لكنه كان يملك أمّاً حكيمة، فأوصته أن يلقّن نفسه باستمرار: أنا شجاع.. أنا شجاع.. أنا شجاع.. وهكذا فعل.. واستمرّ.. حتّى وصل في كِبَره إلى درجةٍ عاليةٍ من الشجاعة، حتّى إنَّه كان يمشي في الليلة المقمرة، في الغابة الخطرة، بمفرده، بدون أن يستشعر الخوف أبداً، مع أنَّ الغابة في الليل مخيفةٌ جدّاً، خاصّةً إذا كانت مقمرة، إذ تُلقي حينئذٍ الأشجار بظلالها على الأنحاء، فتخلق جوّاً مُخيفاً..

كما كان يسكن أحياناً في خيمةٍ على مشارف الغابة، فتزحف إليها العقارب، والأفاعي، فلا يخاف منها، بل كان يأخذها بطريقةٍ فنّية، ويرميها بعيداً، ثمّ يعود ليستريح غير متخوف من العقارب أو الحيات القادمة!

العنوان الثاني: كيف نقضي على الإدمان على المعاصي؟

وذلك هو السبيل أيضاً إلى التغلّب على إدمان المخدّرات والمسكرات، وإدمان الغيبة والنميمة، وإدمان السرقات المقنّعة، وغيرها من رشوةٍ، وغشٍّ، وغير ذلك، فإنّ الإنسان، وإن اقتنع بأنّ هذه معصية، وتلك معصية، ولكنّه قد لا يرتدع عن فعلها، حيث تُسوِّل له نفسه، ويُزيِّن له شيطانُه، فعليه حينئذٍ الاستعانة، بعد الدعاء والتضرّع إلى الله جل اسمه، والتوسّل بالرسول وآله، بالقوّة المتخيّلة، وأن يتمثل أو يتجسّد المعاصي وآثارها في مخيّلته.

والقضيّتان التاليتان توضّحان لنا جوانبَ من ذلك:

الأولى: قال أبو عبد الله (عليه السلام): Sإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ[4]، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: ائْتُوا بِحَطَبٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ، مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ، قَالَ: فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ، فَجَاءُوا بِهِ حَتَّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ، بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ، ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ طَالِباً أَلَا وَإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ Pما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ[5]O R[6].

والرواية شديدة الدلالة، إذ كان من السهل أن يقول لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ المعاصي تجتمع وتتكاثر، فاحذروا حتّى المحقّرات منها، لكنّه بدل ذلك، حيث كان يعلم (صلى الله عليه وآله) أنّه لا يكفي لردع الكثيرين، استعان بتشبيه المعقول بالمحسوس: والمعقول: اجتماع المعاصي، والمحسوس: تجمّع تلٍّ من الأشواك وقِطَع الحطب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك رغم أنّ الأرض كانت جرداء وقرعاء ويبدو أنّه لا حطب فيها أصلاً، فهكذا المحقّرات من الذنوب تبدو لك لا شيء، لكنّك لو تبصّرت في المثال الذي ضربه (صلى الله عليه وآله)، عرفت أنّها باجتماعها تشكّل كمية كبيرة خطيرة.

الثانية: ما سمعته من أحد العلماء الكبار، من قضيّة عابد في بني إسرائيل، لعله قال إنّه كان من عباد بني إسرائيل وأنه كان يُسمّى بـ (ثويّة بن ضمّة)، وإنّه كان متورّعاً عن المعاصي، لكنّه، بعد أن بلغ سنّاً متقدّمة، ولنفرضها 70 سنة، فكّر مع نفسه ذات يوم، وقال: هَب أنّني عصيت الله تعالى كلّ يومٍ معصيةً واحدةً فقط: من كذبةٍ بيضاء مثلاً (مع أنّ الكذب كلّه أسود، وكلّ كذب كبيرة من الكبائر، ولا توجد كذبةٌ بيضاء أصلاً، لكنّه تسويل إبليس)، أو غِيبة، أو نظرة إلى أجنبيّة، أو ظلم لقريب أو بعيد، أو... (أقول: ذكر بعضهم أنّ أحد العلماء نصح شخصاً بأن يأخذ مسبحة، وكلّما عصى معصيةً عدَّ خرزةً منها، كي يعرف كم معصيةً ارتكبها في ذلك اليوم.. فإذا به يجد أنّه قد أدار مسبحته إلى نهاية ذلك اليوم مرتين أو ثلاثاً! إذ ما أكثر ما ينظر الشاب أو غيره إلى النساء، وما أكثر الغيبة، حتّى في المجلس الواحد... إلخ).

والشاهد: أنّه خمّن مع نفسه، أنّه لو عصى كلَّ يومٍ معصيةً واحدة فقط، واستمرّ ذلك خمسين سنة، لقارب ثمانية عشر ألفَ معصية![7]

فعندما تفكّر في ذلك – ويبدو أنّه تجسّد معنى المعصية وخطورتها أمام رَبِّ الأرباب – اعتلَّ، ومرض، وازداد مرضه شدّةً، حتّى شهق شهقةً فمات.

ويُذكّرنا ذلك بقصّة همّام مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام[8].

وأقول: لا يكفي لكثيرٍ من الناس مجرّد تصوّر تراكم هذا العدد الكبير من المعاصي، بل عليهم مع ذلك أن يتجسّدوا المعصية نفسها، مستعينين بالقوّة المتخيّلة، على شكل متجسّد، كأن يتخيّل الغيبة كأكل لحم الميت الإنساني، كما قال تعالى: Pأَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُO[9]، بل يزيد على ذلك بأن يتصوّرها جثّةً مُنتنةً، وهو يأكل منها، فكلّما أراد أن يغتاب، جسّد أمام ناظريه أنّ الغيبةَ هي هكذا.. وكذلك عليه أن يتجسّد الكذب بشكل ثعبان، وظُلمُ الزوجة، والأولاد، والجيران، والمنافسين، والعمال، والموظفين، بشكل ذئابٍ وضِباعٍ تحيط به، وتهاجمه من كلِّ حدبٍ وصوب.

وذلك هو ما يسمّى كلاميّاً بـ (تجسّم الأعمال)، والمطروح في علم النفس باسم (الاستجابة الشرطية) التي طرحها بافلوف، حيث يُحدِثُ بذلك ربطاً قوياً بين هذا المعنى المعقول (الغيبة، الظلم، الاغتصاب...)، وذلك الشكل المحسوس: الحيوان المفترس الضاري، والنار المحرقة كما قال تعالى: ﴿إِنَّما يَأْكُلُونَ في‏ بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعيراًO[10].

نعم الظاهر: أنّ الصفات الرذيلة، وحالات الناس، وعمق درجة إدمانهم واعتيادهم، وكذلك قوّة شخصيّاتهم، مختلفة، لذلك قد يحتاج أحدهم إلى تركيز أكبر، وإيحاء أكثر، وتخيّل وتجسّد أعمق، ومدّة أطول، عكس غيره.

العنوان الثالث: كيف نتغلب على النسيان؟

والنسيان هو الداء الذي يعاني منه أكثر الطلّاب والأساتذة، وكل من يعتمد على ذاكرته في حياته أو في تطوير أعماله، كالطبيب، والمهندس، والمفكّر، وغير ذلك.

وللنّسيان أسباب كثيرة، لكنّ موطن الشاهد الآن: أنَّ منها الإيحاءَ الذاتيّ والتلقين، والذي تمكن مكافحته بعكس اتجاه الإيحاء والتلقين، فإنّ من المعروف أنّ كثيراً من الناس يكرّرون في أنفسهم، وفي أحاديثهم مع غيرهم: لقد أصبحت كثير النسيان... لا يمكنني أن أتذكر الدروس والقوائم... ذاكرتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم... و... وهو بذلك، من حيث لا يدري، يزيد الطّين بلّة! ذلك أنَّ المخَّ يستجيب للإيحاء والتلقين إلى درجةٍ كبيرة، حتّى لو كان المرء عالماً بأنّه كاذب، إلّا أنّه يتأثّر به، نتيجة تخزين الوعي الباطن لكلّ كلمةٍ تقال، أو فكرة، أو صورةٍ تخطر بالبال، في أعماق منطقة اللاوعي.

وكلّما ملأ الإنسان منطقة اللّاوعي بالأحاديث السلبيّة، أو الإيجابيّة، أو الصور المبهجة أو المحزنة، وكلّما استرجع الذكريات السعيدة أو الحزينة أكثر فأكثر، ازداد تأثير اللّاوعي الباطن على منطقة الوعي الظاهر أكثر فأكثر، وذلك كلّما تعامل مع ما يضخه إليه اللّاوعي، وكأنّه حقيقةٌ واقعةٌ..

وتلك هي الاستراتيجيّة التي يبتني عليها الإعلام العالمي، والتي وجدت أصداؤُها بالفعل على الشعوب.

وتلك هي استراتيجيّة لينين القائل: (اكذب، ثمّ اكذب، ثمّ اكذب، حتى يصدّقك الناس).

لا يقال: الكذب على النفس أيضاً محرَّم؟ إذ لا فرق بين أن تكذب على الغير، أو أن تكذب على النفس، ولو بدواعي حميدة، كأن يخاطب الجبان نفسه: أنا شجاع، أنا شجاع، أنا شجاع... أو يخاطب ضعيف الذاكرة نفسه: أنا قوي الذاكرة، قوي الذاكرة، قوي الذاكرة... إلخ.

إذ يقال: الكذب موضوع عرفي، ولا يعد حديث النفس الداخلي، خصوصاً إذا لم ينطق به كذباً، على أنّه لو نطق به، وقيل إنّه كذبٌ بالحمل الشائع الصناعي، لأمكن القول بانصراف أدلّة الكذب عنه.

وقد سبق في البحث السابق: والأفضل أن تتخيّل المسألة المعقدة كصورة متحرّكة: فتتخيّل الأجداد الثمانية، وتتصوّر إرث كلٍّ منهم، لو قسّمت التركة إلى 108 سهماً، وهي أبسط طريقة للحفظ... هكذا:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.

كيف تتغلب على ثورة الغضب

وعلى الجبن والخوف؟

(6)

قال الله العظيم في كتابه الكريم: Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO[1].

المقدمة: البحث سيتمحور، بإذن الله تعالى، حول بعض أهم طرق وآليات التغلب على الملكات الرذيلة، والصفات السلبية، أو الطباع السيئة التي يُبتلى بها الكثير من الناس، كالجبن، والخوف، وقاهرية القوة الغضبية، والإدمان على المسكرات، والمخدرات، ومطلق المعاصي، كالإدمان على غيبة الناس وتهمتهم، أو على النميمة، أو على الرياء والسمعة، أو على حب الشهرة والرياسة، أو على ظلم الزوجة والأولاد، أو الموظفين، أو على الرشوة، والاختلاس، والغش، والربا، وشبه ذلك.

وأنّ أهم آليات ذلك: الإيحاء الذاتي، والاستعانة بالقوة المتخيلة، لكبح جماح القوة المتخيلة تارة، ولتقوية موقع القوة المتعقلة أخرى، وذلك كله على ضوء بصائر منوعة وهامة في الآية القرآنية الكريمة Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO، وعلى حسب بعض قواعد علم الكلام كـ (تجسّم الأعمال) وقواعد علم النفس كالاستجابة الشرطية.

بصائر قرآنية في آية التغيير

ولنبدأ أولاً ببعض البصائر القرآنية، على ضوء الآية الكريمة:

1- إنَّ المستفاد من الآية الشريفة أنَّ التغيير ممكن وليس ممتنعاً كما قد يتوهّمه الكثيرون في الكثير من الأحوال؛ حيث يلمس الناس بل ويعيشون سوء أحوال بلادنا، وتحكُّم الاستبداد والفساد فيها، والتخلّف، والتحزب والتناحر، وغير ذلك، فيبدو الأفق لديهم قاتماً، ويُخيّم اليأس على نفوسهم تماماً.. كلا.. ذلك أن الآية الشريفة تعطي الأمل الصادق بالتغيير الكبير أو الشامل.

2- ولكن هذا التغيير الممكن، يخضع لآليّات، فمن اتّبعها وصل، وإلّا فلا، إذ:

وَما نَيلُ المـَطالِبِ بِالتَمَنّي
 

 

وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
 

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
 

 

إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
 

3- وهذا التغيير لا يكون عادةً بعاملٍ غيبيّ خارجيّ، وهو التدخّل الإعجازيّ الإلهيّ المباشر، بل يكون عادةً بعامل داخليّ يخضع لإرادة الإنسان نفسه Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO.

4- ويُستفاد من الآية الكريمة أنَّه لا جبر ولا تفويض، بل أمرٌ بين أمرين، فإنَّه إذا كانت حركة المجتمع (والتاريخ) جبريّة، وإذا كانت صفات الإنسان لا اختياريّة، فكيف يقول تعالى: Pحَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO؟ كما أنه لا تفويض، لأنَّه تعالى هو القاهر فوق عباده، فإنَّ الأمرَ كلَّه لله وهو الذي يُغيّر ما بقومٍ، ولكن جرَت مشيئته على أن يُغيّر إذا غيّروا ولا يغير إذا لم يغيروا، لا أن يُغيّر إذا لم يُغيّروا، ولا أن لا يُغيّر إذا غيّروا، فكلّه تحت إرادته Pوَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُO[2]، وقد منحنا القدرة على الاختيار وهو القادر على الإعطاء والمنع.

5- وهذه هي سنّة الله تعالى في الحياة: أن تبدأ التغيير من نفسك، كي تتعلّق إرادة الله التكوينيّة بتغيير ما بك، Pوَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْديلاًO[3].

6- والحقائق الآنفة مؤكّدة بشكلٍ لا يرقى إليه الشكّ، ولذا أكّدها تعالى بـ PإنَّO الثقيلة.

7- ولكن هل التغيير تدريجيّ أو دفعيّ؟

إذ الصور أربعة:

- أن نُغيّر تدريجيّاً، فيُغيّر الله تعالى ما بنا تدريجيّاً.

- أن نُغيّر دفعةً، فيُغيّر دفعةً.

- أن نُغيّر تدريجاً، فيُغيّر دفعةً.

- العكس، أي أن نُغيّر دفعةً، فيُغيّر تدريجاً.

هذا ما سنبحثه إن شاء الله تعالى في بحثٍ قادم، مع بصائر أخرى.

ومن هنا ننطلق إلى سبعة عناوين أو أكثر:

العنوان الأول: كيف نتغلّب على الخوف؟

فإنّ كثيراً من الناس، من رجالٍ ونساءٍ أو أطفال، مُبتلى بالخوف من المقابر، أو من الجنّ، أو من بعض الحيوانات حتّى الصغيرة، أو حتّى الحشرات، وهناك المبتلى بالخوف من الامتحانات أو من الفشل.. وهكذا.

ومن الطريف أن نتدبر في القضية التالية وهي: أنّ جماعةً من الناس في إحدى القرى التي تقع المقابر الموحشة خارجها، تداولوا بينهم: هل يوجد شخص شجاع إلى درجة أن يذهب إلى المقبرة المظلمة الموحشة في منتصف الليل، بمفرده، ودون سلاحٍ ولا مصباح؟

فتقبّل أحدهم التحدّي، وقال: ذلك سهل، لكنهم قالوا: نحتاج شاهد صدق.

فقال: وما هو؟ قالوا: نعطيك في منتصف الليل مسماراً طويلاً وشاكوشاً، ثم تنطلق وحدك من طرف القرية، ثم تدخل المقبرة، إلى أن تتوسّطها، وتدقّ هذا المسمار في وسطها، وتخرج، وسنذهب أول تباشير الصباح كي نكتشف الوضع والصدق من الكذب..

فوافق على ذلك وأخذ المسمار وأنطلق، ودخل المقبرة، لكنه لم يخرج، وكلّما انتظروه، لم يجدوا له أثراً.. وحيث كان الخوف قد تملّكهم بشدّة، لم يجرؤوا على دخول المقبرة لاستطلاع الحال، إذ خشوا أن يصيبهم ما أصابه (من الجنّ أو الأرواح!!) – وفي الصباح، عندما دخلوا المقبرة، وجدوه ميّتاً!

ولكن الغريب في الأمر أنّه لم يمت من جنٍّ ولا غيره (فإنّه مجرّد توهُّم عادةً)، بل مات من الخوف الشديد، والصدمة الفُجائية العنيفة.. وذلك لأنّه، عندما وصل منتصف المقبرة، جلس ليدقّ المسمار في الأرض، إلّا أنّه دقّ المسمار على ثوبه (طرف ثوبه – الطويل)، فتسمّر ثوبه في الأرض عبر المسمار (وهو لا يرى طبعاً لشدّة الظلمة)، وعندما أراد أن يقوم، أحسّ فجأةً بأنّ شيئاً أمسكه بقوّةٍ شديدة، فتصوّره جنّيّاً مارداً!!، فاعتراه أشدّ الخوف، حتّى أُصيب بالجلطة، ومات، إذ لم يخطر بباله أنّ السبب طبيعيّ تماماً، وهو أنّه إنّما دقّ ثوبه في الأرض؟

أقول: أنّ غالب تصوّرات الناس ومخاوفهم من الجنّ وغيره، هي من هذا القبيل، أي أنّهم يجهلون السبب الواقعيّ، فيتصوّرون الجنّ، أو الأرواح، هي التي تقف وراء ما حدث لهم أو لجارهم!!، فإذا عرف الإنسان ذلك، فإنّه كثيراً ما لا يكفيه لاقتلاع جذور الخوف، بل عليه بتكرار الإيحاء الذاتي، والتلقين، والاستعانة بالقوّة المتخيَّلة على القوّة المتخيَّلة، بمعنى أنّ قوّته المتخيّلة كثيراً ما ترفض التفسيرات المنطقيّة كالتفسير السابق، فعليه أن يُطوّعها لكي تذعن وتتصوّر عكس ذلك، بأن يتجسّد في ذهنه أمثال هذه القضيّة بوضوح، ويُلقِّن نفسه دوماً: بأنّ ما أصابني من مرضٍ، أو فشل أو إفلاسٍ، أو... ليس من الجنّ ولا من الأرواح الخبيثة.. ويُكرّر ذلك، ويُكرّر.. ويلقن نفسه بأن ما أصابه كان إمّا بسوء إدارته للملفّ الماليّ أو للصحّة، أو بسبب ظروف عالميّة أو محليّة قاهرة، أو غير ذلك.

وللإيحاء النفسيّ والتلقين المستمرّ، خاصّةً مع الاستعانة بالقوّة المتخيَّلة، وتجسيد المشاهد الإيجابيّة والسلبيّة، قوّةُ تأثيرٍ وتغييرٍ كبيرة.

وقد نُقِل أنَّ غاندي كان في طفولته جباناً جدّاً، إلى درجة أنَّه كان يخاف من ظِلّه ويهرب منه، إذ كان يتصوّر، بعقله الطفولي، أنَّه جنٌّ يُلاحقه، فكان يهرب منه، ثمّ ينظر خلفه، فيراه مصرّاً على اللّحاق به! فيزداد خوفاً، ويُسرع أكثر، حتّى يصل إلى منزله، فيدخل الغرفة مسرعاً، حتّى إذا رأى الظلَّ اختفى، اطمأنّ..

لكنه كان يملك أمّاً حكيمة، فأوصته أن يلقّن نفسه باستمرار: أنا شجاع.. أنا شجاع.. أنا شجاع.. وهكذا فعل.. واستمرّ.. حتّى وصل في كِبَره إلى درجةٍ عاليةٍ من الشجاعة، حتّى إنَّه كان يمشي في الليلة المقمرة، في الغابة الخطرة، بمفرده، بدون أن يستشعر الخوف أبداً، مع أنَّ الغابة في الليل مخيفةٌ جدّاً، خاصّةً إذا كانت مقمرة، إذ تُلقي حينئذٍ الأشجار بظلالها على الأنحاء، فتخلق جوّاً مُخيفاً..

كما كان يسكن أحياناً في خيمةٍ على مشارف الغابة، فتزحف إليها العقارب، والأفاعي، فلا يخاف منها، بل كان يأخذها بطريقةٍ فنّية، ويرميها بعيداً، ثمّ يعود ليستريح غير متخوف من العقارب أو الحيات القادمة!

العنوان الثاني: كيف نقضي على الإدمان على المعاصي؟

وذلك هو السبيل أيضاً إلى التغلّب على إدمان المخدّرات والمسكرات، وإدمان الغيبة والنميمة، وإدمان السرقات المقنّعة، وغيرها من رشوةٍ، وغشٍّ، وغير ذلك، فإنّ الإنسان، وإن اقتنع بأنّ هذه معصية، وتلك معصية، ولكنّه قد لا يرتدع عن فعلها، حيث تُسوِّل له نفسه، ويُزيِّن له شيطانُه، فعليه حينئذٍ الاستعانة، بعد الدعاء والتضرّع إلى الله جل اسمه، والتوسّل بالرسول وآله، بالقوّة المتخيّلة، وأن يتمثل أو يتجسّد المعاصي وآثارها في مخيّلته.

والقضيّتان التاليتان توضّحان لنا جوانبَ من ذلك:

الأولى: قال أبو عبد الله (عليه السلام): Sإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ[4]، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: ائْتُوا بِحَطَبٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ، مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ، قَالَ: فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ، فَجَاءُوا بِهِ حَتَّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ، بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ، ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ طَالِباً أَلَا وَإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ Pما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ[5]O R[6].

والرواية شديدة الدلالة، إذ كان من السهل أن يقول لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ المعاصي تجتمع وتتكاثر، فاحذروا حتّى المحقّرات منها، لكنّه بدل ذلك، حيث كان يعلم (صلى الله عليه وآله) أنّه لا يكفي لردع الكثيرين، استعان بتشبيه المعقول بالمحسوس: والمعقول: اجتماع المعاصي، والمحسوس: تجمّع تلٍّ من الأشواك وقِطَع الحطب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك رغم أنّ الأرض كانت جرداء وقرعاء ويبدو أنّه لا حطب فيها أصلاً، فهكذا المحقّرات من الذنوب تبدو لك لا شيء، لكنّك لو تبصّرت في المثال الذي ضربه (صلى الله عليه وآله)، عرفت أنّها باجتماعها تشكّل كمية كبيرة خطيرة.

الثانية: ما سمعته من أحد العلماء الكبار، من قضيّة عابد في بني إسرائيل، لعله قال إنّه كان من عباد بني إسرائيل وأنه كان يُسمّى بـ (ثويّة بن ضمّة)، وإنّه كان متورّعاً عن المعاصي، لكنّه، بعد أن بلغ سنّاً متقدّمة، ولنفرضها 70 سنة، فكّر مع نفسه ذات يوم، وقال: هَب أنّني عصيت الله تعالى كلّ يومٍ معصيةً واحدةً فقط: من كذبةٍ بيضاء مثلاً (مع أنّ الكذب كلّه أسود، وكلّ كذب كبيرة من الكبائر، ولا توجد كذبةٌ بيضاء أصلاً، لكنّه تسويل إبليس)، أو غِيبة، أو نظرة إلى أجنبيّة، أو ظلم لقريب أو بعيد، أو... (أقول: ذكر بعضهم أنّ أحد العلماء نصح شخصاً بأن يأخذ مسبحة، وكلّما عصى معصيةً عدَّ خرزةً منها، كي يعرف كم معصيةً ارتكبها في ذلك اليوم.. فإذا به يجد أنّه قد أدار مسبحته إلى نهاية ذلك اليوم مرتين أو ثلاثاً! إذ ما أكثر ما ينظر الشاب أو غيره إلى النساء، وما أكثر الغيبة، حتّى في المجلس الواحد... إلخ).

والشاهد: أنّه خمّن مع نفسه، أنّه لو عصى كلَّ يومٍ معصيةً واحدة فقط، واستمرّ ذلك خمسين سنة، لقارب ثمانية عشر ألفَ معصية![7]

فعندما تفكّر في ذلك – ويبدو أنّه تجسّد معنى المعصية وخطورتها أمام رَبِّ الأرباب – اعتلَّ، ومرض، وازداد مرضه شدّةً، حتّى شهق شهقةً فمات.

ويُذكّرنا ذلك بقصّة همّام مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام[8].

وأقول: لا يكفي لكثيرٍ من الناس مجرّد تصوّر تراكم هذا العدد الكبير من المعاصي، بل عليهم مع ذلك أن يتجسّدوا المعصية نفسها، مستعينين بالقوّة المتخيّلة، على شكل متجسّد، كأن يتخيّل الغيبة كأكل لحم الميت الإنساني، كما قال تعالى: Pأَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُO[9]، بل يزيد على ذلك بأن يتصوّرها جثّةً مُنتنةً، وهو يأكل منها، فكلّما أراد أن يغتاب، جسّد أمام ناظريه أنّ الغيبةَ هي هكذا.. وكذلك عليه أن يتجسّد الكذب بشكل ثعبان، وظُلمُ الزوجة، والأولاد، والجيران، والمنافسين، والعمال، والموظفين، بشكل ذئابٍ وضِباعٍ تحيط به، وتهاجمه من كلِّ حدبٍ وصوب.

وذلك هو ما يسمّى كلاميّاً بـ (تجسّم الأعمال)، والمطروح في علم النفس باسم (الاستجابة الشرطية) التي طرحها بافلوف، حيث يُحدِثُ بذلك ربطاً قوياً بين هذا المعنى المعقول (الغيبة، الظلم، الاغتصاب...)، وذلك الشكل المحسوس: الحيوان المفترس الضاري، والنار المحرقة كما قال تعالى: ﴿إِنَّما يَأْكُلُونَ في‏ بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعيراًO[10].

نعم الظاهر: أنّ الصفات الرذيلة، وحالات الناس، وعمق درجة إدمانهم واعتيادهم، وكذلك قوّة شخصيّاتهم، مختلفة، لذلك قد يحتاج أحدهم إلى تركيز أكبر، وإيحاء أكثر، وتخيّل وتجسّد أعمق، ومدّة أطول، عكس غيره.

العنوان الثالث: كيف نتغلب على النسيان؟

والنسيان هو الداء الذي يعاني منه أكثر الطلّاب والأساتذة، وكل من يعتمد على ذاكرته في حياته أو في تطوير أعماله، كالطبيب، والمهندس، والمفكّر، وغير ذلك.

وللنّسيان أسباب كثيرة، لكنّ موطن الشاهد الآن: أنَّ منها الإيحاءَ الذاتيّ والتلقين، والذي تمكن مكافحته بعكس اتجاه الإيحاء والتلقين، فإنّ من المعروف أنّ كثيراً من الناس يكرّرون في أنفسهم، وفي أحاديثهم مع غيرهم: لقد أصبحت كثير النسيان... لا يمكنني أن أتذكر الدروس والقوائم... ذاكرتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم... و... وهو بذلك، من حيث لا يدري، يزيد الطّين بلّة! ذلك أنَّ المخَّ يستجيب للإيحاء والتلقين إلى درجةٍ كبيرة، حتّى لو كان المرء عالماً بأنّه كاذب، إلّا أنّه يتأثّر به، نتيجة تخزين الوعي الباطن لكلّ كلمةٍ تقال، أو فكرة، أو صورةٍ تخطر بالبال، في أعماق منطقة اللاوعي.

وكلّما ملأ الإنسان منطقة اللّاوعي بالأحاديث السلبيّة، أو الإيجابيّة، أو الصور المبهجة أو المحزنة، وكلّما استرجع الذكريات السعيدة أو الحزينة أكثر فأكثر، ازداد تأثير اللّاوعي الباطن على منطقة الوعي الظاهر أكثر فأكثر، وذلك كلّما تعامل مع ما يضخه إليه اللّاوعي، وكأنّه حقيقةٌ واقعةٌ..

وتلك هي الاستراتيجيّة التي يبتني عليها الإعلام العالمي، والتي وجدت أصداؤُها بالفعل على الشعوب.

وتلك هي استراتيجيّة لينين القائل: (اكذب، ثمّ اكذب، ثمّ اكذب، حتى يصدّقك الناس).

لا يقال: الكذب على النفس أيضاً محرَّم؟ إذ لا فرق بين أن تكذب على الغير، أو أن تكذب على النفس، ولو بدواعي حميدة، كأن يخاطب الجبان نفسه: أنا شجاع، أنا شجاع، أنا شجاع... أو يخاطب ضعيف الذاكرة نفسه: أنا قوي الذاكرة، قوي الذاكرة، قوي الذاكرة... إلخ.

إذ يقال: الكذب موضوع عرفي، ولا يعد حديث النفس الداخلي، خصوصاً إذا لم ينطق به كذباً، على أنّه لو نطق به، وقيل إنّه كذبٌ بالحمل الشائع الصناعي، لأمكن القول بانصراف أدلّة الكذب عنه.

وقد سبق في البحث السابق: والأفضل أن تتخيّل المسألة المعقدة كصورة متحرّكة: فتتخيّل الأجداد الثمانية، وتتصوّر إرث كلٍّ منهم، لو قسّمت التركة إلى 108 سهماً، وهي أبسط طريقة للحفظ... هكذا:

 

    32      16          16      8             9        9             9         9

   محمد     زهراء        علي     فاطمة        حسن     زينب        حسين     أم كلثوم

 

     48 باقر              24 خديجة              18صادق                18 بتول

 

                72 كاظم                                        36 رضية

 

                                           محمد

 

أقول: والأفضل أن تبدأ من الأسهل على القوّة المتخيّلة، والأسهل – كما جرّبته شخصيّاً – أن تجد تناسباً بين الأرقام أعلاه، فتحفظها كلوحة مصوَّرة، فلا تنساها بعد ذلك، وعبر هذه اللوحة الذهنية، تسترجع القواعد، أي تتصوّر أنّ الأرقام الأربعة أعلاه، على يسارك، هي: 9 - 9 - 9 – 9، ثمّ تحفظ الأرقام على يمينك، وهي: 32 - 16 - 16 – 8، إذ تجد فيها تناسباً: 8، ثمّ ضعفها مرتين 16-16، ثمّ ضعفا الـ 16 وهو 32... وهكذا.

العنوان الرابع: كيف نتغلب على تشتّت الذهن؟

وهي معضلة يعاني منها الكثير من الطلاب أيضاً، إذ إنّه لا يستطيع أن يستمرّ في الاستماع والتركيز على الدرس؛ فبمجرّد أن يبدأ الدرس، يبتلى بشرود الذهن، أو يبتلى به بعد خمس دقائق، أو ما أشبه...

والحلّ يكمن – إضافةً إلى الإيحاء، وإلى استخدام القوّة المتخيّلة كما سبق – بأن يتصوّر نفسه، وهو في البيت: أنّه في قاعة الدرس، ويتخيل نفسه وهو يستمع بتركيز شديد، وأنّ ذهنه تحت السيطرة تماماً لمدة 45 دقيقة، وهكذا... وعليه أن يكرّر هذه الصورة مراراً كثيرة، حتى يتشرّب بها الوعيُ الباطن، إضافةً إلى ذلك، هناك آليّات، ومنها: استخدام أدوات تدفع الذهن نحو التمركز، مثل:

- إمساك قلم باليد.

- وكتابة رؤوس نقاط الدرس.

- وكلّما وجد أنّه يكاد يضيع في زحام أفكار أخرى ومشتّتات، يعود إلى كتابة النقطة الجديدة التي ذكرها المعلّم.

- أو يبدأ بتلخيص آخر فكرة في سطر... وهكذا.

ومن جرّب ذلك وأصرّ على الاستمرار، وجد فائدةً كبيرة جداً، ظاهرة وقويّة.

الخاتمة: وبذلك خلصنا إلى أنّ الصفات النفسيّة، وحالات الأمم والأقوام، ليست قدراً حتميّاً، ولا يوجد قَسرٌ أو جبرٌ ميتافيزيقي على الاستمرار على فعلٍ أو تركٍ، أو على مواصلة دربٍ أو مسيرةٍ، أو على ملازمة صفةٍ لا تنفكّ عن الإنسان مهما فعل، بل كلُّ ذلك يخضع لمعادلة: (إرادة الإنسان فوق التحدّيات) والذي كان عنوان كتاب كتبه الأخ الأكبر (قدّس سرّه)، وهو في مُقتبل عمره[11]، وأكبر برهان على ذلك قولُه تعالى: Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO والتغيير ممكن عبر تقوية القوة المتخيلة وتكثيف الإيحاء والتلقين والتمرين على ذلك باستمرار، ويختلف الحال في ذلك باختلاف الناس في الأحوال وحسب درجة وقوة الاستجابة الشرطية.

 

 

يمكن ملاحظة الدرس والتقرير على الموقع التالي: m-alshirazi.com

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

 

 

[1] سورة الرعد: 11.

[2] سورة الإنسان: 30، وسورة التكوير: 29.

[3] سورة الأحزاب: 62. وسورة الفتح: 23.

[4] قرعاء أي لا نبات فيها.

[5] سورة يس: 12.

[6] الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج2 ص288.

[7] بالضبط 18.250 إذا ضربنا 50 سنة في 365 يوماً.

[8] هي قصة الصحابي العابد همام بن شريح، الذي سأل الإمام علي بن أبي طالب أن يصف له المتقين كأنما يراهم. تثاقل الإمام عن جوابه في البداية ثم وصفهم في خطبة بليغة، إلا أن همام تأثر بشدة بكلام الإمام ففارق الحياة (صعقاً)، فقال الإمام أنه كان يخشى ذلك عليه وأن المواعظ البالغة تصنع بأهلها ذلك.

[9] سورة الحجرات: 12.

[10] سورة النساء: 10.

[11] كتبه وعمره 16 سنة.. والحق أنّه من أروعِ الكتب التي يطالعها المرء، رغم مرور أكثر من خمسين سنة على كتابته!

 

 

 

 

 

 

 

 

أقول: والأفضل أن تبدأ من الأسهل على القوّة المتخيّلة، والأسهل – كما جرّبته شخصيّاً – أن تجد تناسباً بين الأرقام أعلاه، فتحفظها كلوحة مصوَّرة، فلا تنساها بعد ذلك، وعبر هذه اللوحة الذهنية، تسترجع القواعد، أي تتصوّر أنّ الأرقام الأربعة أعلاه، على يسارك، هي: 9 - 9 - 9 – 9، ثمّ تحفظ الأرقام على يمينك، وهي: 32 - 16 - 16 – 8، إذ تجد فيها تناسباً: 8، ثمّ ضعفها مرتين 16-16، ثمّ ضعفا الـ 16 وهو 32... وهكذا.

العنوان الرابع: كيف نتغلب على تشتّت الذهن؟

وهي معضلة يعاني منها الكثير من الطلاب أيضاً، إذ إنّه لا يستطيع أن يستمرّ في الاستماع والتركيز على الدرس؛ فبمجرّد أن يبدأ الدرس، يبتلى بشرود الذهن، أو يبتلى به بعد خمس دقائق، أو ما أشبه...

والحلّ يكمن – إضافةً إلى الإيحاء، وإلى استخدام القوّة المتخيّلة كما سبق – بأن يتصوّر نفسه، وهو في البيت: أنّه في قاعة الدرس، ويتخيل نفسه وهو يستمع بتركيز شديد، وأنّ ذهنه تحت السيطرة تماماً لمدة 45 دقيقة، وهكذا... وعليه أن يكرّر هذه الصورة مراراً كثيرة، حتى يتشرّب بها الوعيُ الباطن، إضافةً إلى ذلك، هناك آليّات، ومنها: استخدام أدوات تدفع الذهن نحو التمركز، مثل:

- إمساك قلم باليد.

- وكتابة رؤوس نقاط الدرس.

- وكلّما وجد أنّه يكاد يضيع في زحام أفكار أخرى ومشتّتات، يعود إلى كتابة النقطة الجديدة التي ذكرها المعلّم.

- أو يبدأ بتلخيص آخر فكرة في سطر... وهكذا.

ومن جرّب ذلك وأصرّ على الاستمرار، وجد فائدةً كبيرة جداً، ظاهرة وقويّة.

الخاتمة: وبذلك خلصنا إلى أنّ الصفات النفسيّة، وحالات الأمم والأقوام، ليست قدراً حتميّاً، ولا يوجد قَسرٌ أو جبرٌ ميتافيزيقي على الاستمرار على فعلٍ أو تركٍ، أو على مواصلة دربٍ أو مسيرةٍ، أو على ملازمة صفةٍ لا تنفكّ عن الإنسان مهما فعل، بل كلُّ ذلك يخضع لمعادلة: (إرادة الإنسان فوق التحدّيات) والذي كان عنوان كتاب كتبه الأخ الأكبر (قدّس سرّه)، وهو في مُقتبل عمره[11]، وأكبر برهان على ذلك قولُه تعالى: Pإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْO والتغيير ممكن عبر تقوية القوة المتخيلة وتكثيف الإيحاء والتلقين والتمرين على ذلك باستمرار، ويختلف الحال في ذلك باختلاف الناس في الأحوال وحسب درجة وقوة الاستجابة الشرطية.

 

 

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

 

 
[1] سورة الرعد: 11.
[2] سورة الإنسان: 30، وسورة التكوير: 29.
[3] سورة الأحزاب: 62. وسورة الفتح: 23.
[4] قرعاء أي لا نبات فيها.
[5] سورة يس: 12.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج2 ص288.
[7] بالضبط 18.250 إذا ضربنا 50 سنة في 365 يوماً.
[8] هي قصة الصحابي العابد همام بن شريح، الذي سأل الإمام علي بن أبي طالب أن يصف له المتقين كأنما يراهم. تثاقل الإمام عن جوابه في البداية ثم وصفهم في خطبة بليغة، إلا أن همام تأثر بشدة بكلام الإمام ففارق الحياة (صعقاً)، فقال الإمام أنه كان يخشى ذلك عليه وأن المواعظ البالغة تصنع بأهلها ذلك.
[9] سورة الحجرات: 12.
[10] سورة النساء: 10.
[11] كتبه وعمره 16 سنة.. والحق أنّه من أروعِ الكتب التي يطالعها المرء، رغم مرور أكثر من خمسين سنة على كتابته!

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الإثنين 20 ربيع الآخر 1447هـ  ||  القرّاء : 61



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net