||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 45- وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) إستراتيجيات ومجالات سعة الصدر وكظم الغيظ على ضوء حياة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

 186- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (4)

 216- مواصفات المهاجر: رجاحة العقل، وفور العلم، قوة المنطق، السلوك القويم، حسن الادارة، قوة القلب

 342- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (17) المتفوقون والموهوبون والعباقرة في دائرة العدل والإحسان

 أطر العلاقة الحقوقية بين الدولة والشعب والمؤسسات (3)

 الموجز من كتاب الهرمينوطيقا

 Reviewing Hermeneutic. Relativity of Truth, Knowledge & Texts 5

 231- خصائص الامة في الامة: العالمية ، الكفاءة ، الكفاية ، التخصص ، التماسك ، والاخلاق

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (5)

 134- فلسفة التفاضل التكويني: 5- علم الله تعالى بالاصلح بحال عباده



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23697977

  • التاريخ : 28/03/2024 - 11:56

 
 
  • القسم : الفوائد والبحوث .

        • الموضوع : 268- مباحث الأصول: (الدليل العقلي) (القدرة من شرائط التكليف) (2) .

268- مباحث الأصول: (الدليل العقلي) (القدرة من شرائط التكليف) (2)
20 رجب 1439هـ

مباحث الأصول: (الدليل العقلي) (القدرة من شرائط التكليف)
جمع واعداد: الشيخ عطاء شاهين*

الفائدة الثالثة: لا يوجد مانع من تكليف المكلف  بالحالات النفسية إذا كانت مقدماتها مقدورة له.
ليس بالممتنع أن يُكلَّف الإنسان بالاتصاف(1) ببعض الصفات الروحية والحالات النفسانية مادامت المقدمات مقدورة.
نعم، لو خرجت عن دائرة القدرة حتى المقدمات، لما كان تكليف عندئذ، الا إنها ـ الصفات والحالات النفسية ـ في الجملة مقدورة.

بحث تطبيقي:
هنا مسالة شرعية مهمة جداً وشديدة الابتلاء وقلَّ من طرحها بتفاصيلها من الفقهاء، وهي:
هل الفرح بنصر الله تعالى لعبد من عباده الصالحين ، أو أمة من إمائه الصالحات، واجب؟ وهل الحزن لحدوث مشكلة  كتفجيرٍ إرهابي في مكان ما، واجب؟ وهل الحزن عندما تصدر من الإنسان معصية ككذبة أو غيبة أو نميمة أو غير ذلك واجب ؟ وذلك لأن الصفات الروحية والحالات النفسية مقدور عليها في الجملة بمقدورية مناشئها؛ فالقدرة على الأسباب تعني القدرة على المسببات.
وتوضيحه: أن بعض الناس يشاهد الكثير من المناظر الإيجابية أو السلبية لكنه لا يهتز قلبه فرحاً أو حزناً حينذاك، فهل هذا فعل حرام إن كان مخالفاً ،  أو فعل واجباً إن كان موافقاً؟
كذلك عندما تمر عليه ذكرى مصيبة جرت على أهل البيت عليهم السلام  - كشهادة الزهراء عليها السلام -  فتارة يحس الإنسان بالحزن يعتصر قلبه، وتارة أخرى تجد بعض الناس تمر عليه ذكرى هذه المصيبة مرور الكرام، فهل فعل حراماً إن لم يستشعر في أعماق كيانه الأسى؟
وهل يكفي أن يرفض عقلياً ويدين وينكر أشد الإنكار تلك الجرائم التي حدثت بحق الصديقة الكبرى من غير الحزن والتأثر القلبي؟
وكذا الحال في قوله تعالى : ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [1] فهل هذا الفرح واجب؟ أم هو مستحب؟ أم أنه لا حكم له؟ وكذلك نظائر ذلك في كل الطاعات والمعاصي؟
والجواب : أن هذه المسألة حسب الاستقراء الناقص لم يطرحها الفقهاء عدا بعضهم في بعض جوانبها؛ لأن المسألة متعددة الأبعاد وليس محل كلامنا فيها[2].
وإنما كلامنا  الآن في العنوان الأولي المجرد، يعني: أن الفرح بما هو فرح بالطاعة، هل هو واجب؟ أو الحزن بما هو حزن  - مع قطع النظر عن الإظهار وعن البطر -  هل هو حرام؟ وذلك كما لو حزن على فوات معصية منه كسرقه أو زنا والعياذ بالله أو لو حزن لجلوسه فجراً متمنياً عدم النهوض من الفراش لصلاة الصبح ، فهل فعل بذلك حراماً؟
السيد الوالد قدس سره قد فصل في ذلك بين أصل الفرح وبين بعض أنواعه ، فذهب أن الأصل في الفرح هو الحلّية، ولكن تحرم بعض أنواعه ، فقال في الفقه : (لا يحرم الفرح مطلقا[3] إلا بما إذا كان لأمر على خلاف أصول الدين[4]كالفرح بقتل الحسين عليه السلام ، أو كان فرحاً بالمحرم[5]؛ قال تعالى: ﴿فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ الله وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالهم وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله﴾[6]، وفي جملة من الآيات النهي عن الفرح، قال تعالى: ﴿إِذْ قَال لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الفَرِحِينَ﴾[7] وقال تعالى : ﴿ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ [8][9].
وليس الكلام حول الاستدلال الفقهي والجرح والتعديل في مدى دلالة الآيات وعدمها، إنما الكلام هو أن الظاهر الذي لا شك فيه: أن الفرح بمثل ما ذكره من المثال-  في أصول الدين وما يتعلق به -  حرام لا شك فيه .
وكذلك الحزن في أمثال تلك المقامات ؛ كما لو كان يحزن ـ والعياذ بالله ـ لقتل قتلة الانبياء والأوصياء، كأن يحزن لهلاك فرعون ونمرود وهامان وابن ملجم والشمر وأشباههم؟
فإن هذا حرام في حد ذاته.
وهذا البحث الفقهي يوكل لمحله على أهميته، إلا أن موطن الكلام ههنا هو أن الفرح والحزن وإن لم يكونا واجبين أو محرمين ببعض مراتبهما، الا أنهما ـ لا شك ـ يكشفان عن قبح السريرة أو عن حسنها، وهذه بدورها مسألة مهمة جداً .
وذلك يعني: أنه قد لا نقول بأن حب الوطن واجب، لكن إذا رأينا أحدا لا يحب الوطن ، أو لا يحب الوالدين أو الاولاد الصالحين ،أو يحب سفك الدماء بالحرام وشربها؛ فإن ذلك يكشف - في أقل التقادير - عن سوء سريرته وخبث باطنه؛ ولذا تجد الناس يزهدون في هكذا إنسان ويحذرونه.
والحاصل : إنه حتى لو قلنا بأن ذلك ببعض مراتبه ليس بالحرام، الا أنه يكشف عن دناءة وخسة أو خبث في شخصيته، وفي تركيبته النفسية.
كما أن هذه الحالة تشكل علامة إنذار قوية بأن هذا الشخص قد يكون ممن طبع الله على قلبه،  وأنه من المرجح أن يكون من أهل النار؛ فإن من القوي جداً أن تجرّه حالته القلبية إلى أن ينساق وراء القوة الغضبية أو الشهوية أو وراء من أحب من أعداء الله أو ضد من كره من أولياء الله، فيسقط في الامتحان فيخلد في النار، والعياذ بالله .
فعلى الإنسان أن يراقب قلبه دائما في هذا الجانب بشدة وبشكل دائم، فلو أن الإنسان شاهد قلبه يهتز عندما يسمع شخصاً يتكلم على مسلَّم من مسلّمات الدين أو على شعيرة من الشعائر أو يروج للفساد أو يظلم العباد، فكلما كان تفاعله النفسي سلباً وإيجاباً أقوى كشف ذلك عن طيبة نفسه وحسن سريرته وعن قوة إيمانه أو ضعف إيمانه ،لا سمح الله .
لذا ترى  أمير المؤمنين عليه السلام عندما سمع خبر أولئك المُغيرين المعتدين والعصابات المسلحة المؤتمرة بأوامر معاوية ، قد اغاروا على امرأة مسلمة أو معاهدة فانتزعوا بعض حجلها وقرطها وخلخالها ، وأنها لم تكن تمتنع منهم إلا بالاسترحام والاسترجاع؛ قال :( فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ عِنْدِي بِهِ جَدِيراً )[10]
لنتدبر في كلامه صلوات الله عليه جيداً مراراً وتكراراً (فلو ان امرأً مسلما مات من بعد هذا أسفاً) الى هذه الدرجة!! أي لمجرد أن يسمع المسلم أن جند الحاكم الجائر أغاروا على مسلمات حتى وإن لم يعتدوا على أعراضهن إلا بهذه الدرجة: أنهم انتزعوا منهن الأقراط والحلي وما أشبه ذلك.
ومَن تجد مِن الناس يموت من شدة الحزن لمجرد خبر يسمعه عن فتنة أو انفجار أو قتل أو ما أشبه ذلك؟
نعم، أن ذلك بالضبط لهو من علائم الإيمان وحسن السريرة: أن يحزن الإنسان لأية بلية أو مصيبة تحل بأي مؤمن ، فإذا مرّ - مثلاً - بفقير أو سمع به يحزن له، أو إذا سمع عن يتيم ويتامى أو عن أرملة و أرامل فيتألم بالفعل ويحزن ويتكدر وتنقبض نفسه ، وعلى الإنسان لكي يستشعر هذه الحالة أن يتصور نفسه فقيراً أو يتيماً، فكم هو مؤلم أن يفترش الأرض ويلتحف السماء؟ وكم هو مؤلم أن تفقد المرأة زوجها وراعيها أو أن يفقد الولد أباه أو أمه؟
إذن من علائم الإيمان أن يفرح الإنسان لما يرضي الله تعالى، وأن يحزن  لما يسخط الله سبحانه وتعالى[11].
 
بحث تطبيقي آخر:
قد يتعلق التكليف أحياناً بصفة من صفات الإنسان؛ كما في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله﴾[12]، فإن الصبر صفة نفسية ثم تتجلى على الجوارح، والصابر هو مَن يتصف بحبس النفس عن إظهار الجزع[13]، وهذه حالة باطنية.
وكما في قوله تعالى :﴿يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا﴾[14]، فإن معناها ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ في الظاهر، ﴿آمِنوا﴾ إيماناً قلبياً واقعياً ، ﴿بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل من قبل﴾[15]،و ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ بألسنتهم وظاهرهم ﴿آمنوا﴾ بقلوبكم وباطنكم [16] .
وقد يقال: إن التكليف بالصفة يعود إلى التكليف بالأفعال وإن صح مسامحة إطلاق التكليف عليها - والمراد بالمسامحة بنظر العقل والدقة وليس العرف-  لذا لم يكن التكليف بالصفة مجازياً عندهم[17]؛ كقولهم : كن حليماً ، أو راضياً بقضاء الله ، أو ما أشبه.
لكن الحق: أن المقدور بالواسطة مقدور، فالتكليف به حقيقي، من غير حاجة إلى إرجاعه إلى التكليف بالأفعال من مقدماته، فليس التكليف بـ(اصبروا) يعني أفعلوا فعل الصابرين أو فعلاً يدل على الصبر، بل يعني تحلوا  بهذه الصفة، ولعل الظاهر إفادته الأعم[18] ، أو يختلف بحسب اختلاف الموارد نظراً لما هو المحصِّل للغرض[19].
 
الفائدة الرابعة: أن القدرة وإن لم تكن دخيلة في مفهوم الواجب لكنها معتبرة في صحة الأمر والنهي وكذا في صحة توجه الخطاب للمكلف.

بحث تطبيقي:
إن القدرة من الشرائط العامة للتكليف ، فهي شرط عقلي؛ والعاجز مستثنى عقلاً من شمول الدليل له؛ فإن خطاب (جاهد) أو (صم ) لا يشمل من كان فاقداً لشرط القدرة كالعاجز، وكذلك خطاب لا تشرب المتنجس أو لا تشرب الخمر لا يشمل الموجَر في حلقه قسراً، والمجبور على الشرب ، وهكذا.
وعليه: فإن القدرة - وغيرها من الشرائط العامة - وإن لم تكن دخيلة في مفهوم الحج أو الصلاة أو الجهاد أو الصوم أو غير ذلك من العبادات، ولكنها بالرغم من ذلك هي معتبرة في صحة الأمر والنهي وصحة توجه الخطاب[20].
 
الفائدة الخامسة: أن المصالح الواقعية غير منوطة بالقدرة وقيام الحجة؛ لذا فإن عدم التكليف لا يكون كاشفاً عن عدم  المصلحة والمفسد؛ لأنه أعم.
إن قوله تعالى: ﴿لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [21] وقوله تعالى :﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا﴾ [22] في عقده السلبي[23]  لا ينفي ـ لدى كل من عدم قيام الحجة أو عدم وجود القدرة ـ مرتبة الاقتضاء [24]؛ لأن المصالح الواقعية ـ التي بها قوام مرحلة الاقتضاء ـ غير منوطة بالقدرة، فكيف بالوسع، كما لا يخفى، كما أنها غير منوطة بقيام الحجة ، فلا يقال: إن عدم تكليفه تعالى [25] كاشف بالبرهان الإني عن عدم الاقتضاء أو المصلحة والمفسدة.
إذ فيه :أن عدم التكليف أعم من عدم وجود المصلحة أو المفسدة في المتعلق، إذ لعله لمصلحة التسهيل، أو لأي مزاحم أهم.
ولكن هل ينفي مرتبة (الإنشاء) و(الفعلية) أم خصوص (التنجز)؟
فنقول أما (الرابعة) فواضح نفي آية ﴿إلا ما آتاها﴾ لها؛ إذ ما لم يؤت الله قدرته، أو لم يقم عليه حجته ولم يؤته علمه، لا تَنَجُّزَ له ، ولا استحقاق للعقاب عليه، لو لم يكن تفويت علمه أو قدرته بسوء اختياره؛ فإن ما بالاختيار لا ينافي الاختيار، وأما آية ﴿إلا وسعها ﴾ فهي على نفي ما لم يؤت الله قدرته، أدلّ.
نعم ،﴿إلا ما آتاها﴾ لا تنفي إلا غير المقدور، فيحتاج في نفي غير ذي السعة إلى ﴿إلا وسعها﴾؛ فإن عدم الوسع أعم من عدم القدرة، فإنه قد يكون قادراً عقلاً، لكنه ليس في سعة ولا سعة له، بل هو في أشد الضيق والضغط.
اللهم إلا أن يقال بكون ﴿ما آتاها﴾ كناية عن (ما وسعها)، أو المراد به (إلا ما آتاها وسعه) وعلى أي فإن للبحث عن النسبة بين الآيتين مجالاً آخر[26].

--------------------

* هذه المباحث الاصولية تجميع لما طرحه سماحة السيد في مختلف كتبه وبحوثه، قام باعدادها وجمعها و ترتيبها مشكوراً فضيلة الشيخ عطاء شاهين وفقه الله تعالى
[1] سورة الروم:4.
[2] حيث فيها عدة مسائل، منها:
المسألة الأولى: هل الفرح والحزن واجبان أو محرمان؟ والمقصود: الفرح عند الطاعة الصادرة منه أو الصادرة من غيره، والحزن عند معصية صدرت منه أو غيره؟
المسألة الثانية: هل إظهار الفرح والحزن أمر واجب أو حرام؟ فإن الفرح أمر وإظهاره أمر آخر ، والحزن ـ كذلك ـ أمر وإظهاره أمر آخر, فقد يقال: الفرح ليس بواجب لكن إظهاره والتظاهر به واجب, أو يقال إن الحزن بالنسبة للمصيبة ليس واجباً لكن إظهار الفرح في المصيبة حرام.
المسألة الثالثة : هل البطر حرام، وقد طرح بعض الفقهاء هذا العنوان الذي ورد في كلام سيد الشهداء : (  إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ) ، والبطر -  حسب إحدى تفسيراته ـ  هو الفرح الخارج عن الحدود ، أي الفرح المتزايد الموجب للطغيان ، وقد ارتأى بعض الفقهاء أن البطر بما هو هو حرام ؛  قال الشيخ قدس سره في المكاسب:  نعم،  لو خص اللهو بما يكون وفسّر بشدة الفرح، كان الأقوى تحريمه.

[3] إذ لا دليل على حرمته بقول مطلق ، سواء أتعلق بطاعة أم معصية أم أمر آخر.
[4] ولواحقها.
[5] هذا هو الاستثناء الثاني ،والظاهر أنه قدس سره يقصد : أنه فيما لو كان ذلك المنكَر مما عُلِمَ من الشرع كراهة ـ الكراهة البالغة حد التحريم ـ الفرح به، أي بذلك المنكر وكذلك كراهة الحزن لذلك الأمر ، كالحزن على بعض أنواع المعروف والطاعة.
[6] سورة التوبة : 81.
[7] سورة القصص : 76.
[8] سورة غافر: 75.
[9] الفقه: ج93 ص 284.
[10] نهج البلاغة : الخطبة 37.
[11] تجليات النصرة الالهية للزهراء المرضية: ص31 ، ( دروس في التفسير والتدبر) .
[12] سورة آل عمران: 200.
[13] مجمع البحرين مادة صبر، وقال: وعن بعض الأعلام : الصبر: حبس النفس على المكروه امتثالاً لأمر الله تعالى.
[14] سورة النساء: 136.
[15] انظر: تفسير تبيين القرآن: ص111.
[16] انظر: تفسير الصافي: ج1ص376.
[17] أي العرف.
[18] فاصبروا يعني : تحلوا بصفة الصبر ، وافعلوا فعل الصابرين.
[19] المبادئ التصورية والتصديقية للفقه والأصول: ص15.
[20] فقه الرشوة : ص 251.
[21] سورة البقرة: 233.
[22] سورة الطلاق: 7.
[23] المراد به ما سبق في (ثالثاً) ، وهو أن ما عدا (الوسع) و(آتاها) لا تشمله التكاليف الحادثة بل تنفيه هذه الآية.
[24] من المراتب الأربعة التي ذكرها الآخوند للحكم، مع قطع النظر عن عدم صحة إطلاق (الحكم) عليها إلا مجازا.
[25] أو عدم وصوله.
[26] المبادئ التصورية والتصديقية للفقه والأصول: ص 139.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 20 رجب 1439هـ  ||  القرّاء : 8534



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net