لا دليل على ان الأئمة (عليهم السلام) تعهدوا بان يجيبوا على أكثر من سؤال السائل، بل السيرة جرت منهم ومن العقلاء كافة ومنهم المعلمون في المدارس والجامعات على ذلك، وانما يقتصر على الإجابة على قدر السؤال كأصل لا يخرجون عنه إلا لداع؛ ودونك أسئلة السائلين وأجوبة المعصومين (عليهم السلام) في الفقه والأصول والتفسير وغيرها([1])، ولو كان اللازم الجواب عن مختلف الفروض والشقوق والمحتملات بل والإشكالات المستبطنة على المسألة الواحدة لوجب في الإجابة عن كل سؤال التفصيل الذي قد يستلزم الإجابة عن عشرات الأسئلة والعديد من الإشكالات الطولية والعرضية، ودونك أجوبة الفقهاء على الاستفتاءات كشاهد على ذلك أيضاً.
ووجه الحكمة في ذلك: اقتضاء مقام التعليم التدرجيةَ، وملاحظة قابلية القابل واستعداده وقدرته على الاستيعاب، وباب التزاحم في المعلم والمتعلم والسائل والمجيب إذ تراكم الأعمال وكثرة السُؤّال وضغط المسؤوليات لا يترك عادة للمستفتى منه إلا مجال الجواب عن السؤال نفسه وبقدره.
===========================