||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 194- الظلم التكويني والتشريعي على مستوى علم الكلام وعلم الاجتماع

 236- فائدة لغوية: الفرق بين الإمساك والملك

 126- دوائر مرجعية الفقهاء -1

 339- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (14) الثروات الطبيعية عامة لكل البشرية

 133- من فقه الحديث: قوله (عليه السلام): ((إني لأتكلم على سبعين وجهاً))

 143- الامام السجاد (عليه السلام) رائد النهضة الحقوقية

 345- فائدة أصولية: موارد الاحتياط.

 30- قال تعالى: (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (البقيع) الجرح النازف

 7- الهدف من الخلقة 3

 266- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية الظنون) (3)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4535

  • التصفحات : 28468386

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : (1436-1435هـ) .

        • الموضوع : 11- الجواب الرابع عن كلام الحسيين: ـ الرد بالمبدأ الذي التزموا به: (موسى اوكهام) واختيار التفسير الابسط، فانه قاعدة تنقض النظرية الحسية ـ الجوب الخامس: التمثلات الذهنية والصور هي العالم الذي نتعامل معه .

11- الجواب الرابع عن كلام الحسيين: ـ الرد بالمبدأ الذي التزموا به: (موسى اوكهام) واختيار التفسير الابسط، فانه قاعدة تنقض النظرية الحسية ـ الجوب الخامس: التمثلات الذهنية والصور هي العالم الذي نتعامل معه
الاثنين 22 رجب 1436هـ




بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
 
دروس في أصول العقائد
 
(مباحث المعرفة)
 
(11)
 
نظرية (أبسط التفسيرين)
 
رابعاً: ان القول بحكمية الحواس ومرجعيتها يتناقض تماماً مع مبدأ آخر ذهب إليه جون لوك وهو قاعدة (أبسط التفسيرين)
 
(حاول لوك بانتقاده الأفكار الموروثة ان يبين ان العقل "لوحة بيضاء" (tabula raza) وأنه يتزود بالأفكار عن طريق الخبرة، من خلال حواسنا الخمسة. ولا حاجة بنا إلى افتراض وجود أفكار موروثة لأننا نستطيع تعليل كل فكرة نملكها بوساطة الخبرة. وتعتمد حجة لوك على مبدأ يدعى موسى أوكهام Ockhams Razor، الذي ينص على أنه إذا وجد المرء تعليلين متنافسين فعليه عندئذٍ، إذا تساوت الأمور الأخرى أن يفضل التعليل الأبسط (وبعبارة أوكهام الأصلية، المبدأ على التحديد هو: أن على المرء أن يفضل المبدأ الذي يفترض موجودات أقل). إن التعليل الأبسط إلى حد كبير هو، في رأي لوك، بأن نفترض أننا نحصل على كل أفكارنا من الخبرة، بآليات يمكننا فهمها وتعليلها، لا بأن نفترض أننا نحصل على أفكارنا عن طريق الوراثة، بآليات لا نستطيع معرفتها ولا تعليلها)([1]).
 
وهنا لا بد من نقد نظرية أبسط التفسيرين ومبدأ اوكهام أولاً ثم التركيز ثانياً على انها، حيث آمنوا بها وعلى فرض صحتها، تنقض المبدأ الحسي بنفسها:
 
نظرية أوكهام يكذبها العلم والتجربة والوجدان
 
أولاً: ان تعليل الحقائق العينية وما حدث أو يحدث في عالم الخارج، بالعلة التي تفترض موجودات ومقدمات أقل وبالعلة الأبسط دون العلة الأعقد، لعله يعد من أوضح القواعد بطلانا، إذ التعليل الأبسط هو من عالم الإثبات وكيف يكون عالم الإثبات الذي ليس له إلا دور الكاشفية عن عالم الثبوت وانه لو كشف عنه حقاً كان صادقاً وإلا كان كاذباً مخطئاً، كيف يتحول إلى علة ثبوتية واقعية؟ أو يكون هو الصانع للواقع حقاً؟ وهل يعقل ان يكون العلم علة لوجود المعلوم؟ فكيف بان يكون التفسير (المفترض فقط) هو العلة الثبوتية الواقعية؟.
 
هذا لو افترضناه علة واقعية أيضاً وان كونه الأبسط إثباتاً هو علة كونه العلة ثبوتاً! – مع ان هذا الاحتمال لا يتصور ان يقولوا به بل ظاهر كلماتهم على خلافه.
 
واما إذا افترضناه غير صانع للواقع ولا متحولاً إلى علة واقعية، فانه يبقى في عالم الكاشفية احد المحتملات فقط، ومن أين لمجرد كون احدى العلتين المحتملتين أبسط في عالم الإثبات أن يكون هو التفسير المطابق لعالم الثبوت؟ وكيف يتحول (التفسير) إلى بديل عما جرى في الواقع حقاً؟
 
ومع قطع النظر عن ما سبق وبعبارة مبسطة نقول:
 
ان مبدأ اوكهام يكذبه الوجدان والعلم والتجربة والضرورة وإليكم الأمثلة التالية:
 
أ- لو وصل زيد إلى المدرسة فان أبسط التفسيرين هو انه قد جاء من الطريق الأقرب، فهل يصح استناداً لهذا المبدأ ان نقول: كلما جاء زيد إلى المدرسة أو عمرو إلى الشركة أو بكر إلى الحديقة فقد جاء من الطريق الأقرب؟ ان ذلك يغفل بديهية من أوضح البديهات التجريبية والعقلية وهي ان هناك عوامل عديدة متشابكة قد تدفع المرأ لسلوك الطريق الأبعد وذلك مثل ان يمرّ على صديق له بالطريق، أو كي يمارس رياضة الجري والمشي لمسافات أطول، أو كي يمر على المنتزهات والمناظر الخلابة عبر الطريق الأبعد، أو غير ذلك.
 
ب- لو وجدنا زيداً ثرياً فان ابسط تفسير هو انه قد ورث ثروته كلها من أبيه، فهل يصح كلما وجدنا ثرياً وجهلنا سبب ثروته ان نقول انه ورثها من أبيه! لمجرد ان هذا التفسير أبسط وهو يدفع التفسير الأعقد وهو انه قد جد واجتهد طوال ثلاثين سنة مثلاً؟ وهل هذا كلام علمي؟ وهل يبني حتى القائلون بمبدأ أوكهام، حياتهم العملية على مثل ذلك؟
 
ج- لو وقعت حرب كبرى بين دولتين فان أبسط تفسير هو ان وزيراً في الدولة الأولى هاجم رئيس الدولة الأخرى مثلاً، والتفسير الأعقد هو ان قيام الحرب كان نتيجة لتظافر عوامل صراع طويلة المدى ومتوسطة وقصيرة: استراتيجية وسياسية واقتصادية وفكرية وغيرها؟
 
مبدأ أوكهام ينسف النظرية الحسية
 
ثانياً: ان الإيمان بمبدأ اوكهام ينسف النظرية الحسيّة نسفاً: إذ ان الحِسيّة ترى كل معرفة منتهية إلى الحواس([2])، لكن (ابسط التفسيرين) معرفة لا يمكن ان تنتهي إلى الحواس أبداً فان مفهوم (الابسط) لا وجود له بالخارج ولا يمكن ان يُرى أو يُحس غاية الأمر انك ترى ذات البسيط أي الطريق الأقرب بذاته مثلاً اما ان هذا الطريق الأقرب هو تفسير ابسط فان كونه تفسيراً أبسط تحليل عقلي صرف وليس مما يرى أبداً.
 
ولدى مزيد من التدقيق والتحليل نرى ان المفاهيم التالية متضمنة في مبدأ اوكهام وهي كلها عقلية لا يمكن الاحساس بها عبر الحواس الخمسة أبداً.
 
1- (التفسير) فانه أمر ذهني محض وهو من المعقولات الثانية المنطقية.
 
2- (مقارنة هذا بذاك) وهي معقول ثاني منطقي.
 
3- وانتزاع (ابسطية) هذا من ذاك والابسطية معقول ثاني فلسفي([3]).
 
4- كلية هذه القضية (كلما وجد تفسيران لظاهرة كان علينا ان نفضل التعليل الأبسط) فان الكلية من المعقولات الثانية المنطقية التي موطنها الذهن فقط، وبعبارة مبسطة اننا لم نر إلا بعض الموارد التي كانت العلة فيها هي الابسط فكيف عممنا ذلك لسائر الموارد التي لم نرها ولم نلمسها؟ وهل ذلك للمسها أو لحكم قوة أخرى؟ على ان الحواس – لو جعلناها المرجع – تشهد بان كثيراً من الظواهر كانت علتها هي الاعقد ذات المقدمات الأكثر.
 
ونضيف: متى كان الجهل ملاك العلم؟ وهل مؤدى كلامه إلا ذاك؟
 
إذ انه يقول: حيث اننا لا نفهم (لا بان نفترض اننا نحصل على افكارنا عن طريق الوراثة بآليات لا نستطيع معرفتها ولا تعليلها) وهذا صريح في انه حيث لا نفهم آليات معينة فعلينا رفضها، وقد خلط هنا بين عدم العلم وبين العلم بالعدم وفرَّع على الجهل بالآليات انه ليست علة المعرفة هي الوراثة أو أي أمر آخر كانت له آليات لا نستطيع معرفتها وتعليلها؟
 
وهل يستطيع الجاهل ان يفسر سر ارتفاع الطائرة التي تزن أطناناً من الكيلوات بان (جِنّياً) هو الذي رفعها في الهواء! لمجرد انه لا يستطيع معرفة وتعليل وتحليل الآليات العلمية والتكنولوجية المعقدة التي ترتفع بها الطائرة في الفضاء؟.
 
ان تعليلات اوكهام ولوك الساذجة في مبدأ أبسط التفسيرين، لا تعدو لدى الانصاف والدقة إلا كتعليل العامي كل ظاهرة غريبة بالجن أو كتعليل المادي كل شيء بالصدفة!
 
بل نقول: ان أبسط التفسيرين في أسس المعرفة هو ان الله الخالق – لمن يؤمن بالخالق – هو الذي أوجد أسس المعرفة في الإنسان فكما أوجد تعالى عينه وأذنه وقلبه أوجد فيه أيضاً البديهيات والأوليات والفطريات، واما من لا يؤمن بالخالق ويؤمن بالصدفة فنقول: أبسط التفسيرين هو ان الصدفة التي خلقت عين الإنسان وقلبه ومخه كان من السهل عليها جداً ان تخلق أسس المعرفة الأولى في نفسه؟ وهذا التفسير أبسط بكثير من تعقيدات النظرية الحسية!
 
وسيأتي لاحقاً ان العلم الحديث اثبت بطلان نظريته الحسية في المعرفة أثر الاكتشافات المذهلة في الخارطة الجينية الوراثية.
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
===============================
 
 

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 22 رجب 1436هـ  ||  القرّاء : 6279



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net