||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 215- مباحث الاصول: الفوائد الأصولية (الدليل العقلي) (8)

 71- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ )-5 نقد الهرمونطيقا ونسبية المعرفة من ضوابط الوصول للحقيقة

 31- فائدة فقهية: ملاكات ووجوه لحكم الشارع بالرجوع للمفتي والقاضي والراوي

 8- في بيوت اذن الله أن ترفع

 463- فائدة فقهية: دلالة السيرة على إمضاء معاملة الصبي الراشد

 مؤتمرات الأمر بالمعروف والائتمار به

 كتاب قُل كلٌّ يعملْ علَى شاكلتِه

 198- ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ) استراتيجية الشدة على الكفار والرحمة بالمؤمنين على ضوء الروايات والايات

 السيدة نرجس عليها السلام مدرسة الاجيال



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4532

  • التصفحات : 28073816

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1435-1436هـ) .

        • الموضوع : 321- تتمة الاستدلال برواية العقوبات على النميمة واشكالات واجوبة ــ الطائفة الثالثة : ( شراركم المشاؤون بالنميمة ) الاشكال بان ذلك اعم من التحريم .

321- تتمة الاستدلال برواية العقوبات على النميمة واشكالات واجوبة ــ الطائفة الثالثة : ( شراركم المشاؤون بالنميمة ) الاشكال بان ذلك اعم من التحريم
السبت 21 جمادي الاخر 1436هـ



بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 
النميمة
 
(24)
 
تتمة روايات الطائفة الثانية: العقوبات على النميمة
 
ومنها: ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) من الرواية المفصّلة فيما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله  ) ليلة الإسراء من صنوف العذاب الذي ابتليت به طوائف من النساء وفيها ((وَرَأَيْتُ امْرَأَةً رَأْسُهَا رَأْسُ خِنْزِيرٍ وَبَدَنُهَا بَدَنُ الْحِمَارِ وَعَلَيْهَا أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الْعَذَابِ ... فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ع حَبِيبِي وَقُرَّةُ عَيْنِي أَخْبِرْنِي مَا كَانَ عَمَلُهُنَّ وَسِيرَتُهُنَّ حَتَّى وَضَعَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ هَذَا الْعَذَابَ فَقَالَ يَا بِنْتِي... وَأَمَّا الَّتِي كَانَ رَأْسُهَا رَأْسَ خِنْزِيرٍ وَبَدَنُهَا بَدَنَ الْحِمَارِ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَة...))([1])
 
والإشكال والجواب عليها من حيث كون المتعلَّق هو صيغة فعّال وهي صيغة مبالغة، كما مضى
 
ومنها: ما رواه في عقاب الأعمال عن النبي ( صلى الله عليه وآله  ) ((مَنْ مَشَى فِي نَمِيمَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ نَاراً تُحْرِقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً تِنِّيناً أَسْوَدَ يَنْهَشُ لَحْمَهُ حَتَّى يَدْخُلَ النَّار...))([2])
 
وهذه الرواية سليمة عما أورد على أكثر الروايات الأخرى لصدق (من مشى في نميمة) على المرة الواحدة عكس ما ورد فيها (كان يمشي بالنميمة) و(النمام).
 
منها: ما رواه الصدوق في الأمالي في جملة ما قاله الإمام الصادق ( عليه السلام ) للمنصور: ((لَا تَقْبَلْ فِي ذِي رَحِمِكَ وَأَهْلِ الرِّعَايَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَوْلَ مَنْ (حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)([3]) وَجَعَلَ مَأْوَاهُ النَّارَ فَإِنَّ النَّمَّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَشَرِيكُ إِبْلِيسَ فِي الْإِغْرَاءِ بَيْنَ النَّاس‏))([4])
 
وجوه دوران الحرمة مدار النميمة لا النمامية
 
وقد سبق وجهان ونضيف هنا ثالثاً، على ان النمّام يراد به المجرد لا المبالغة:
 
أ- ان الإمام عرّفه – أي النمّام – بـ(شاهد زور) فالمدار على التعريف وهو منطبق على المرة الواحدة من النميمة.
 
ب- مناسبة شهادة الزور لتحريم الجنة واستحقاق النار ومناسبة كونه شريك إبليس لهما، والإشكال بعموم رحمة الله مندفع بان الكلام في الاقتضاء والاستحقاق وهو معلَّق على العنوان بما هو هو واما الفعلية فمرتهنة بأمور منها الاستحقاق ومنها عدم شمول الشفاعة له ومنها عدم نيله مغفرة الله، فالاستحقاق أعم من الفعلية.
 
ج- انه لو أريد بالنمّام مفاد هيئته أيضاً فدار الحكم مدار مجموع المادة والهيئة، للزم استدلال الإمام بالأعم على الأخص بل بالمباين على المباين والتالي باطل فالمقدم مثله.
 
بيانه: ان ظاهر كلام الإمام الاستدلال على تحريم نميمة ذلك الواشي عليه بقوله (( لَا تَقْبَلْ فِي ذِي رَحِمِكَ وَأَهْلِ الرِّعَايَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَوْلَ مَنْ (حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) وَجَعَلَ مَأْوَاهُ النَّارَ...)) إذ لم يعبر بصيغة الجمع وهو (أقوال من) و(قول) مصدر واسم جنس والمصدر وإن كان ينطبق على الواحد والكثير إلا ان القدر المتيقن منه الواحد بل صدقه وانطباقه على الواحد كافٍ في ثبوت الحكم له بعد ان جعل بما هو موضوعاً للحكم فلو كان المراد بالنمام هيئته أيضاً أي كثير النميمة فكان استدلالاً بالأعم (وهو المكثر من النميمة) على الأخص وهو من أتى به مرة واحدة كما هو مقتضى انطباق المصدر على الواحد، بل انه لدى الدقة استدلال بالمباين على المباين فان الواحد مباين للكثير وكونه جزء([5]) لا يقتضي كون الكثير أعم إذ المراد بالواحد هو مع حده([6]) وهو مع حده بشرط لا فهو مباين للكثير الذي هو الواحد بشرط شيء نعم الواحد لا بشرط هو عين الكثير مصداقاً([7]) لا لحاظاً. فتأمل
 
الطائفة الثالثة: الروايات الدالة على ان شراركم النمامون
 
وفي هذه الطائفة بعض الصحاح أيضاً:
 
ومنها: ما رواه الكافي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ((طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ لَا يُؤْبَهُ لَهُ يَعْرِفُ النَّاسَ وَلَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ يَعْرِفُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى يَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ وَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ كُلِّ رَحْمَةٍ لَيْسُوا بِالْبُذُرِ الْمَذَايِيعِ وَلَا الْجُفَاةِ الْمُرَاءِينَ
 
وَقَالَ قُولُوا الْخَيْرَ تُعْرَفُوا بِهِ وَاعْمَلُوا الْخَيْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ وَلَا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَايِيعَ فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الَّذِينَ إِذَا نُظِرَ إِلَيْهِمْ ذُكِرَ اللَّهُ وَشِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْمُبْتَغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ))([8]).
 
ومنها: ما رواه في الكافي بسند صحيح عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله  ) ((إلا أنبئكم بشراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة، الباغون (أي الطالبون) للبراء المعايب‏))([9])
 
والبراء جمع برىُ على وزن كِرام ووزن فقهاء فتقرأ البِراء كما تقرأ البُرَآء.
 
والمقصود من العبد النومة (بعد الجمع مع مقتضيات سائر الروايات ومنها أدلة انه لا رهبانية في الإسلام وأدلة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الجاهل وتنبيه الغافل بل وذيل هذه الرواية أيضاً: أولئك مصابيح الهدى) هو غير المعروف فكانه نام ذكره أو نام بكثرة فلم يحضر الجمع، وذلك في حكومة السلطان الجائر الذي يسعى لاكتساب الشرعية من العالم أو مطلق المؤمن بالتطميع تارة والترغيب، وبالتهديد تارة والترهيب، وبالخداع ثالثة والتزوير، فطوبى حينئذٍ للنومة الذي لا يؤبه له ولا يُعرف فانه ينحو بإيمانه من ان يقع في شباكهم فيسلم عن الركون إلى الظلمة الذي قال فيهم تعالى: ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ)([10]).
 
ويؤكده قول (أولئك مصابيح الهدى) فانه مصباح هدى للطالبين وذوي القابلية إذ يعرفون الناس فيعرفون اين يضعون معروفهم ومع من يتكلمون ولمن يرشدون ويسددون، دون ان تكتشفهم أعين الطغاة إذ (ولا يعرفه الناس) كي يوقعوهم في شراكهم.
 
الإشكال بان (الشر) أعم من الحرام
 
ولكن الذي يورد على الاستدلال بهذه الروايات: ان الشر أعم من الحرام وانه لا تلازم بين كون شخص من شرار الناس وكونه فاعلاً للمعاصي، ويتضح ذلك بملاحظة معنى الشر والخبر والتعاريف اللغوية لهما فان الشر يقابل الخير والخير أعم من الواجب (كالعدل وصلاة الصبح) والمستحب (كالإحسان وصلاة الليل) فالشر كذلك ويشهد له العرف أيضاً فان الحقد والحسد والغرور والكبرياء كلها شرّ والمتصف بها شِرّير وإن لم يصدر منه الحرام على حسب مقتضاها.
 
وفي المنجد (الشر اسم جامع للرذائل والخطايا) والمراد بالرذائل الرذائل الأخلاقية كالحقد والحسد والمراد بالخطايا المعاصي، والظاهر ان هذا هو الموضوع له وإن غيره مصداق أو عبارة أخرى عنه.
 
قال في مجمع البحرين (الشر نقيض الخير) كما فسره بـ(السوء) وهو أعم من الحرام وبـ(الفساد) ولعله مساوٍ للحرام الشرعي أو العقلي. فتأمل وبـ(الظلم) وهو أخص.
 
وقد قال تعالى من قبل (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ...)([11])
 
قال في مجمع البيان (قيل في معناه أقوال أحدها: إن الانسان ربما يدعو في حال الزجر والغضب على نفسه، وأهله، وماله، بما لا يحب أن يستجاب له فيه، كما يدعو لنفسه بالخير. فلو أجاب الله دعاءه لأهلكه، لكنه لا يجيب بفضله ورحمته، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة والآخر: إن معناه أن الانسان قد يطلب الشر لاستعجاله المنفعة وثالثها: إن معناه: ويدعو في طلب المحظور، كدعائه في طلب المباح)([12]) وللحديث صلة
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
=============================
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 21 جمادي الاخر 1436هـ  ||  القرّاء : 8037



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net