||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 25- فائدة فقهية: اذا كان تكرار الفعل موجبا للحرمان من الجنة فأصله حرام

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (5)

 389- فائدة فقهية: جواز أمر الصبي في موارد معينة

 93- فائدة قرآنية تفسيرية :كيف كانت نظرة إبراهيم (عليه السلام) إلى النجوم؟

 190- الموقف من الحكومات الجائرة المتاركة او المشاركة او المواجهة ؟

 مؤتمرات الأمر بالمعروف والائتمار به

 323- من فقه الحديث الشريف: الكذب يهدي الى الفجور

 399- فائدة عقَدية : كيف يفدي المعصوم نفسه لمن هو أدنى في الفضل منه؟

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (14)

 ملامح العلاقة بين الدولة والشعب في ضوء بصائر قرآنية (4)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28091157

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : قاعدة الالزام(1432-1433هـ) .

        • الموضوع : 32- التحقيق : ان عبارة الصدوق في ( من لايحضره الفقيه ) تفيد وثاقة الرواية و الراوي معاً ، وجواب بعض الشبهات .

32- التحقيق : ان عبارة الصدوق في ( من لايحضره الفقيه ) تفيد وثاقة الرواية و الراوي معاً ، وجواب بعض الشبهات
الأحد 15 محرم الحرام 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
لازال البحث حول قاعدة الإلزام، والأدلة التي يمكن ان يستدل بها عليها, وقد ذكرنا في بدايات البحث بعض الآيات التي لعله يمكن الاستناد اليها في ذلك، ثم ذكرنا الروايات، وبدأنا بالمراسيل، ومنها مرسلة الشيخ الصدوق في الفقيه، وايضا مرسلة الشيخ الطوسي في التهذيبين، ولان هاتين الروايتين من الروايات العامة دلالةً على قاعدة الإلزام وبقول مطلق؛ لذا كان لابد من التوقف عند البحث السندي عن حجية مراسيل الثقاة، وتكلمنا في الكبرى الكلية وما يمكن أن يورد عليها والرد على ذلك بإيجاز، ووصلنا الى مصداق من مصاديق ذلك وهو خصوص المراسيل المذكورة في كتاب (من لا يحضره الفقيه)، ونتوقف الآن عند هذا الكتاب ثم نتطرق بعد ذلك الى كتابي التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي، 
عبارة الشيخ الصدوق فيالفقيه:لقد ذكر الشيخ الصدوق عبارة في كتاب من لا يحضره الفقيه وهي تتألف من ثلاثة اسطر، ولكنها عبارة مفتاحية في هذا البحث؛ ولذا كان لابد من التأمل فيها جيدا؛ إذ لو كانت وافية في الدلالة على المقصود لتم سند اكثر من الفين وخمسمائة رواية في الفقيه وحده، وكما هو واضح فان الرواية الواحدة تستحق من البحث المعمق ما يوصل لكشف مدى صحة الاعتماد عليها من عدمه، فكيف بنا إذا توقف على هذا المبحث تحديد وضع واعتبار هذا العدد الكبير والمهم من الروايات في هذا الكتاب، 
وعليه فان عبارة الشيخ الصدوق تستحق الوقت الطويل من البحث، إلا أننا سنبحثها بمقتضى ما يلقي الضوء على مرادنا في بحثنا ونذكر رؤوس النقاط لإثبات المقصود. 
وأما عبارة الشيخ الصدوق فقد قال: " بل قصدت الى إيراد ما افتي به، واحكم بصحته، واعتقد انه حجة بيني وبين ربي جل ذكره، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني....". 
مراسيل الشيخ الصدوق نوعان:وهنا نشير قبل الدخول في بحث هذه العبارة الى ان مراسيل الشيخ الصدوق في الفقيه على نوعين: 
النوع الاول: وهو مورد الشاهد كما في روايتنا حيث يقول الصدوق في مرسلته: قال ابو عبد الله (عليه السلام) " فإنه ينسب الرواية الى الإمام (عليه السلام) بصورة مباشرة فيحذف سلسلة السند بأكملها. 
النوع الثاني: وهي تلك المراسيل التي لم يذكر فيها طريقه الى الرواي.ولنرجع الى عبارته ونقول: ان هذه العبارة – لو قيل بتمامية دلالتها وحجيتها – فهي تجدي في تصحيح كلا النوعين من المراسيل. 
مقصوده توثيق الرواية أو الراوي؟ولأجل توضيح ما قدمناه نتساءل ونقول: هل ان الشيخ الصدوق في عبارته هذه يقصد وثاقة الخبر او وثاقة المخبرين؟، وبعبارة اخرى: هل يريد الشيخ منها توثيق الرواية او الرواة؟ 
وفي مقام الجواب نقول: إن الشيخ الصدوق لو اراد من عبارته توثيق الرواية والمضمون فانه وعلى بعض المباني لا يكون ذلك حجة على سائر الفقهاء الآخرين؛ لأنه استند حينئذ الى الحدس ، وعبارته هي فتوى منه في ذلك، وفتوى المجتهد ليست بحجة على المجتهد الآخر ، ولكن لو اراد الشيخ الصدوق منها توثيق الرواة فان حاله في ذلك سيكون كحال الشيخ النجاشي والطوسي وغيرهم في توثيقاتهم، وثوثيقاته حجة؛ لأنه من أهل الخبرة، حيث لا فرق في التوثيق بين التفصيلي منه والإجمالي، وسيكون قوله بناءا على الاحتمال الثاني – أي توثيق الرواة – حجة على بقية المجتهدين. 
ولنتوقف الان عند مقاطع من عبارته في الفقيه: أ – (إيراد ما افتي به)العبارة الاولى: " بل قصدت الى إيراد ماافتي به ", وهذهالعبارة منه واضحة وظاهرة في توثيق المضمون والرواية, لا الراوي ، ونضيف – توضيحا -: إن كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) عبارة عن نصوص روايات عن المعصومين (عليه السلام) قد أفتى بها الشيخ الصدوق، فنقله لها دليل اعتماده عليها. ب – (واعتقد انه حجة بيني وبين ربي)العبارة الثانية: "واعتقد انه حجة بيني وبين ربي "، وهنا نتساءل ما هو المستفاد منها ؟ والضمير يعود الى الخبر أي اني اعتقد ان الخبر حجة فيما بيني وبين ربي. والجواب: قد يقال ان هذه العبارة اعم؛ حيث ان حجية الخبر اعم من وثاقة المضمون ومن وثاقة السند، ولذا فلا يمكن الاستناد – ظاهرا – الى هذه الجملة ايضا، فلا يمكن نسبة إن الشيخ الصدوق فيها يوثق سلسلة السند حتماً. فتأمل 
ج – (واحكم بصحته)العبارة الثالثة:ولكن عمدة الاستدلال في المقام هي عبارة:(واحكم بصحته)، أي: احكم بصحة ذلك الخبر، وهذه الكلمة منه لعلها صريحة في المراد؛ حيث ان الشيخ الصدوق يقول: انني اوثق المضامين والاسناد معاً فـ(ما افتي به) هو لبيان الحدس، و( ما احكم بصحته ) هو لبيان الحس، والشيخ قد بين كليهما, ثم ان قوله (واعتقد انه حجة) قد شمل الاثنين، فافرد لكل منهما كلمة، ثم جمعهما في كلمة ثالثة. 
اصطلاح الصحيح عند القدماء والمتأخرين:هذا هو ظاهر السياق في اصطلاح القدماء والجدد, فانهم عندما يطلقون على الخبر انه صحيح فالمراد هو صحة السند لا المضمون، والسيرة على ذلك، نعم يمكن أن يأول بان الصحيح هو ما كان صحيحا متنُه ومضمونه، ولكن ذلك هو خلاف الظاهر والسيرة، نعم يوجد فارق بين المتقدمين والمتأخرين فان مصطلح الصحيح عند المتقدمين يريدون منه معنى أعم من الصحيح والموثق والحسن واما عند المـتأخرين فإنهم يريدون معنى آخر اخص من الأول، ولكن وعلى أي تقدير فان ذلك ينفعنا في مقام توثيق سند الروايات رغم كون المتقدمين عندما يقولون هذا الخبر صحيح فإنهم يريدون من ذلك الخبر الثابت عن المعصوم ع بالقرائن القطعية او التواتر وإن لم يكن صحيحاً بالمعنى الأخص، والشيخ الصدوق من القدماء، فتأمل 
واما عند المتأخرين فان المراد من الصحيح هو ما يقابل الحسن والموثق ، والشهيد في الذكرى يعرف الصحيح بـ(ما اتصلت رواته إلى المعصوم (عليه السلام) بعدل إمامي) 
وقال المحقق الثاني (ما رواه العدل الإمامي عن العدل الإمامي، وهكذا متصلاً بالمعصوم عليه الصلاة والسلام) 
الخلاصة: ان هذه الكلمة من الشيخ الصدوق صريحة في توثيق الرواة وسلسة السند ، وتوثيقه بدوره لا يقصر عن توثيق النجاشي وغيره، وعليه يكون الشيخ بصدد توثيق جميع رواة كتابه بما في ذلك رواة رواياته المرسلة, ومنها روايتنا. 
د – وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورةوقد يستدل بكلمة أخرى للشيخ الصدوق حيث يقول :" وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة "، 
وواضح ان الحديث هنا عن السند والصدور لا الدلالة والمضمون والصادر، وهذه الجملة منه ايضا تفيد – او على اقل تقدير تشعر – ان توثيقه لهذه الروايات ليس هو بلحاظ المتن فقط، وإنما هو بلحاظ السند ايضا. 
معنى (مشهورة):لكن الاستدلال موقوف على تحقيق معنى: (من كتب مشهورة) إذ توجد في المقصود من هذه الجملة احتمالان:الاحتمال الاول: انها مشهورة شهرة روائية وهي على مبنى جابرة، وكاسرة.الاحتمال الثاني: و أما الاحتمال الثاني فهو إنها مشهورة فتوى ايضا ، الاحتمال الثالث: ان الشيخ الصدوق يريد من ان الكتب مشهورة هي مشهورة الانتساب الى مؤلفيها وانها مشهورة في الأوساط العلمية وليست كتباً مجهولة أو منبوذة أو خاملة، ولعل، هذا المعنى بشقيه هو الأظهر، إذيوجد كلام حول ان كتاب حريز مثلا او كتب ابني سعيد الحسن والحسين او سائر الكتب الاخرى من الاصول الاربعمئة، ما هي سلسلة سند الشيخ الصدوق او الطوسي الى هذه الكتب – كإشكال - ؟ لذا ينبغي ان تبحث وتنقح ويجتهد فيها الفقيه. وهذه العبارة من الشيخ الصدوق لعلها إجابة عن هذه الشبهة - وهي مبحوثة في علم الرجال بالتفصيل- وهي: ان الاصول الأربعمائة كانت مشهورة الانتساب الى اصحابها، ولا حاجة للتحقيق عن انتسابها اليهم، فان مثل كتاب الكافي الآن لو اشتراه الشخص من السوق فان له أن يسند كل رواية فيه الى الشيخ الكليني، ولا يجب على المشتري التحقيق عن سلسلة السند إلى الكتاب؛ وذلك إن الشهرة قد أغنت عن ذلك، وكذا بناء العقلاء عليه. 
والنتيجة: انه لا وجه لسؤال الشيخ الصدوق عن طريقه لهذه الكتب ولا حاجة لذلك حيث ان هذه الكتب مشهورة الانتساب لأصحابها رواية وفتوى ايضا، فاجتمعت فيها الشهرتان . 
هـ - (عليها المعول وإليها المرجع)وهنا نذكر شبهة قد تورد وهي ان الشيخ الصدوق عندما يقول: ( ان كل ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع ) فانه قد يقال: ان الشيخ لا يريد ان روايات تلك الكتب بأجمعها معول عليها، و إنما توثيقه هو في الجملة لتلك الروايات لا بالجملة، وذلك يكفي في صدق العبارة، فلو كانت اكثر روايات الكتاب كذلك فانه يصح عرفا وبالحمل الشايع الصناعي ان نقول ان هذا الكتاب عليه المعول واليه المرجع، ولو كان هذا المعنى هو المقصود فلا فائدة من عبارة الشيخ في تحصيل المراد و, عليه ينبغي ان نثبت ان مفاد هذه العبارة هو بنحو الاستغراق. 
وجهان للإثبات: ويوجد لاثبات ذلك وجهان :الوجه الاول: ان الظاهر من هذه الجملة والعبارة ان الشيخ الصدوق يريد الاستغراق كنظائرها في العرف، فانه عندما يقال بان خبر الثقة عليه المعول مثلا واليه المرجع فان المستفاد منه هو ان كل خبر ثقة كذلك، هذا هو ظاهر الكلام. 
وبتعبير اخر: ان ارادة (البعض) من هذه العبارة هو خلاف الظاهر، بل قد يقال بأنه مجاز، مبنى ان الاستعمال إذا كان من قبيل استعمال العام في بعض مصاديقه, فهو مجاز. 
الوجه الثاني: هو ان الشيخ الصدوق يؤكد على توثيق آحاد الروايات، وكل ما في كتابه بالجملة لا في الجملة، وذلك مستفاد من عبارة اخرى صريحة في افادة المراد وهذه العبارة: (وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع) 
فلو كان مراد الشيخ ان عليها المعول والمرجع في الجملة لما صح قوله: (وجميع ما فيه..) لان تلك الكتب المشهورة لو كانت حجة في الجملة لما أفادت حجية جميع ما نقل عنها ولكن الشيخ الصدوق في مقام تثبيت وتصحيح كل رواية رواية انتزعها من تلك الكتب وهذا موقوف على حجيتها بالجملة لا في الجملة، فتأمل 
وللكلام تتمة 
وصلى الله على محمد اله الطاهرين

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 15 محرم الحرام 1433هـ  ||  القرّاء : 4763



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net