||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 324- (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) 3 التفسير االرمزي للقرآن الكريم

 312- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ) 6 اثار ذكر الله تعالى وبركاته

 332- من فقه الآيات تخالف ظهوري الآية (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)

 405- فائدة أصولية: الشهرة العملية نوع تبين

 126- دوائر مرجعية الفقهاء -1

 10- الإمام الحسين واستراتيجية هداية الناس

 259- مباحث الاصول: بحث الحجج (حجية الشهرة) (1)

 فقه الرشوة

 455- فائدة أصولية: الثمرة بين القول باحتياج السيرة إلى إمضاء المعصوم، وعدم احتياجها

 335- من فقه الحديث (لَا يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23966326

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:41

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 012-الطوائف الخمس للآيات الناهية او الذامة للظن .

012-الطوائف الخمس للآيات الناهية او الذامة للظن
الاثنين 25 ربيع الأول 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(12)

طوائف الآيات الخمس في الظن

وبعبارة أشمل: ان الآيات التي وردت فيها مفردة الظن، بمختلف اشتقاقاتها، على طوائف خمس من حيث المعنى المقصود من الظن فيها:

الأولى: ما يكون للعهد، بان يكون المراد من الظن ظن معهود حضوراً أو ذهناً، أي كالذهن، أو ذِكراً.

الثانية: ما يراد من الظن فيها الشك.

الثالثة: ما يراد من الظن فيها الظنون غير العقلائية.

الرابعة: ما يكون مجملاً مردداً بين إرادة الشك بالمعنى الأخص أو الظن بالمعنى الأخص.

الخامسة: ما يراد منه اليقين الحاصل من تدبر.

والقسم الخامس خارج عن مدى البحث إلا اننا نذكره تتميماً للفائدة، سيأتي في ضمن كلام الطريحي رحمه الله.

وتفصيل الكلام بحاجة إلى تمهيد مقدمتين:

المعاني الأربع للظن في اللغة

الأولى: ان الظن في اللغة ورد على معانٍ أربعة:

قال في مجمع البحرين: (وعن بعضهم أنه قال : يقع الظَّنُ لمعان أربعة.

منها معنيان متضادان، أحدهما الشك، والآخر اليقين الذي لا شك فيه:

فأما معنى الشك فأكثر من أن يحصى شواهده.

وأما معنى اليقين فمنه قوله تعالى: ((وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً))([1]) ومعناه علمنا.

وقال تعالى: ((وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها))([2]) ومعناه فعلموا بغير شك، قال الشاعر:

رب أمر فرجته بغريم          وغيوب كشفتها بِظَنُونٍ

ومعناه كشفتها بيقين وعلم ومعرفة، وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الْمُتَّقِينَ (وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ)([3]) يعني أيقنوا أن الجنة معدة لهم بين أيديهم.

والمعنيان اللذان ليسا بمتضادين (أحدهما) الكذب و(الآخر) التهمة، فإذا كان بمعنى الكذب قلت ظَنَ فلان أي كذب، وقال تعالى: ((وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ))([4]) ومعناه إن هم إلا يكذبون، ولو كان بمعنى الشك لاستوفى منصوبيه([5]) أو ما يقوم مقامهما.

وأما بمعنى التهمة فهو أن تقول: ظَنَنْتُ فلانا، فيستغنى عن الخبر لأنك تريد التهمة([6]))([7]).

ولكن المعنى الأول وهو اليقين لا يراد به مطلق اليقين بل اليقين النظري، أي الحاصل عن مقدمات معلومة أوصلت إلى نتيجة مجهولة وهو الذي أسماه البعض بـ(يقين التدبر) أي الحاصل عن تدبر وتفكر فان الجن في قولهم ((وَأَنَّا ظَنَنَّا...)) كان ظنهم أو يقينهم حاصلاً عن تفكر وتدبر كما ان المجرمين عندما ((فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها)) كان هذا الظن يقيناً نظرياً وليس يقيناً ضرورياً.

ويقابل اليقين النظري أو اليقين التدبري، اليقين الضروري أو الفطري أو بحسب ما أسماه البعض العياني، قال في لسان العرب: (الظَّنُّ شكٌّ ويقين إلا أنه ليس بيقين عيانٍ، إنما هو يقين تدبُّرٍ، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا عَلِمَ، وهو يكون اسماً ومصدراً)([8]).

ويقصد بـ(شك ويقين) انه على نوعين وله إطلاقان.

وقال: (التَّهذيب: الظَّنُّ يقينٌ وشكّ)([9]) كما مثّل للظن الذي بمعنى العلم بـ(وفي التنزيل العزيز: ((إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ))([10])؛ أي عَلِمتُ، وكذلك قوله عز وجل: ((وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا))([11])؛ أي عَلِمُوا، يعني الرسل، أنَّ قومهم قد كذَّبُوهم فلا يصدُقُونهم، وهي قراءة)([12]).

وقال: (والظِّنَّة: التُّهَمَة) (والظَّنِينُ: الـمُتَّهم الذي تظنُّ به التُّهمة، ومصدره الظَّنَّة، والجمع الظِّنَنُ؛ يقال منه: اظَّنَّه، بالطاء والظاء، إذا اتهمه. ورجلٌ ظنين: مُتَّهم من قوم أظناء بيِّني الظِّنَّة والظِّنانة. وقوله عز وجل: ((وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ)) أي بمتهم؛ وفي التهذيب: معناه ما هو على ما يُنبئ عن الله من علم الغيب بمتهم، قال: وهذا يروى عن علي، عليه السلام. وقال الفراء: ويقال وما هو على الغيب بظنين أي بضعيف، يقول: هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو القليل الحيلة: هو ظنون؛ قال: وسمعت بعض قضاعة يقول: ربما دلَّك على الرأي الظنون؛ يريد الضعيف من الرجال.

قال ابن سيرين: ما كان علي يظَّنُّ في قتل عثمان وكان الذي يظَّنُّ في قتله غيره)([13]).

أقول: لكن المشهور ((وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنينٍ)) بالضاد لا بالظاء، (نعم قرأ أهل البصرة، غير سهل وابن كثير والكسائي، (بظنين) بالظاء)([14])، على ان بعضهم فسرها حتى وهي بالضاد بالمتَّهم وفسرها بعضهم بالشحيح البخيل.

وقال في معجم مقاييس اللغة (الظاء والنون أُصَيْل صحيحٌ يدلُّ على معنيينِ مختلفين: يقين وشكّ.

فأمَّا اليقين فقولُ القائل: ظنَنت ظناً، أي أيقنت. قال الله تعالى: ((قٰالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلٰاقُوا الله))([15]) أراد، والله أعلم، يوقنون؛ والعربُ تقول ذلك وتعرفه، قال شاعرهم [دريد بن الصمّة]:

فقلت لهم ظُنُّوا بألَفْي مُدَجَّجٍ                                 سراتُهم في الفارسيِّ المُسَرَّدِ

أراد: أَيقِنُوا، و هو في القرآن كثير.

ومن هذا الباب مَظِنَّة الشيء، وهو مَعْلَمه ومكانُه، ويقولون: هو مَظِنَّةٌ لكذا، قال النابغة: فإنَّ مَظِنَّة الجهلِ الشَّبابُ.

والأصل الآخر: الشّكّ، يقال ظننت الشيءَ، إذا لم تتيقّنه، ومن ذلك الظِّنَّة: التُّهْمَةَ، والظَّنِين: المُتّهم؛ ويقال اظَّنَّنِي فُلانٌ. قال الشَّاعر:

ولا كُلُّ مَن يَظَّنُّنِي أنا مُعْتِبٌ                               ولا كلُّ ما يُرْوَى عليَّ أقُول)([16])

اختلاف معنى الشك والظن في العرف عن اللغة

الثانية: ان الشك والظن لهما في العرف معنى آخر غير المعنى المذكور في اللغة، مغاير للجري القرآني في معنييهما:

أما الشك، فانه في العرف يراد به متساوي الطرفين لكنه في اللغة يراد به خلاف اليقين مطلقاً كما جرت على الأعم النصوصُ كـ(وَلَا يَنْقُضُ الْيَقِينَ أَبَداً بِالشَّكِّ وَلَكِنْ يَنْقُضُهُ بِيَقِينٍ آخَرَ)([17]) لكنه في اللغة وفي الاستعمال القرآني أعم:

قال في لسان العرب: (الشك نقيض اليقين)([18]) وفي مجمع البحرين: (قوله تعالى: ((أَفِي اللهِ شَكٌ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ))([19]) الشَّكُ الارتياب وهو خلاف اليقين.

ويستعمل فعله لازماً ومتعدياً. كذا نقل عن أئمة اللغة.

فقولهم: خلاف اليقين، يشتمل التردد بين الشيئين سواء استوى طرفاه أم رجح أحدهما على الآخر.

قال تعالى: ((فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ))([20]). قال المفسرون: أي غير متيقن وهو يعم الحالتين.

وقد استعمل الفقهاء الشَّكَ في الحالتين على وفق اللغة، كقولهم: من شَكَ في الطلاق ومن شَكَ في الصلاة أي من لم يستيقن، سواء رجح أحد الجانبين على الآخر أم لا.

وكذلك قولهم من تيقن الطهارة وشَكَ في الحدث، وعكسه أنه يبني على اليقين)([21]).

وأما الظن، فانه في العرف يراد به المعنى الأخص أي الأقوى احتمالاً أي الراجح أحد طرفيه على الآخرين، أما في اللغة والقرآن الكريم فقد عرفت ان له إطلاقات أربع فإن أريد به الإطلاق الأول مما ورد في مجمع البحرين قابل الشك بالمعنى اللغوي وإن أريد به الإطلاق الثاني فانه أعم من الظن والشك العرفيين.

طوائف الآيات في الظن

إذا اتضح ذلك فنقول: ان طوائف الآيات على أربع، غير ما كان المراد فيها من الظن يقين التدبر.

ما كانت اللام فيها للعهد

الطائفة الأولى: ان تكون اللام في الظن للعهد، وقد سبق تفصيله في الدرس السابق.

تتمة: وقد سبق: (ومع وجود الاحتمالين وعدم مرجح في البيّن).

لا يقال: المرجع القدر المتيقن وهو ما جمع (إتباع الظن) مع (ما تهوى الأنفس)؟ إذ يقال: القدر المتيقن مرجع عملي والكلام عن الأصل العقلائي الكاشف عن المراد لا الأصل الذي يُلجأ إليه عند فقده والانسداد. فتدبر جيداً وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


قال الإمام الصادق عليه السلام: (لَا يَصْلُحُ مَنْ لَا يَعْقِلُ وَلَا يَعْقِلُ مَنْ لَا يَعْلَمُ، وَسَوْفَ يَنْجُبُ مَنْ يَفْهَمُ وَيَظْفَرُ مَنْ يَحْلُمُ، وَالْعِلْمُ جُنَّةٌ وَالصِّدْقُ عِزٌّ وَالْجَهْلُ ذُلٌّ وَالْفَهْمُ مَجْدٌ‏‏). (تحف العقول: 356).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) سورة الجن: الآية 12.

([2]) سورة الكهف: الآية 53.

([3]) الحسن بن شعبة الحراني، تحف العقول، مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم، ص159.

([4]) سورة البقرة: الآية 78.

([5]) كما تقول ظننت زيداً أسيراً أو عالماً.

([6]) أي اتهمت فلاناً.

([7]) فخر الدين الطريحي النجفي، مجمع البحرين ط – الحسيني، انتشارات مرتضوي، ج6 ص279.

([8]) ابن منظور، لسان العرب، دار صادر ـ بيروت، ط3، ج13 ص272.

([9]) المصدر نفسه.

([10]) سورة الحاقة: الآية 20.

([11]) سورة يوسف: الآية 110.

([12]) ابن منظور، لسان العرب، دار صادر ـ بيروت، ط3، ج13 ص272.

([13]) المصدر نفسه: ص273.

([14]) الشيخ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت، ج10 ص279.

([15]) سورة البقرة: الآية 249.

([16]) ابن فارس، معجم مقائيس، دار الفكر، ج3 ص462-463.

([17]) الشيخ الطوسي، التهذيب، دار الكتب الإسلامية ـ طهران، ج1 ص8.

([18]) ابن منظور، لسان العرب، دار صادر ـ بيروت، ط3، ج10 ص451.

([19]) سورة إبراهيم: الآية 10.

([20]) سورة يونس: الآية 94.

([21]) فخر الدين الطريحي النجفي، مجمع البحرين ط – الحسيني، انتشارات مرتضوي، ج5 ص276-277.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 25 ربيع الأول 1443هـ  ||  القرّاء : 2189



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net