||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 454- فائدة اصولية: حجية سيرة المتشرعة

 المرابطة في زمن الغيبة الكبرى

 166- فائدة رجالية: بناء العقلاء على حجية مراسيل الثقات

 السيدة نرجس عليها السلام مدرسة الاجيال

 159- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (6): علم التاريخ

 100- من فقه الآيات: الوجوه المحتملة في وجه الذم في قوله تعالى: (انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون)

 341- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (16) العدالة الاقتصادية كطريق إلى الديمقراطية

 152- العودة الى منهج رسول الله واهل بيته (عليهم السلام) في الحياة ـ5 الحل الاسلامي للمعضلة الاقتصادية 1ـ ترشيق مؤسسات الدولة

 238- فائدة أصولية ـ وجوه علل الأحكام الواردة في النصوص الشرعية

 148- العودة الى منهج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الحياة (عناصر سلامة الاقتصاد ومقومات التنمية والنهضة الاقتصادية )



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23594590

  • التاريخ : 19/03/2024 - 11:16

 
 
  • القسم : دراسات وقراءات .

        • الموضوع : دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (10) .

دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (10)
24 رمضان 1433هـ

 

 

الموضوعية المنهجية في الاستدلال لمفاهيم النسبية

مرقع الامام الشيرازي

التعريف بمعاني النسبية المعرفية

إن معاني النسبية المعرفية, قد عرضها الباحث, في كتابه الموسوم "نقد الهيرومينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة", حيث تفصّل أفقياً في مفاهيم ومدركات النسبية, في سائر متبنياتها ومدركاتها, لكنه في الكتاب, موضوع الدراسة, الموسوم "نسبية المعرفة والنصوص, بين الممكن والممتنع", هدف لأن يتعمق عمودياً, في موضوعتي المعرفة والنصوص, لجهة مدركات النسبية فيهما, وتحديداتها, غير أن روافد المادة العلمية, في مفردات النسبية ومرتكزاتها, هي تصب في بعضها, فكان هذا الكتاب, شاملا على دراسة النسبية, في المعرفة والحقيقة والنصوص.

إن هذا التميز لمفردة "المعرفة", ينسجم مع ما تصدر به الكتاب, من أن الدلالات والمفاهيم, هي الخطوة الأولى لتأسيس أي بناء معرفي, إذ أن المعرفة تأتي تبعاً لإمكانية المعرفة, وإن البحث حول "نسبية المعرفة", بشكل عام, أو الهرمنيوطيقا كفلسفة تؤدي إلى النسبية بشكل خاص، أصبح من المباحث التي تحظى بحضور واضح في بعض الأوساط الإسلامية.

وعليه فإن مفردة "المعرفة", تمثل عنواناً عاماً للنسبية في منهجية الباحث, أو هي الإطار الذي تلتقي فيه, جميع مرتكزات النسبية ومدركاتها, وليس تحديداً ما ينتجه عالم الذهن, من متبنيات للنسبية ومدركاتها, ولا تزعم هذه الدراسة, الجزم في هذا الفهم والإدراك المنهجي, لمساق البحث في الكتاب, غير أنه يعد سبباً معقولا, للتوسع بدراسة المباحث والفصول, التي تتعلق بالنسبية المعرفية.

 

مقاصد النسبية في المعرفة

أورد الباحث في عرضه للمعاني الأساسية للنسبية, وفي معرض تعريفاته, للعوالم الكونية, التي تتحرك فيها النسبية ومدركاتها, أن النسبية يمكن أن يراد بها "نسبية المعرفة"، أي نسبية العلم في مقابل نسبية المعلوم، وهو ما يتحقق في عالم الوجود الذهني, الذي يكون في قبال عالم الوجود العيني، ومن هنا يقصد بالنسبية نسبية المفاهيم الذهنية، وهي ما يعرفه الإنسان, ويطلق عليه معرفة أو علم.

إن هذا المدرك لمفردة "المعرفة", قد يقترب الى أنها عموم نتاج عقل الإنسان, بمعنى ما يعلمه ويعرفه, فهو قد يشمل المفاهيم الذهنية أو العينية, أو الوسائل والأدوات المعبرة عنها, التي جميها تشمل بتعميم "ما يعرفه الإنسان", وفي هذا الفهم, يمكن أن تتحرك معاني النسبية المعرفية, الى عموم مساحات النسبية ومدركاتها, كونها رديفا بنيويا, للإدراك والفهم والتعبير.

والى ذلك أشارت مقدمة الكتاب الى أن التميز الذي يحققه الإنسان, ويجعله كائناً متفرداً، إنما لكونه صاحب علقة معرفية, تؤسس لعملية الفهم, التي تربطه بالآخر، فالمعرفة والإدراك والفهم, هي من لوازم الإنسان العاقل، والتخلي أو التشكيك, في القدرة المعرفية لدى الإنسان، هو تخلي أو تشكيك في حقيقة الإنسان العاقل, إلا أن الفكر البشري, أصطدم بموجات تشكيكية,  في ما ينتجه العقل من معرفة.

وأن هناك جذوراً فلسفية, أسست لنسبية المعرفة, مما فتح الباب أمام كل أشكال المعرفة, وجعلها لا تخرج عن دائرة النسبية, حتى تلك المعرفة التي يمكن أن تحصل من دلالات النص, وبالتحديد النص الديني، وما يحمله من فهم نسبي, باعتبار أن الأفق المعرفي, غير محصور, ما دامت المعرفة وليدة تجارب حياتية تاريخية لا نهائية، كما تؤسس لذلك فلسفة الهيرمنيوطيقا, أو التفسير التأويلي للنص.

 

النتاج المعرفي وجدلية النسبة بين العلم والمعرفة

والجدير بتأكيده, أن الباحث قد حسم هذه الجدلية, في معرض دراسته للنسبية, في مدلولات العلم والمعرفة, فقد عرض للنسبة بينهما, التي قد تكون بالتساوي أو التعارض, وقد أثبت أن هذا التباين, لا يغيّر في مساق البحث, عن تقييم النسبية لكليهما, إن كانت النسبة بين العلم والمعرفة هي التساوي، أو كانت النسبة هي العموم والخصوص من وجه أو العموم والخصوص المطلق، أو حتى التباين, مع أن البحث لا ينفي الأدلة الخاصة بالمعرفة، بناءً على أنها غير العلم.

والحقيقة أن "المعرفة", تشكل في الإدراك الإبستيمولوجي,  Epistemology"فلسفة العلم أو علم العلم, المعبر عنها بنظرية المعرفة العلمية", أنها النتاج المعرفي العلمي, أي أنها نتاج المعرفة العلمية, وقد عبر عن ذلك المفكر المجدد الشيرازي الحسيني, بأنها "لما سبق العلم به", وأن "العلم بالجامع ينتج معرفة الإنسان"[1].

وقد تكون نتاج المعرفة الإنسانية عموماً, كما يعبر عنها في نظرية المعرفة, إذ تختزن فيها ثقافة الشعب, ومتبنياته التاريخية, بما تشمل المحرمات الإجتماعية العقدية والإعتقادية, Taboo أو Tapu, كما أن مدارس نظرية المعرفة مختلفة, فالتجريبيون أو دعاة المنهج العلمي الإستقرائي التجريبي, يردون المعرفة إلى التجربة العملية, ودعاة المنهج "الإمبيريقي", يردون المعرفة الى الحواس حصرا, والعقليون أو دعاة المنهج العقلي, والمنطقي الإستنباطي, يؤكدون أن المعارف مصدرها العقل, لا الخبرة الحسية.

وعن طبيعة المعرفة, يقول الواقعيون أن موضوعها مستقل عن الذات العارفة, ويؤكد المثاليون أن ذلك الموضوع عقلي في طبيعته, لأن الذات لا تدرك الا الأفكار.

 

محددات "المعرفة" والممكن في النسبية المعرفية

تتحدد المعرفة, بأنها مجموعة من المعاني والمفاهيم, والمعتقدات والأحكام والتصورات الفكرية, التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة, لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به, إن التمييز بين العلم بمفهومه التخصصي, والمعرفة بمفهومها الإنساني, وكذلك ما بين العلم بدالته النخبوية, وبين العمل التطبيقي به, بدالته المجتمعية, هو من الإهتمامات الرائدة في البحث العلمي, فالباحث يتوجه في البحث والدراسة, إلى تناول جانب المعرفة, التي تشترك مع العلم في دقته وآفاقه الرحبة, واسقاطاته وتأثيراته, الإنسانية والمجتمعية.

إن العناية بالعلم بحثاً واستقصاء وتخصصاً وكشفاً، انما يصب في النتيجة في إطار المعرفة بمعناها الشامل, كما أن تبسيط العلم, وإدخال مفاهيمه ومناهجه ومعلوماته, إلى حياة الأفراد والمجتمع, هو جانب من جوانب نشر المعرفة العلمية، وإرساء للتوازن ما بين العلم والعمل به, أو الجانب التطبيقي له, أو ما بين العلم والمعرفة الشاملة.

إن نقل العلم أو نتائجه التطبيقية, لن تحقق المعرفة المرجوة منها, ما لم يجري البناء الحضاري للفرد والمجتمع, وفق القوانين التي تحكم حريتهما بوعي وادراك، أي ما لم تنبع هذه المعارف من داخل المجتمع, وتصبح جزءا من كيانه الفكري, ومنسجمة مع تطلعاته, ومنعكسة في سلوكه، وهذا يعتمد على المشاركة الواسعة من مختلف القوى العلمية، وكافة عناصر المجتمع العلمي.

كما يعتمد ذلك على الإيمان, بأن حقائق العلم ليست أبدية وثابتة سرمدية, وإن بالإمكان على الدوام مناقشتها, والإتيان بالجديد فيها أو تطويرها وتعديلها, وبالتالي على رفض الرؤية الظلامية الغيبية, الطاردة للتنوير والإنفتاح على العلم, ومن ثم التعامل مع الطبيعة والحياة, في موقف التفهم المباشر, والعقلية المنهجية المنفتحة, على سائر مساحات المعرفة العلمية, وهي منطقة منهجية, تلامس بشكل قريب, مفهوم الممكن من النسبية المعرفية.

 

النسبية والوظيفية الفكرية للمعرفة

إن المعرفة العلمية, جزء من المعرفة برؤيتها الشاملة, ويتم تداول عناوين مختلفة من المعارف, ويجرى إدراجها ضمن فئات معينة وقد شابها نوع من الاختلاف بين المفكرين, وإن هذا الاختلاف يعود بالدرجة الأولى إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها المفكّر أو المنظّر في العنوان المعرفي بذاته.

وقد طرح الفيلسوف "فوكو", مفهوم المعرفة "EPISTEME", باعتبارها شبكة مفهومية, تتضمن كل الأنماط المعرفية, في حقبة زمنية معينة, وقد اصطلح على هذا المفهوم بالفلسفة المعرفية الجامعة, او فلسفة المعرفة الشاملة "الإبستيميلوجيا".

إن المرحلة الأولى في الوظيفة المعرفية, هي اكتشاف المعرفة العلمية من خلال خدمات البحث العلمي وما يتصل بها, ومن ثم تدخل مرحلة نقل المعرفة العلمية ومرحلة نشر المعرفة العلمية, التي تتولاها مؤسسات التعليم ووسائل الثقافة والإعلام, وبذلك يمكن القول إن البحث العلمي, هو الماكنة التي تنتج "العلم", والذي بدوره يعد الماكنة التي تنتج "المعرفة"[2].

وعليه فإن مفردة "المعرفة", في المتبنيات النسبية لها, يمكن أن تسقط مدلولاتها, على مجمل مفاهيم النسبية ومرتكزاتها, وبالتالي المعاني التي تعبر عنها, سواء كتعريفات عامة لها, وهي النسبية بحد ذاتها, وبما تعرف بالمعاني الأساسية للنسبية, أو لجهة العوالم الكونية, التي تتحرك فيها ومرتكزاتها, وستعرض الدراسة, في الحلقة القادمة, الى المعاني التي اعتمدها الباحث تحديداً, في تبيان النسبية المعرفية.

 

====================================================

[1]  الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي, فلسفة التاريخ, ص10.

[2]   هيثم الحلي الحسيني, دراسات في مناهج ومنهجيات البحث العلمي, الحلقة الدراسية الثانية, "مدخل ومقاربة في البحث العلمي", مقالات حول العالم, 2011.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 24 رمضان 1433هـ  ||  القرّاء : 10366



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net