||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 423- فائدة فقهية: قضاء غسل الجمعة ليلة السبت

 87- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) -12 ضمانات استقامة القوات المسلحة ونزاهتها -7 إلغاء التجنيد الإلزامي وتقليص الجيش النظامي وتطوير الموازي الشعبي للجيش: (العشائر)

 201- مباحث الاصول - (الوضع) (8)

 231- خصائص الامة في الامة: العالمية ، الكفاءة ، الكفاية ، التخصص ، التماسك ، والاخلاق

 24- بحث في مناقشة دعوى كون الرواية امراً حسياً مطلقا

 452- فائدة أصولية: وجوه منشأ السيرة العقلائية

 90- بحث تفسيري: إجابات ستة عن الاشكال: بأن الاعلان عن سرقة اخوة يوسف كان إيذاءاً واتهاماً لهم

 70- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟

 168- مشاهد تصويرية من واقعة الغدير ومقتطفات من خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

 486- فائدة قرآنية: (عموم القرآن الكريم لمختلف الأزمنة والأمكنة والظروف)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23702090

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:32

 
 
  • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .

        • الموضوع : 136- كيف ننصر رسول الله (ص) ؟ .

136- كيف ننصر رسول الله (ص) ؟
الأربعاء 2 ذو القعدة 1433هـ





 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. 
يقول تعالى في محكم كتابه: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)( ) 
في هذه الآية المباركة هنالك الكثير من الأبحاث المهمة, اخلاقية, اجتماعية تربوية,لم نتوقف عندها في هذا المبحث نظرا لان المبحث خُصص للنتائج التي تترتب وتتمخض عن البحث حول هذه الآية ولعلنا في المباحث القادمة نتوقف عند بعضها( ) بإذن الله تعالى. الذين يسيئون الى رسول الله ,وحبيب الله ,وخيرة الله من خلقه وأفضل رسله, محمد المصطفى (صلى الله عليه واله ) إنما يسيئون الى أنفسهم أولاً، وإلى أهليهم ثانياً, كما يسيئون الى أمتهم وحضارتهم ثالثا, كما انهم بذلك يسيئون الى البشرية رابعاً, كما أنهم يسيئون الى أنبياء الله العظام كافة خامساً. 
فالإساءة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) لهي جريمة بكل المقاييس والموازين . 
الاساءة الى انفسهم واهليهم أ ) أما أنهم يسيئون الى أنفسهم ؛فلأنهم لا يكسبون من ذلك إلا العار ,وإلا الشنار, وإلا الخزي, وإلا ما ذكره تعالى بقوله: (أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) في الدنيا قبل الآخرة, ولأنهم سيكونون منبوذين مكروهين يعدُّهم كل إنسان سويّ أعداء البشرية, وأعداء الحضارات, وأعداء الإنسانية. 
ب) وأما أنهم أساءوا الى أهاليهم؛ فلأنهم أوقعوهم في عنت ونصب ومشقة وخوف وقلق وخجل ووجل فـ(إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)( ) فهؤلاء خسروا أهليهم كما خسروا أنفسهم , فان أهاليهم عادة ينقلبون ضدهم, وإلا فسيكونون معهم شركاء في العنت والعذاب . 
الإساءة الى البشرية ج) كما أنهم بإساءتهم الى أقدس واطهر شخصية عرفها العالم بأكمله، يسيئون الى البشرية أيضا ؛ لأنهم يهددون السلم الاجتماعي ,ويحطمون التعايش بين الأمم ,وبين الحضارات ,ويحطمون الاستقرار الاجتماعي والأمن الاجتماعي.ِ وأية جريمة أعظم من ذلك؟! اذ أن قبح ذلك يعدّ من المستقلات العقلية, ولذا نجد الأمم اجمعها مقرة ومذعنة بأن حفظ النظام واجب عقلا , والإخلال بالأمن الاجتماعي قبيح عقلا وعرفا وشرعا وفطرةً. 
الإساءة الى حضارتهم د) وهؤلاء أيضا يسيئون الى أمتهم وحضارتهم لأنهم يكشفون القناع عن نفاق تلك الحضارة متجسدةً في حملتها ويكشفون عن أن تلك الحضارات والدول الكبرى التي تنتج مثل هؤلاء ثم لا تقف امامهم بقوة, هي حضارات ودول بائسة.ِ ذلك أن الحضارة التي تنتج مثل مؤسس عبدة الشيطان ,الساحر المعروف المسمى بـ(شلزليفي) عام 1966م, وتوفر له الحماية, هي حضارة بائسة. والحضارة التي تنتج كهؤلاء الذين أنتجوا رسوما او أفلاما او غير ذلك ,هي حضارة غير متحضرة, حيث أنتجت ووفرت المناخ لهذه النوعية من المجرمين بحق البشرية وبحق حضارتهم أيضا. وحيث لم يقف حملة تلك الحضارة امامهم ويلاحقوهم قضائيا وإعلامياً غير ذلك مما يمكنهم أن يقوموا به. 
إذن أساءوا إلى حضارتهم وشوّهوها فإن الحضارة التي تدعي انها ترعى حقوق الإنسان, فان مثل هذه التصرفات تكشف عن زيف هذا القناع الذي يتلبسون به. 
أين حقوق الإنسان التي بها تتشدقون ؟ ام أين الحرية التي بها تتبجحون؟ ومليارا مسلم تنتهك حرمتهم, وقد أهينوا شر اهانة ثم أنتم صامتون ساكتون؟ 
والغريب أنه اذا كان هناك شخص من اتباعهم يلاحق ـ حتى اذا كان ذلك بحق ـ فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ,بعنوان وذريعة حقوق الإنسان , ولكن مشاعر ملياري مسلم ـ بل كل انسان منصف ـ تنتهك بكل بساطة , وتنتهك حرماتهم بهذه الطريقة المقززة والبائسة والساقطة, ثم لا نجد إلا بعض الشجب وعلى استحياء واحتياط! فأين حقوق الإنسان إذن؟ 
الاساءة إلى أنبياء الله العظام هـ) كما أنهم جناة بحق كافة أنبياء الله العظام ؛ لان أروع صورة, وأقدس صورة, واطهر صورة ,وأجمل صورة ,وأبهى صورة, قدمت عن أنبياء الله العظام , هي الصورة التي قدمها رسول الله المصطفى محمد (صلى الله عليه واله). وهل يوجد في باقي الأديان الأخرى ذلك التقديس والبهاء, وذلك الطهر والنقاء ,وتلك الروعة والصفاء, وذلك الجمال الملائكي الذي كلّل به رسول الله (صلى الله عليه واله ) أنبياء الله الكرام ؟. 
لاحظوا الأديان الأخرى وما الذي تقوله بحق الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)؛ ففي كتبهم المحرفة نجد أن النبي الفلاني ـ والعياذ بالله ـ سقته ابنتاه الخمر وزنتا به . فهل هذه هي الصورة التي تقدم عن أنبياء الله وأولياءه؟! أما اذا جئنا الى القران الكريم الذي نزل على صدر الحبيب المصطفى (صلى الله عليه واله), فسنلاحظ أية صورة رائعة يقدمها عن الأنبياء الكرام, وأية صورة نموذجية يقدمها عن نبي الله موسى, وأية صورة أخاذة يقدمها عن روح الله وكلمته عيسى بن مريم, وأية صورة مثالية يقدمها عن نبي الله وخليله إبراهيم, وسائر الأنبياء العظام. 
فالذي ينتهك حرمة رسول الله (صلى الله عليه واله) ينتهك في واقع الأمر حرمة جميع الأنبياء والمرسلين؛ لان رسول الله (صلى الله عليه واله ) هو المدافع الأفضل والأكمل, والمجسد الأروع لرسالات الأنبياء على مر التاريخ . 
كلمة للغرب بعد ذلك لنا كلمة مع الغرب ووقفة مع الشرق ومع النفس: أما كلمتنا للغرب فنقول :لامناص لكم ـ ان كنتم منصفين وكانت لكم ذرة من الإنسانية ـ ان تعترفوا بعظيم حق رسول الله (صلى الله عليه واله ),على حضارتكم وعلى البشرية جمعاء؛ اذ لولا رسول الله (صلى الله عليه واله ) لكانت الدنيا كلها ظلاما ,وكان الجهل مخيما وكان الناس يعيشون في ما يشبه العصور الحجرية؛ اذ ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) هو رسول العلم ,ورسول الرحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). ولاحظوا هذه الدولة التي تدعي رعاية حقوق الإنسان, ما الذي صنعته في (هيروشيما وناكازاكي)في اليابان؛ حيث ألقت قنبلتين ذريتين عليهما فأحرقتهما بالكامل, وقتلت مئات الآلاف من الناس . فهل انتم حملة راية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ؟ ام الرسول المصطفى محمد (صلى الله عليه واله), وقد جاءه ذلك الخبير العسكري , عندما حاصر المسلمون اليهود في معركة شهيرة, فقال للنبي (صلى الله عليه واله): ان مقاومة اليهود ستطول, ومن السهل جدا ان يستسلموا لك بأمر بسيط ,وهو ان تلقي بعض السم في مجرى النهر الوحيد الداخل الى قلعتهم , وعندها سوف يموت البعض – ولعله أفراد قلائل فقط – لكن سوف يستسلم الآخرون, فرفض الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ذلك، لماذا؟ لأنه نبي الرحمة, ونبي الإنسانية ,ومثله لايقوم بمثل هذا الفعل. 
وهنا نسال من الذي يبيع الأسلحة للعالم ؟ أليسوا هم أول مصدِّر للأسلحة للعالم كله؟ أليسوا يدعمون هذا الحزب الإرهابي وتلك الجماعة الإرهابية( ). 
إن عدداً من كبار علمائهم ومؤرخيهم كـ(ويل ديورانت) في كتاب قصة الحضارة وغيرة يعترفون بان المسلمين, هم أباء العلم الحديث , ومعنى ذلك انهم كانوا تلاميذنا في القرون الوسطى في الأندلس وغيرها, وما ذلك الا من بركات رسول الله وأهل بيته الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام). 
إذن فالحضارة الغربية مدينة لرسول الله (صلى الله عليه واله ),في تقدمها العلمي, الغربيون مدينون لرسول الله فيما لهم من حريات نسبية, وفيما لهم من ديمقراطية نسبية, وغير ذلك. فعلى الغرب أن يعترف أولا بان أعظم وسيطٍ نعم الله سبحانه وتعالى عليهم ,كما على البشرية جمعاء ,هو الرسول المصطفى محمد (صلى الله عليه واله ) وفي ذلك لهم خير الدنيا والآخرة. ولو اعترفوا بذلك لأكلوا من فوق ارأسهم ومن تحت أرجلهم (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)( ) ثم عليهم ثانياً ان يعتذروا وعلى أعلى المستويات, من هذه الإساءات, وان يعتذروا من كل أنبياء الله, ومن عيسى المسيح الذي يعتقدون به؛ لان عيسى هو الذي بشر به (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)( ). ومن المفارقات أنكم تجدونهم يعتذرون عن بعض القضايا الثانوية بل وغير الصحيحة لكنهم في مثل هذه القضية يتحججون بحقوق الانسان والحريات وغير ذلك يتمسكون!ثم على الغرب ثالثاً ان يلاحق هؤلاء قضائيا, وكافة الذين يقفون الذين من ورائهم؛ لانهم يهددون السلم الاجتماعي والسلم العالمي. هذه كلمتنا مع الغرب. 
وقفتنا مع الشرق أما وقفتنا مع الشرق , او مع المسلمين بشكل عام فنقول : ما هو واجب المسلمين اتجاه هذه الإساءات, وهذه الانتهاكات ؟ وما هي الخطوات التي علينا ان نتخذها ؟ الجواب على ذلك: هناك خطوات في السطح وهناك خطوات في العمق علينا ان نتخذها: أما على مستوى السطح: فهناك مقترحات سهلة ,وايجابية ,ونافعة ,ولها الموضوعية والطريقية وهي في حد ذاتها ذات قيمة وايضا ستبعث رسائل قوية للآخرين: اولاً) أن نقرر نحن المسلمين ,من الآن إلى سنة كاملة, أن يقدم اي شخص يولد له مولود ذكر, بتسمية (محمداً), واذا كانت انثى فليسمِّها (فاطمة), او ليسمِّها (خديجة)؛ لان خديجة سلام الله عليها, مظلومة الى ابعد الحدود, فقد كانت هذه المرأة ملائكية بما للكلمة من معنى, وكانت إنسانة بكل المقاييس, وينبغي ان يركع الغرب امام عظمتها (عليها ازكى الصلاة والسلام) بل على كل انسان منصف, ان يقدر ويجل هذه السيدة الجليلة المثالية والنموذجية, والتي لا نظير لها فيما نعلم في التاريخ في سلسلة مواقفها الخالدة, فقد وقفت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وقفات تنوء بحملها الجبال الرواسي وبذلت كل الثروات التي كانت تملكها طيّعة النفس شائقة لذلك, ثم تحمّلت المقاطعة الاجتماعية الشاملة لها من نساء قومها, وغير ذلك، ولم تَهِن ولم تضعف أبداً.ثانياَ) ان تقدم الدول الإسلامية, بتسمية عدد من الشواع الرئيسية في العواصم والمدن الكبرى , بأسماء النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) ثالثاَ) ان نقرر من ألان ولمدة سنة أن نسمّي أية مؤسسة تؤسس , وأية مدرسة تبنى, وأية نقابة ,وأي مسجد, وأية حسينية, وأية شركة تؤسس ان نسميها باسم المصطفى محمد (صلى الله عليه واله). 
أما في العمق 1) علينا في مواجهة هذه الإساءات التي تصدر بين فترة وأخرى , من قبل شرذمة مُدانة من قبل البشرية ,ومن قبل حتى أتباع أديانهم كما صرح بذلك الكثيرون منهم , علينا أن نحاول في حياتنا العملية أفرادا, وجماعات, وشعوبا, ودولا, ان ننتهج منهج رسول الله (صلى الله عليه واله) في الحياة ومنهجه (كان خُلُقُه القران), فعلينا ان نضع القران نصب أعيننا تجسده هذه الكلمة: وفي عقولنا, وقلوبنا, وأن نسعى لكي تتجلى تعاليمه على جوارحنا أناء الليل وأطراف النهار. فعلينا أن نترجم الآيات الحيوية في القران الكريم ـ على حسب ما اصطلح عليه السيد الوالد ( رحمة الله عليه وعلى علماءنا الماضين جميعا ) ـ في سلوكنا مثل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) فلو ان كل شخص في عائلته طبق هذه الاية , فأية صورة مشرقة كنا نستطيع ان نقدمها عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) ,وعن الإسلام وعن المسلمين إلى العالم كله؟ واذا كانت العشائر كلها تنتهج منهج العدل والإحسان , واذا كانت الأحزاب كذلك ,واذا كانت الدول الإسلامية تنتهج ذلك المنهج، فأية جنّة كانت ستكون الأرض؟ وألم يكن يشكّل ذلك ابلغ وأفصح وأروع رد عملي على اي شخص تسوّل له نفسه انتهاك حرمة رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ 
النبي الاكرم المظهر الأسمى للعدلعندما حضرت رسول الله (صلى الله عليه واله )الوفاة وقد سمته تلك المراة اليهودية, فما ألذي صنعه بها (صلى الله عليه واله)؟ هل رأيتم شخصاً بهذه القدسية, وبهذه الطهارة, وبهذه الدرجة من سموّ النفس؟ لقد عفا عنها بكل بساطة, مع انه قضى نحبه (صلى الله عليه واله) من ذلك السم ومن غيره ايضا. وقبل وفاته (صلى الله عليه واله) وفي مرضه الأخير أعلن: من كانت له ظلامة عليّ فليطالبني بها . فهل يوجد ألان رئيس دولة او ملك او أمير أو قائد أو حاكم يقف أمام شعبه وفي محضرهم ومنظرهم ليعلن قائلاً: من له عليّ حق فليتفضل وليقتص مني؟! فقام شخص يقال له (سواده ) فقال يارسول الله لي عليك حقاً: ففي يوم من الأيام كنت تسوّي صفوف الجيش فأصاب طرف سوطك بطني وأنا الآن أريد أن اقتص! فلم يناقشه النبي الأكرم (صلى الله عليه واله ) ولم يطالبه بالبينة وما أشبه , بل قال له تعال واقتص يا سواده( ) فقال سواده: لا, فقد كانت بطني عند ذلك مجردة, فكشف الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) عن بطنه ليقتص منه سواده, أمام الناس وهم يبكون؛ هذا رسول الله القائد العظيم والواسطة بين السماء والأرض, يُمكِّن المدّعي من قصاصه وبدون شهود , والمسلمون يبكون والنبي الأكرم على وشك أن يرتحل الى الرفيق الأعلى . فجاء سواده واقترب من الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) فقبّل بطن رسول الله (صلى الله عليه واله ).فقال (صلى الله عليه واله ) ياسواده, أتقتص أم تعفو؟ فقال بل أعفو يا رسول الله. فقال (صلى الله عليه واله ): اللهم أعف عن سواده كما عفا عن نبيك. ان علينا كخطوة في العمق, ان ننتهج منهج رسول الله (صلى الله عليه واله) في العدل والإحسان، ومع القريب والغريب والمحسن والمسيء. 2) الحريات: فقد كان رسول الله رسول الحرية (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)( ) فعلى المسلمين في دولهم ان يطبقوا هذا المنهج (منهج الحريات). ومن الغريب ان تجد بعض دول الربيع العربي التي ثارت ضد الاستبداد والدكتاتورية ترجع الى بعض الممارسات الاستبدادية من جديد بحيث سمعنا أن قادة ذلك البلد منعوا أتباع أهل البيت من تأسيس حسينية! فأية دكتاتورية هذه ؟! وهل هذه هي الصورة التي يريدون ان يعكسوها عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وألا يقدمون بذلك مبررا لبعض جهلة الغرب وسفهائهم؟, وما المانع من تأسيس حسينية باسم سبط رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ هل هذه هي الحرية وهل هذه هي الديمقراطية التي جئتم ممتطين صهوة جوادها. 3) اقترح : على كل مسلم من الملياري مسلم ان يخصص يوما وليكن الأول من ذي الحج من كل عام, في هذا اليوم يعزل مقدار 20% الى 1% من أمواله لنصرة رسول الله المصطفى محمد (صلى الله عليه واله ) ؛يطبع به مثلا كلماته (صلى الله عليه واله ), أو يساند به الفضائيات والإذاعات التي تدافع عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) او يسهم في دعم مراكز دراسات متخصصة عن رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه واله) او يدفعها الى الفقراء والأيتام أو يؤسس مياتم للأيتام أو مستوصفات أوصناديق الإقراض الخيري، باسم رسول الله (صلى الله عليه واله) . والمهم ان تتمحور حياة المسلمين على منهج رسول الله, ودين رسول الله, والمعاني النموذجية والمثالية التي كان يحملها (صلى الله عليه واله ). 
الدول الغربية سينالها العقاب الإلهي أقول واستظهر وان شئت فقل أتنبأ ـ والعلم عند الله ـ : بلية عظيمة ,ونقمة إلهية كبرى ستحل بكل هؤلاء الذين حموا هؤلاء المجرمين او وفروا لهم الأجواء, او دافعوا عنهم بشكل من الأشكال , وستجدون ذلك على مستوى الدول الغربية وفي غضون سنة واحدة فقط ان شاء الله تعالى. ذلك أن الله تعالى لا يرضى ولا يقبل بان تنتهك حرم أولياءه بهذه الأساليب البذيئة الهابطة, (وإن غداً لناظره قريب). وآخر دعوانا, أن الحمد لله رب العلمين ,وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين ... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأربعاء 2 ذو القعدة 1433هـ  ||  القرّاء : 11388



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net