• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .
              • الموضوع : 183- تجليات النصرة الالهية للزهراء المرضية ( عليها السلام ) ــ ايام الاسبوع حواضن للقِيَم وجسور وروابط بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) والزهراء والاوصياء ( عليهم السلام ) .

183- تجليات النصرة الالهية للزهراء المرضية ( عليها السلام ) ــ ايام الاسبوع حواضن للقِيَم وجسور وروابط بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) والزهراء والاوصياء ( عليهم السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين, سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولاحول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. 
 
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )[1] 
 
( الايام ) حواضن المبادئ والقيم ومعالم للمعصومين( عليهم السلام ) 
 
بمناسبة أيام مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها نشير الى عدد من المباحث على ضوء هذه الآية الشريفة : 
 
المبحث الاول : 
 
لماذا تكرر التعبير بـ( من يشاء ) و ( كيف يشاء ) في القرآن الكريم ؟ 
 
المبحث الأول: حول كلمة ] من يشاء [ فانه قد يتوهم متوهم أن كلمة ]من يشاء [ تستبطن في داخلها الانفلات , أو الفوضوية، أو اللاملاكات واللاضوابط واللاحدود، ولا أي شيء من هذا القبيل. 
 
فمثلًا قد تسأل شخصا: فتقول: من الذي سوف تكرمه غدا؟ فانه تارة يقول لك: سأكرم المؤمن أو سأكرم العالم، لكن تارة اخرى يقول: اكرم الذي أريد أن أكرمه، أي من أريد سأكرمه. 
 
هل يمكن أن يتطرق إلى الوهم مثل هذا الاحتمال؟ 
 
والجواب : لقد ثبت في محله في علم الكلام ان الله سبحانه وتعالى حكيم على الاطلاق وان وأن أفعاله معللة بالأغراض الواقعية التي يحيط بها بعلمه المحيط ، وأن المصالح والمفاسد وراء كل أمر أو نهي او فعل او قول أو ما أشبه ذلك ، ومن الواضح أنه بذاك الأصل الثابت الموضوعي المقرر في محله نعرف ان كلمة {من يشاء} ليس المراد بها العبثية، الفوضوية، الانفلات، وأنه لا ضوابط ولا ملاكات. 
 
لكن الكلام يدور حول : ما هي النكتة في هذا التعبير اثباتاً بعد ان كانت الحقيقة واضحة في عالم الثبوت ؟ 
 
والذي يؤكد ضرورة البحث عن النكته والسبب والوجه هو ما نلاحظه من أن القرآن الكريم في مختلف المواطن يركز على مثل ذلك: قال تعالى : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ [2]) وليس الذي يدرس ويفكر مثلاً ، أي لم يقل تعالى : يؤتي الحكمة من درس ومن فكر وتدبر او من سار في الأنفس والآفاق حيث قال ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ )[3]، بل الآية هي أنه ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ )، وفي آية اخرى: ( وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ [4]) وكذلك ( يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[5] إذن هناك تركيز على ] من يشاء [ ، ما هي النكتة في ذلك؟ 
 
وكذلك نلاحظ الامر ذاته في الموارد الأخرى المشابهة ،مثل الآيات الأخرى التي تقول ]كيف يشاء [ ، مثل قوله تعالى: ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )[6] ، والمراد باليدين : يدي القدرة والقوة في آية أخرى يقول عن السحاب : ( فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ )[7]، 
 
وكذلك المفردات الآخرى المضارعة، مثل: ( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ [8]). 
 
والآيات من هذا القبيل ليست بالقليلة، فما هو الوجة ـ بعد الفراغ من كونه تعالى حكيما ـ في هذا التعبيروالتحويل على المشيئة ؟ 
 
من وجوه الحكمة في الأِحالة على المشيئة الالهية 
 
نقول: هنالك وجوه عديدة يمكن أن تذكر كوجهٍ للعدول عن بيان الضابطة إلى التعويل والتحويل على المشئية ، وسوف نشير لبعضها في هذه العجالة : 
 
1- اخفاء الحقائق والمصالح والمفاسد والجهات 
 
السبب الأول: هو الإشارة إلى أ - خفاء الحقائق ب - وخفاء المصالح والمفاسد ج - وخفاء الخصوصيات والمزايا والجهات فان هذه الثلاثة خفية علينا نحن البشر- عادة - اصلاً او ببعض دراجتها . 
 
فـ(الحقائق) مخفية علينا قال تعالى : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [9]). 
 
وكذلك (المصالح والمفاسد) بجهاتها المختلفة وتزاحماتها ونتائجها النهائية فانها خفية علينا. 
 
كما ان ( الخصوصيات) ، والجهات، والمزايا، ايضا خفية علينا , ولذلك قال سبحانه وتعالى: ]من يشاء [ لأنه لا شك- كلاميا- في أن الله عندما ينصر، فإنه ينصر بحكمة، لكن متى ينصر؟ واين ؟ وكيف ؟ هذه كلها خفية علينا. 
 
مثلا قضية الروم- قال تعالى : ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) فقد منح الله النصر للروم وقد اخبر عن انه سينصرهم, لكن متى؟ بعد سنتين؟ ام بعد عشرين سنة؟ قال : ] في بضع سنين [ وهنا ايضا توجد حيثية خفاء بل واخفاء !! ذلك ان المصلحة قد تكون في ما لا نتصوره ! 
 
ان الله تعالى هو الاعلم بالمصلحة، فأَرجِعَ الأمر إليه , ولا تحكم ايها الانسان ولاتجزم بانني حيث فعلت كذلك فكان ينبغي أن يكون كذا ، فاذا لم يكن كذا، فتعتب على الله! 
 
وهنا نذكر مثالا لطيفا في قصة مفصلة نوجزها: 
 
كانت هناك شخصية كبيرة مرموقة قبل ألف وثلاثمائة واربعة وسبعين سنة، ولعله كان شيخ عشيرة، وكان خيّرا صالحا كما يبدو ولذا شمله لطف الله تعالى ، وذات يوم حدث ان صعد الى الشرفة ـ الطارمة ـ فزلت قدمه وسقط الى الارض فكسرت رجله. 
 
ونظائر هذا كثيراً ما يحدث لنا ، فان الإنسان كثيرا ما يبلتى ابنه أو أخوه أو أبوه بمرض عضال او بحادث دعس سيارة أو شيء آخر فيصاب بما يصاب به، بشلل أو بغيره، فقد يعتب على الله تعالى وانه لِمَ ذلك ؟ وقد يفلسف ذلك بعضهم بان فلاناً كان إنساناً خيراً، فلم حدث له ما حدث؟ وان هذا الإنسان هو ممن يكرم اليتيم ويفعل كذا من الخيرات، فلمَ وقع له ما وقع ؟ أو لم تفككت اسرته لسبب لا يعود له ، أو لم فقد أرصدته كلها رغم أنه كان خيرا ينفق إلى ما شاء الله؟ 
 
لكن الله تعالى ( يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )، والكيفية هو الذي يحددها ، وليس غيره من يحددها، فان الانسان لا يعرف وجه المصالح وخفايا الامور . 
 
المهم ان هذا الشخص سقط من الشرفة وكسرت رجله فجاء المجبّر وجبّر رجله، وإذا بمبعوث من قبل يزيد يأتي إليه يدعوه ويأمره بالخروج لقتال الحسين ( عليه السلام ). فاعتذر بحجة كسر رجله فتركوه لحاله! بينما – في المقابل - إذا كانت رجله سالمة، فكان أمره دائرا بين اثنين: إما أن يذهب لقتال الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيكون من أهل النار، أو يرفض ويأبى فيحطمون أسرته كلها، فكان من الأهون ان تكسر رجله عن ان يدمرون اسرته و يأسرون اولاده وبناته فكيف بان يخرج لقتال سيد شباب اهل الجنة ؟ 
 
أن الواقع خفي علينا: المصالح خفية علينا والمفاسد إلا ما ظهر من بعض جهاتها، ولا نعرف عمقها ولا سائر الجهات المزاحمة لها، لذا كان لابد من ايكال الامر اليه جل اسمه ليحكم كيف يشاء متى يشاء بما يشاء ! 
 
2- الايحاء بالهيمنة الالهية المطلقة 
 
ثانيا: لكي يقودنا ذلك إلى أن نعترف بالهيمنة المطلقة الإلهية على كل هذه الظواهر والاسباب والعلل المادية، فلا نركن إلى قدرتنا مهما أوتينا من سلطة وعلم وحكمة، ومال وذرية وجمع وعدد . 
 
ان بعض الناس قد نراه إنسانا صالحاً، لكنه لو وكله الله إلى نفسه ولو ثانية واحدة فقط فإنه ربما يسقط في الامتحان. 
 
كما نرى البعض من الفقراء يعتب على الله بشدة، ولكن هذا الفقير لا يعرف المصلحة في ذلك , لو اطلع على خفايا الامور لعرف أن من مصلحته الواقعية ان يكون فقيرا ، ومن اكبر الشواهد على ذلك انه ما أكثر الاشخاص الذين تجبروا بعد إذ استغنوا أو طغوا وعتوا وعصوا بعد إذ تسلطوا. 
 
والحاصل ان الله سبحانه وتعالى عندما يقول ]من يشاء[ ]كيف يشاء[ فانه يتضمن التأكيد على ان: الأمور مرتهنة به جل اسمه ، ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [10]) فعلى الانسان ان يعرف انه اذا وفّر كافة العلل المعدة ، فليعرف وليستحضر أن وراء ذلك وفوق ذلك إرادة الله فتوكل على الله، فعليه ان يتوكل ولا يتكل على نفسه. إذن هذه جهة من الجهات. 
 
ولكي يتضح ذلك اكثر فلنمثل بمثال عرفي واقعي : 
 
شخص مجاهد- وكثير منكم كنتم مجاهدين في زمن الطاغية كما انه ما أكثر المجاهدين في العالم على مر العصور ـ في بلدٍ , طاردته السلطات فأراد أن يهرب إلى خارج البلد لكنه لا يعرف الطريق، فيلتجئ إلى شخص خبير حكيم عارف بالمجريات، فيستشيره كيف أهرب من هذا البلد؟ فتارة يقول له: عليك ان تستخرج جوازاً مزوراً من المحل الفلاني مثلا، ثم تغادر عبر الحدود الكذائية بهذه الطريقة الخاصة. وذلك انما يكون لو كانت القضية بسيطة وامكن لهذا الشخص أن يخرج من هذا المعترك بمجرد هذا الارشاد الدقيق لكي يواصل مسيرة الجهاد من جديد من وراد الحدود. 
 
لكن القضية اذا كانت متشابكة معقدة لا تحكمها معادلة واحدة، بل تتحكم فيها عشرات المعادلات وتحتاج الى عشرات الخطوات و لو أخطأ في خطوة واحدة فإنه سيقع في أيدي الجلاوزة، فان ذلك الحكيم سيقول حينئذٍ تعال الي او اعتمد علي واوكل الامر اليّ[11] والذي أقوله لك اسمعه ونفذه، ولا يصح بل لا يمكن ان اشرح لك التفصيلات والخطوات، وانني لا أكلُك إلى نفسك بل أتعهدك بنفسي. 
 
إذا هذا الشخص ان كان بالفعل خبيراً وكان ذا نفوذ ايضاً – مثل علي بن يقطين- بحيث لو اخطأ المجاهد في خطوة فانه يتدخل ويخرجه من الورطة ومن المعترك والمحنة، عندئذ يكون عقلائياً أن يقول له: ارجع إليّ او إلى فلان واتبع مشيئته . 
 
وبذلك ظهر انه حيث كانت المنايا والجهات والأبعاد خفية، وحيث كانت المصالح خفية والواقع خفيا، وحيث كانت القضية متعقدة، متشابكة الأطراف، فان افضل ما ينبغي ان يقال ؟ ممن كلامه قمة في البلاغة وقمة في الحكمة هو: ] ينصر من يشاء [ ؛ لأنه الأعرف بكل المصالح والجهات والخفايا والأبعاد البعيدة المدى والمتوسطة والقريبة المدى، ويعرف تأثيرات هذا القرار حتى على أحفاد أحفادالانسان ايضا ، فانه قد يكون شيء ما لصالحك لكنه سيجر الوبال على ذريتك وأحفادك إلى يوم القيامة، وقد يكون شيء ما بضررك ظاهرا، من ضر أو بأساء أو ما أشبه لكنه سيجر العزة لك ولأولادك، والمشكلة اننا لا نعرف تلك المعادلات لكننا لو كنا عرفناها لأذعنا لها . 
 
وبكلمة فان قوله تعالى ( يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ) ( يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) وهكذا بقية الآيات، من وجوه الحكمة فيها : لأنه تعالى هو الأعرف بجهات المصالح كلها ؛ ولأنه حكيم رؤوف رحيم. 
 
وصفوة القول ان النكتة في ]من يشاء[ ليست التأسيس للعبثية، بل ان ]من يشاء[ هي بلحاظ دون لحاظ ، وليست ]من يشاء[ بلحاظ ما يقابل الحكمة، كما ان احدنا احياناً يقول: انا بكيفي ازوج بنتي كيف اشاء، فان المتكلم بهذا القول يحتمل فيه هنا احتمالان: فإذا كان إنساناً غير حكيم، فان معنى كلامه اي عبثا، وانه لا تهمه الملاكات ما هي، وإما اذا كان إنساناً حكيماً، عاقلاً فان معنى كلامه انه سيزوجها على حسب مقتضى الحكمة ، لا كما تشاء هي ولمـــّا تعرف خفايا الاشخاص وقد تغرها المظاهر والكلام المعسول، فليست هناك عبثية بل إحاله للمشيئة الاكثر حكمة ودقة 
 
ولإن شُك في أبٍ من الآباء فانه لا يُشك في الحكيم المطلق بدون كلام. 
 
إذن ]كيف أشاء[ هي بلحاظٍ دون لحاظ، فليست بمعنى أن لا حكمة ولا مصالح كامنة وراء مشيئته، بل هي في مقابل ما نريد بجهلنا ان نحمّله على الله أن يفعله! 
 
الاستشهاد على ذلك بـــ (وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) 
 
وذلك هو مقتضى البحث العقلي والكلامي ، ثم انني فكرت بأن أتدبر في الآية الشريفة عسى ان اجد فيها شاهداً (إضافة إلى الكبرى الكلية التي هي مسلمة في محلها من علم الله المحيط ومن حكمته ورحمته )، على ذلك؟ فوجدت انه يوجد شاهد واضح في رأس الاية الشريفة (أي آخرها): 
 
يقول تعالى سبحانه وتعالى: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ). 
 
فقوله تعالى ] وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [ يكشف عن ان نصرته منبعثة أو مؤطرة بعناوين يكمل أحدهما الآخر : وهما عنوانا العزة والرحمة ولذا وصف نفسه ههنا بعزيز ورحيم، وذلك انه لو كان عزيزا فقط، والعزيز هو القادر الذي لا يغالب، لقهر المشركين في نفس اللحظة. 
 
وفي الرواية: لو أن الدنيا تسوى عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء قط , والله يمهل ولا يهمل. فلو كانت الصفة التي ذكرت هي العزة فقط ، فان مقتضاها الانتقام فوراً فان العزيز فورا ينتقم، ويضرب بيد من حديد وهو القادر القاهر ، ولكنه ايضاً رحيم : رحيم بالكفار، فيعطيهم فرصة ومجالاً، لعل بعضهم يرجع إلى الحق، والدنيا هي دار إمهال وفسحة ومجال اما الآخرة فمعادلتها معادلة أخرى، فالدنيا دار امتحان ودار الامتحان تقتضي المزيج من الغضب ومن الرحمة، كلامها ينبغي ان يكون موجوداً ] وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [. فبعزته ينصركم، لكنه برحمته يؤخر هذه النصرة، وينتخب وقتا يجمع فيه بين الحقين . 
 
وتلك هي مجرد إشارة أجمالية، ولعل هناك مزيدا من الكلام عن ذلك يأتي في المستقبل ان شاء الله تعالى . 
 
البحث الثاني: للمشيئة ملاكات 
 
مع ان الله تعالى حوّل في هذه الاية ( يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ )الامر على المشيئة الا انه تعالى ذكر في موطن آخر ضابطا لذلك , فتم بذلك الجمع بين كل الحقوق، فمن جهة حوّل على مشيئته، ومن جهة اخرى وفي مواضع اخرى ذكر بعض الملاكات والضوابط ولم يهملها ويترك ذكرها بالمرة ، ومن الملاكات ماصرح به تعالى : ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) فهذه الآية اذن تكمل تلك الآية السابقة . 
 
والجامع هو : إذن مشيئة الله تابعة لمصالح ومفاسد في المتعلقات وقد ذكر بعضها لنا مما هي بأيدينا. اما الذي ليس بأيدينا ولا في حدود ادراكنا فقد احاله الى الإطار الذي يجمع كل الضوابط وهو ] من يشاء [ و ] كيف يشاء [. 
 
المبحث الثالث: كيف ننصر الرسل والاوصياء ؟ 
 
كيف ننصر الله؟ كيف ننصر رسل الله ؟ كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ كيف ننصر الصديقة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. كيف ننصرهم ؟ هذا هو موطن البحث الثالث . 
 
الجواب – بإيجاز ايضا -: نصرتهم لها أوجه، ولها مصاديق، ولها مراتب، ولها أنواع، ولها مفردات كثيرة، منها: عبر رعاية الحواضن والشعائر[12] 
 
(الحواضن) رعايتها، الاهتمام بها، الترويج لها، التفكير بها، الكتابة عنها، وأن تعيشها دوما. 
 
هذه طريقة من أهم طرق نصرة اهل البيت ونصرة الصديقة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعليهم اجمعين. 
 
المبحث الرابع: الايام حواضن المبادئ والقيم ومعالم للمعصومين ( عليهم السلام ) 
 
ونشير فيه إلى مفردة من مفردات الحواضن المجهولة أو المهملة عادة عند الاكثر. فان الحواضن كثيرة، تبلغ عشرين أو ثلاثين او اكثر , وكل احدة منها تحتضن مناسبة او قيمة او جانب من جوانب حياة ذلك المعصوم( عليهم السلام ). 
 
ومن الحواضن: ( الأيام ). وهي من اهم حواضن القيم والمبادئ ، وهي من أهم حواضن حياة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، كما انها من أهم ما ينبغي أن تراعى و أن تحظى بالاهتمام لكن الناس عنها عادة غافلون. 
 
والايام هي من مفردات (الزمان) 
 
وهنا لابد ان نسال : هل الزمان يُملك كما يملك المكان ؟ فقد يملك شخص هذا المكان، لكن الزمان كيف؟ 
 
الجواب : نعم، كما أن المكان يملك فان الزمان يُملك ايضاً، أو في مرتبة نازلة منه هناك حق اختصاص به. 
 
ومثاله الواضح : العبد، فان وقته ملك لسيده , وهكذا كل مستاجَر وكل موظف وعامل في شركة او مؤسسة فان الموظف يحرم عليه شرعا حسب الضوابط الشرعية العامة أن يضيع دقيقة من وقته في عمل او اتصال شخصي يضيع حق المستأجر او الشركة او يعد اخلالاً بالاتفاق . 
 
والذي نريد ان نخلص اليه : ان الزمان والايام والوقت قد تملك . 
 
( الايام ) مختصة بالمعصومين ( عليهم السلام ) او مملوكه او لهم ؟ 
 
وعلى حسب الروايات فان ( الايام ) مرتبطة بالمعصومين ( عليهم السلام ) ، وعلى حسب التحقيق الفلسفي الدقيق فان ( الايام ) هي ملك للمعصومين الاربعة عشر ، وهذا ما قد نتطرق له في مباحث قادمة ، لكن نقول الان : انه لا شك في ان للايام انتساباً للرسول( صلى الله عليه وآله ) وسائر المعصومين ( عليهم السلام ) وان لهم بها حق الاختصاص على اقل الفروض 
 
أ- يوم السبت 
 
ومن المعلوم ان يوم السبت مثلاً هو يوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، فهل نحن نعيش في يوم السبت حالة استثانئية من الارتباط برسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ !! 
 
وبعبارة اكثر شمولية : هل يطبع المسلمون حياتهم في يوم السبت بطابع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحيث يكون هذا اليوم متميزاً من بين أيام الاسبوع بهذه الجهة وهذه الخصوصية ؟ 
 
نعم قد يكون هنالك اشخاص يفعلون ذلك، لكن عامة المسلمين هل يعيشون يوم السبت . 
 
هل يفكرون في ذلك اليوم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر فأكثر؟ وهل يبادر الناس في يوم السبت - على الأقل- الى حفظ رواية واحدة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو الى كتابة مقالة واحدة عنه، او حتى الى ان يُذكِّر أولاده على مائدة الطعام مثلاً برسول الله( صلى الله عليه وآله ) وبمكارم اخلاقة ؟ 
 
ب - يوم الاحد 
 
كذلك يوم الأحد فانه هو يوم أمير المؤمنين ويوم البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
 
فهل في يوم الاحد نجد الطابع العام للبلاد الاسلامية من وزاراتٍ وشركاتٍ ومدارسَ ومن حوزات , يتلون بلون علي بن أبي طالب ( عليه السلام )؟ اذ ان هذا اليوم يومه، وقد ورد في الدعاء : {وهذا يوم الأحد وهو يومكَ} والخطاب لأمير المؤمنين ( عليه السلام ). 
 
وظاهر ( يومك ) يفيد الملكية لكن اذا اردنا ان نخفف الكلام فنقول : الاختصاص. ثم ونقول تنزلا: (الاضافة) وانها اضافة تشريفية، وان لم تكن فرضاً تمليكية، ونظيره ما يقال الان في الكثير من البلدان : ( يوم المعلم ) فان الاضافة تشريفية ، ومن المشهود اننا في يوم المعلم نكرم المعلم ونهتم به ، نفكر بالمعلم، نكتب عن المعلم، نروج للمعلم، نحفظ حرمات المعلم، نفكر في حقوق المعلم المهدورة، أليس كذلك؟ 
 
كذلك في يوم الطفل العالمي، وكذلك في يوم المرأة العالمي. 
 
حسنا، لكن اين يوم فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ؟ اين يوم علي بن أبي طالب ( عليه السلام )؟ أين يوم رسول الله، اين يوم الامام الحسن والحسينc ؟ 
 
ج – يوم الاربعاء[13] 
 
يوم الاربعاء مثلاً هو يوم اربعة من الأئمة الكاظم، والرضا، والجواد، والهادي. (( عليهم السلام )) هل فكرنا في يومنا هذا في الامام الكاظم( عليه السلام ) ؟ على الاقل في أحد الأبعاد : فلقد كان الإمام الكاظم( عليه السلام ) سجينا فترة طويلة من الزمن، فلنفكر في هذا اليوم، كل يوم اربعاء في ان نتحرك ونخطوا ولو خطوة واحدة باتجاه الدفاع عن السجين المظلوم. كم يوجد من السجناء المظلومين في العراق؟ في مصر؟، في بلاد الحجاز المسماة بالسعودية ظلما وزورا وغصبا؟ ، في البحرين؟ ، وفي سائر الدول، وحتى في الدول الغربية. فان السجن هناك من نوع آخر. 
 
( يوم الأربعاء ) ليعتبره كل منا يوم السجين العالمي، وليجعل ثواب أية خطوة يقوم بها في هذا الحقل للإمام الكاظم ( عليه السلام ). ان ذلك يعني انك احييت يوم الكاظم( عليه السلام ) بنحوٍ ما، وهذا معناه أنك طبعت هذا اليوم بطابعه، اي طبعت حياتك بطابعه ( عليه السلام ). 
 
كذلك الإمام الرضا ( عليه السلام )، وكل إمام له تجليات مختلفة، واحدى تجليات حياة الامام الدعوة، التبليغ، الانفتاح والحوار الفاعل والنافذ مع سائر المذاهب والأديان وغيرها ولقد كان الامام الرضا( عليه السلام ) في هذا الحقل هو السباق. 
 
في يوم الأربعاء لأفكر أن اصنع شيئا ما , ولو بأن أتعلم – او اعلِّم - كلمة واحدة عن عقائد المسيحية والجواب عنها، عن اليهودية والاشكال عليها 
 
ان الكثير من ابنائنا يسيرون بالتعبد ، فالمسيحية ما هي معتقداتها وما هي الردودعليها ؟ الملحدون ماذا يقولون وما هي الأجوبة؟ لذا نجد الكثير منهم عندما يلتحقون بالجامعة تزل قدمه لأنه ليس محصّناً تماماً. 
 
ان الأيام هي أفضل الحواضن المعرفية ,وقد احكم أهل البيت ( عليهم السلام ) عقد الصلة والربط بينها وبين قمم البشرية الخالدة. هذا الربط بين كل انسان وبين الإمام والرسول وبين القيم هو ربط استراتيجي عميق، لكننا أغفلناه. 
 
الإمام الجواد ( عليه السلام ) يومه هو يوم الأربعاء ايضاً ، فليفكر كل منّا أن يجود اكثر بعض الشيء من باقي أيام الاسبوع، ان يجود ببعض ماله، وبأخلاقه إن لم يكن لديه مال، فلتكن أخلاقه اليوم أفضل مع أهله والناس، كي يرى الناس أن هناك تطوراً، وكي يشعر هو ايضاُ أنه قد تغير وتطور وتحول إلى الأحسن. 
 
الإمام الهادي ( عليه السلام ) يوم الاربعاء يومه ايضاً، وهو صلوات الله عليه من أسمى مظاهر قيادة التغيير الاستراتيجي من الداخل، فعلينا ان نتعلم منه ذلك .. ان كثيراً من الناس قد يكونون مسؤولين او موظفين في دول، وقد يكونون اعضاء و قيادات في أحزاب، وقد يكونون في عشائر، يبقون بها لجهة أو أخرى، لكن على كل واحد أن يحاول أن يقود التغيير من الداخل. يوم الأربعاء لنجعله منطلقا للتفكير والتخطيط والتنفيذ في هذا الحقل. 
 
يوم الاحد: يوم المرأة ويوم مقارعة الظالمين 
 
السيدة الزهراء ( عليها السلام ) يومها – كما سبق – هو يوم الاحد، ولقد كان من مظاهر حياتها الجلية مقارعة الظالمين، بل انها قد دفعت حياتها ثمنا لذلك. 
 
فليكن كل يوم احد في حياة كل منا مجلى لهذه الوظيفة الكبرى – وان كانت هذه الوظيفة عامة لكل الايام – فعليك وعليّ ان افكر كيف استطيع أن اقارع الظالمين سواء أكانوا في إسرائيل أو في أمريكا أو في العراق، أي ظالم، سواء أكان في موقع عام أو خاص، فلأخطو خطوة متميزة او اضافية في الاقتداء بالصديقة الزهراء( عليها السلام ). 
 
فليكن يوم الاحد عندنا هو يوم المرأة، بمعنى ان يفكر الإنسان ويخطط لكي يولي أمه مزيد من العناية في يوم الأحد كرامة لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ). وان يولي المزيد من العناية والرعاية لزوجته، لبناته، لأخواته، وأيضا للمرأة بشكل عام : عليه أن يفكر كيف يستطيع أن يحسّن من وضع المرأة العام. 
 
هذه أي الايام - روابط هامة لأن الإنسان ينسى، لأن المسؤوليات كثيرة وكل له ادواره، الا ان ربط الادوار بالايام وبقمم الانسانية وبوسائط السماء ، يعدّ خير منبِّه ومذكّر 
 
فلننستحضر دوماً أن هذا اليوم يوم فاطمة الزهراء( عليها السلام ) وهذا اليوم يوم علي بن أبي طالب( عليه السلام )، فما الذي يريدانه مني؟ وهل أنني بالفعل ماش في هذا الطريق وهل انا على الصراط السوي أم لا؟ 
 
وفي يوم السبت مثلا ، ليفكر كل منا ان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بنا أمة وبنا دولة ، فما الذي يتأتى مني في هذا الحقل فقد يمكنني ان اقوم بخطوة من مليار خطوة، فليكن! قد لا استطيع أن ابني دولة لكن استطيع أن ابني شواخص وأعمدة وأوتاداً، يمكنني ان اربي ابني او اخي الصغير او جاري او تلميذي او زميلي , وهذا الشخص قد يكون يوما ما وزيرا او نائبا او غير ذلك , بمقدوري أن أربيه فكرياً وثقافياً او اخلاقياً وروحياً كي يكون من هذه الجهة محصّنا قد المستطاع. 
 
كل يوم هو بمثابة مُذكّر، وعلينا أن نحيي هذه الحواضن ونعتبرها معالم ومشاعر... 
 
منهج تربوي فريد: تلاحم برامج الفضائيات والمراكز العلمية والدينية بايام المعصومين طوال الاسبوع 
 
والان... دعونا نلقي نظرة على الفضائيات، والحسينيات، والمساجد كلها، فهل تشهدون في المساجد تحولاً في يوم الاثنين، وهو يوم الامامين الحسنين ( عليهما السلام ) ؟ 
 
هل ترون في يوم الثلاثاء وهو يوم الامام السجاد والامامين الباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، تحولاً علمياً في حياتنا ؟ ان على كل إنسان في يوم الثلاثاء أن يتعلم ولو مسألة واحدة جديدة.. ان. هذا نوع تطور، وهذه مفاتيح نهضة حقيقية. 
 
فإذا كان هناك(100) مليون إنسان، أو (500) مليون إنسان , غرست في أذهانهم هذه الفكرة وهذه الثقافة: أن هذه الأيام هي معالم ومشاعر وحواضن تربطك بالمعصومين ( عليهم السلام ) فحاول أن تكون في يوم كل معصوم الأفضل والأكمل والأكثر تأسيا. 
 
وكما أن المسجد يذكرك بالله تعالى حيث ان المكان له خصوصية، كذلك الزمان ايضاً له خصوصية لكن بشرط أن أعرف ان هذا مسجد ، وبشرط أن أعرف واتذكر أن هذا اليوم - يوم الأحد – هو يوم الزهراء ( عليها السلام ). 
 
ان من أروع ما صنعه المعصومون ( عليهم السلام ) في الأيام الحواضن الطبيعية لارتباطنا بهم ، فعلينا ان نتذكر ذلك دوماً 
 
ان المنهج التربوي في مذهب اهل البيت ( عليهم السلام ) لا نظير له ، لا يعقل أن يكون له نظير. 
 
مثلاً اذهبوا إلى المسيحية فانكم ستجدونهم يحييون يوماً واحدا من الأيام فقط وبطقوس محدودة، و اما بقية الأيام فلا برامج لهم فيها. 
 
كذلك اليهودية لهم يوم من الأيام (السبت) وإنتهى الأمر . 
 
سبل التكامل الاربعة: الادعية ، الصلوات ، التسبيحات والتعويذات 
 
اما في الاسلام المحمدي – العلوي فان كل يوم في حياتك مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصادر ومنابع الكمال. 
 
وعندما نلقي نظره اكثر تفصيلاً نجد ان الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) والائمة الاطهار ( عليهم السلام ): مهدوا لنا اربعة سبل للتكامل في ايام الاسبوع، وللارتباط بالله سبحانه وتعالى وللارتباط بالقيم. 
 
السبيل الأول: الأدعية، فلكل يوم دعاء خاص بل دعوات منوعة 
 
السبيل الثاني: الصلوات، ففي يوم الأحد مثلاً توجد مجموعة من الصلوات , كم منا يلتزم بها ؟ وإذا التزم كل امرأة ورجل في يوم الأحد بان يصلي إحدى هذه الصلوات فكم لذلك من آثار معنوية تربوية اخلاقية ... وكذلك الحال في صلوت وسائر الايام – وسأتلو عليكم بعضها- . 
 
السبيل الثالث: التسبيحات. 
 
السبيل الرابع: التعويذات، فكل يوم من الأيام له تعويذة خاصة بل تعويذات. واين نحن من هذه التعويذات؟ 
 
وفيما تبقى من الوقت القليل نشير الى، بعض النماذج السريعة من إحدى هذه العناوين الاربعة وهو عنوان (الصلوات) في يوم الاحد. 
 
فقد جاء في كتاب البحار[14] 
 
من صلوات يوم الأحد ( وهو يوم امير المؤمنين( عليه السلام ) والصديقة الزهراء ( عليها السلام ) ) 
 
أ – من صلى بسورة الملك : فله من الجنة حيث شاء ! 
 
عن الحسن بن علي العسكري ( عليهما السلام ) قال: ( ومن صلى يوم الأحد اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة الملك ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) بوأه الله في الجنة حيث يشاء )[15]. 
 
وما اغرب ذلك وما اروعه وما اشده تشويقاً : اذا قرأ الإنسان اربع ركعات في كل أحد[16] بسورة الملك، عندئذ يجعل الله تعالى الخيار والاختيار في الجنة بيده: فاي مكان اراد فله ذلك! 
 
وان هذه الرواية هي نموذج لربط الإنسان ودنياه بآخرته السيدة الزهراء( عليها السلام ). 
 
ب – صلاة مع آية الكرسي تسبِّب الحفظ والمغفرة والجنة 
 
(قال رسول الله(( صلى الله عليه وآله )) من صلى ليلة الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و آية الكرسي إحدى عشرة مرة حفظه الله في الدنيا والآخرة) 
 
أي من الشرور، من الارهابيين، من الآثام، من الجرائم ، ومن الحوادث. 
 
(...وغفر له ذنوبه فإن توفي وهو مخلص لله أعطاه الله الشفاعة يوم القيامة فيمن أخلص لله و أعطاه الله تعالى أربع مدائن في الجنة)[17]. 
 
والصلوات متعددة، فالأئمة وفروا لنا خيارات متعددة ومنحونا بدائل مختلفة فلم نهرب منها ! 
 
ج – صلاة اخرى : فيمتعه الله بعقله حتى يموت ! 
 
( قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى ليلة الأحد ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وسبح اسم ربك الأعلى مرة وقل هو الله احد مرة، جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومتعه الله تعالى بعقله حتى يموت! )[18] 
 
وان ذلك ليس بالشيء القليل، فان بعض الناس يصاب بمرض (الزهايمر) أو الخرف أو الجنون أو بأمراض نفسية او عقلية اخرى منوعة، وهذه ضمانة سهلة: أن يصلى الانسان هذه الصلاة كل ليلة أحد لكي يمتعه الله بعقله حتى يموت! 
 
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لنا ولكم لكي نكون من الذين ينصرون الله وأولياءه كي ينصرهم الله سبحانه وتعالى، وان نكون من الذين يوثقون صلتهم بالمعصومين طوال ايام الاسبوع بما تحمله الايام من وظائف ومسؤوليات وبما تحمله من ذكريات ترتبط بالمعصومين ( عليهم السلام ). 
 
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين . 
 
وصلى الله على محمد واله الطيبن الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - سورة الروم : اية 4 - 5 
 
[2] - سورة البقرة : اية269 
 
[3] - سورة فصلت : اية53 
 
[4] - سورة البقرة : اية247 
 
[5] - سورة البقرة : اية 142 
 
[6] - سورة المائدة : اية 64 
 
[7] - سورة الروم : اية 48 
 
[8] - سورة الاحزاب : اية 24 
 
[9] - سورة الروم : اية 7 
 
[10] - سورة الانعام : اية 18 
 
[11] - او الى فلان 
 
[12] - الحواضن أعمّ من الشعائر. فتدبر 
 
[13] - سنذكر في مبحث لاحق سائر الايام و انتساباتها للمعصومين باجمعهم ( عليهم السلام ) 
 
[14] - بحار الانوار : المجلد 87، صفحة 279، 
 
[15] - وسائل الشيعة ج8 ص179 
 
[16] - او في يوم الاحد . فتأمل 
 
[17] - مستدرك الوسائل ج6 ص 357 
 
[18] - بحار الانوار ج 87 ص 320

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=922
  • تاريخ إضافة الموضوع : الأربعاء 9 جمادي الثانية 1435هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28