• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الفوائد والبحوث .
              • الموضوع : 53- تحليل معنى القصدية في الافعال .

53- تحليل معنى القصدية في الافعال

قد يتسائل عن معنى وحدود مصطلح ( ظاهر الافعال القصدية) فما هو المراد منها وما هي حدوده.؟

قد يقال: ان المراد هو قصد ذات الفعل لا قصد صفة الفعل, وفرق واسع بين القصدين , فإننا عندما نقول: قتل فلان فلانا، فانه إطلاق صحيح وصادق وان كان الفاعل قصد ذات الفعل ولكنه لم يقصد صفة القتل كما لو ضربه بآلة غير قاتلة فقتله اتفاقاً, او ضربه بآلة قاتلة ولكنه كان غير قاصد للقتل مما يصطلح عليه بشبه العمد .
وبمثال اوضح نقول: انه يصدق ( فلان اخجل فلانا), رغم أنه لم يقصد الصفة بل قصد نفس الفعل، كما لو انه اغدق العطاء على شخص اخر وبالغ في إكرامه فانه يقال انه اخجله وهو اطلاق صحيح , فمع عدم وجود قصد لصفة الفعل اعني الاخجال لكن قصد اصل الفعل مصحح للنسبة والاطلاق.
وكذلك في قول القائل : اغضبني الطفل,  فهو في بعض حالاته – وهي كثيرة – طبعه الالحاح لتحصيل حاجته , فهو يقوم بذلك لتحصيل الحاجة لا لإغضاب الابوين , ومع ذلك يصح دون تجوز اطلاق (اغضب) عليه من باب الإفعال لأنه قصد نفس الفعل وان لم يقصد الصفة.
وكذا في قوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل  عن سبيل الله بغير علم )، فان (ليضل) ظاهرة في قصد الفعل نفسه[1] وان لم يقصد الصفة، أي وإن لم يقصد تعنون ما يفعله او يكتبه بعنوان الاضلال، فان الكاتب والفاعل وان لم يقصد الصفة والاضلال غير انه قصد الفعل والجوهر وهو ملاك صحة الحمل[2].
=======================================
 

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=1807
  • تاريخ إضافة الموضوع : 22 شوال 1436هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29